تأخرت رحلة الخطوط الجوية السنغافورية رقم 21، وهي واحدة من أطول الرحلات الجوية في العالم، لمدة يومين متتاليين بسبب عاصفة ثلجية أثرت على مطارات منطقة نيويورك، بالإضافة إلى وجود عطل فني في الطائرة. وقد تسببت هذه التأخيرات في إزعاج كبير لـ 151 راكبًا كانوا متوجهين من نيوارك إلى سنغافورة. تعتبر هذه الحادثة مثالًا واضحًا على التحديات التي تواجه شركات الطيران في ظل الظروف الجوية القاسية والأعطال الميكانيكية المحتملة، وتأثيرها على رحلات الطيران.
كان من المقرر أن تقلع الرحلة 21 يوم الأحد الماضي الساعة 9:35 صباحًا بتوقيت نيويورك، لكن العاصفة الثلجية التي ضربت المنطقة أجبرت السلطات على إغلاق الممرات مؤقتًا لعمليات إزالة الجليد. وفقًا لمتحدث باسم الخطوط الجوية السنغافورية، تم تأجيل الرحلة في البداية إلى اليوم التالي، مع توفير أماكن إقامة في الفنادق وقسائم وجبات طعام لجميع الركاب.
تأخيرات متتالية بسبب الطقس وعطل فني في رحلات الطيران
لم تنته المشكلة عند هذا الحد، حيث تم إعادة جدولة الرحلة 21 برقم 9021 للإقلاع حوالي منتصف النهار يوم الاثنين، لكنها شهدت تأجيلًا إضافيًا ليتم دفعها إلى اليوم التالي. وبحسب بيان الشركة، فإن التأخير الجديد كان نتيجة عطل في نظام مناولة الأمتعة في المطار، بالإضافة إلى مشكلة في العجلات الأمامية لطائرة إيرباص A350.
تفاصيل العطل الفني
ذكرت صحيفة “ستريت تايمز” السنغافورية أن أحد الركاب، أفينش ريدي، قد صرح بأن موظفي الشركة أبلغوه بضرورة استبدال إطار للطائرة، وأن الإطار سيتم نقله من مطار جون إف كينيدي في نيويورك. لم يتم الإفصاح عن طبيعة العطل في المحرك تحديدًا، ولكن الحاجة إلى قطعة غيار أضافية أدت إلى تعقيد الموقف وزيادة مدة التأخير.
مرة أخرى، قامت الخطوط الجوية السنغافورية بتوفير أماكن إقامة في الفنادق وقسائم وجبات طعام للركاب المتضررين. بالإضافة إلى ذلك، قامت الشركة بمساعدة بعض الركاب على إعادة حجز تذاكرهم على رحلات بديلة، حيثما أمكن ذلك.
أخيرًا، تمكنت الرحلة 9021 من الإقلاع صباح يوم الثلاثاء، بعد 48 ساعة من موعدها الأصلي. وقد وصلت إلى سنغافورة بعد رحلة استغرقت أكثر من 18 ساعة. تعتبر هذه الرحلة من أطول مسارات الطيران التجاري المنتظمة، وتنافس رحلة الشركة الأخرى من مطار JFK.
أكد متحدث باسم الخطوط الجوية السنغافورية أن “سلامة عملائنا وطاقمنا هي دائمًا أولويتنا القصوى”. وأضاف أن الشركة بذلت قصارى جهدها لتقليل الإزعاج الذي سببه التأخير، وتوفير الدعم اللازم للركاب.
غالبًا ما تتسبب الأحوال الجوية السيئة، مثل العواصف الثلجية، في تعطيل جدول الرحلات وإحداث تأخيرات واسعة النطاق في المطارات. إضافة إلى ذلك، تظل الأعطال الميكانيكية غير متوقعة جزءًا من عمليات الطيران، وتتطلب صيانة وإصلاحات فورية لضمان السلامة. التعامل مع هذه المواقف يتطلب تنسيقًا فعالًا بين شركات الطيران، والسلطات الجوية، ومقدمي الخدمات اللوجستية.
يشير خبراء صناعة الطيران إلى أن مثل هذه الحوادث تسلط الضوء على أهمية وجود خطط طوارئ قوية وفعالة للتعامل مع التأخيرات والإلغاءات، بالإضافة إلى توفير معلومات دقيقة وفي الوقت المناسب للركاب.
الخطوات التالية وتأثير الحادثة على سفر المسافرين
من المتوقع أن تقوم الخطوط الجوية السنغافورية بمراجعة الإجراءات المتبعة في التعامل مع حالات الطوارئ، لتحسين الاستجابة في المستقبل وتقليل تأثير التأخيرات على الركاب. سيتم التركيز على تعزيز التنسيق مع المطارات وشركات المناولة الأرضية، بالإضافة إلى ضمان توفر قطع الغيار اللازمة بشكل سريع.
في الوقت الحالي، فإن الجدل يدور حول تعويضات الركاب المتضررين من هذا التأخير الطويل. من المرجح أن تتلقى الشركة مطالبات بالتعويض عن النفقات الإضافية، والإزعاج، وفقدان الاتصالات. ستعتمد نتيجة هذه المطالبات على سياسات الشركة، والقوانين المحلية، والاتفاقيات الدولية المتعلقة بحقوق المسافرين.
من الجدير بالملاحظة أن هذه الحادثة قد تؤثر على سمعة الخطوط الجوية السنغافورية، خاصة وأنها تتمتع بسمعة طيبة في مجال خدمة العملاء والالتزام بالمواعيد. ولكن، التعامل الشفاف والفعال مع الموقف، وتقديم اعتذار صادق للركاب، قد يساعد في استعادة الثقة وتقليل الأضرار المحتملة.
من الضروري متابعة رد فعل الخطوط الجوية السنغافورية ونتائج التحقيقات في سبب العطل الفني. كما يجب الانتباه إلى أي تغييرات قد تطرأ على سياسات الشركة المتعلقة بالتعويضات وحقوق المسافرين في حالات التأخير والإلغاء.

