يواجه المستثمرون أسبوعًا قصيرًا ولكنه قد يكون حافلًا بالأحداث على الصعيدين الاقتصادي والمالي. بعد أسبوع صعب شهد خسائر وتقلبات شديدة، يتطلع المستثمرون إلى المؤشرات الاقتصادية القادمة التي قد تؤثر على أسواق الأسهم. على الرغم من قصر الأسبوع بسبب عطلة عيد الشكر، إلا أن هناك تحديثات رئيسية ستصدر قبل توقف التداول، مع احتمال عودة التقلبات بسبب انخفاض السيولة المتوقعة.

تشير التقديرات إلى أن أسواق الأسهم قد تشهد استمرارًا في التقلبات الحالية، خاصةً مع اقتراب عطلة عيد الشكر. تاريخيًا، كان أسبوع عيد الشكر أسبوعًا إيجابيًا للمستثمرين في الأسهم، حيث حقق مؤشر S&P 500 مكاسب بمتوسط 0.76٪ منذ عام 1945، وفقًا لتحليل صادر عن Bespoke Investment.

تحاول الأسواق التعافي من الخسائر التي تكبدتها الأسبوع الماضي، حيث يواجه المستثمرون صعوبات بعد عمليات بيع مكثفة أثرت على قطاعي التكنولوجيا والعملات المشفرة. على عكس الاتجاهات الموسمية المعتادة، من المتوقع أن يشهد الشهر الحالي خسائر في الأسواق، حيث انخفض مؤشر Nasdaq 100 بأكثر من 6٪ مقارنة بمستوياته في نهاية أكتوبر.

بيانات المستهلك وتأثيرها على الأسواق

من المتوقع أن توفر البيانات الاقتصادية القادمة مزيدًا من الوضوح حول حالة المستهلك الأمريكي، بعد فترة توقف طويلة للبيانات الحكومية. سيصدر يوم الثلاثاء بيانات مبيعات التجزئة لشهر سبتمبر. يتوقع الاقتصاديون أن يكون المستهلكون الأمريكيون قد زادوا إنفاقهم بنسبة 0.4٪ خلال ذلك الشهر، وهو ما يمثل تباطؤًا مقارنة بالزيادة التي بلغت 0.6٪ في الشهر السابق.

كما سيصدر يوم الأربعاء مسح ثقة المستهلك الصادر عن مجلس المؤتمرات لشهر نوفمبر. تعتبر رغبة الأمريكيين في الإنفاق أمرًا بالغ الأهمية للمستثمرين، الذين يسعون إلى تقييم مسار الاقتصاد وإمكانية المزيد من تخفيضات أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي.

أظهر مسح معنويات المستهلك الصادر عن جامعة ميشيغان انخفاضًا إلى أدنى مستوى له في ثلاث سنوات في نوفمبر، مما يشير إلى تدهور في نظرة الأمريكيين إلى أوضاعهم المالية. وذكرت الجامعة في بيانها الصادر في نوفمبر أن “المستهلكين لا يزالون يشعرون بالإحباط بسبب استمرار ارتفاع الأسعار وضعف الدخل”.

مؤشرات التضخم وتوقعات أسعار الفائدة

سيحصل المستثمرون هذا الأسبوع على لمحة عن بيانات التضخم من خلال صدور مؤشر أسعار المنتجين لشهر سبتمبر يوم الثلاثاء. تعتبر هذه البيانات نقطة مهمة يمكن أن تشكل وجهة نظر الاحتياطي الفيدرالي بشأن التضخم قبل اجتماعه في ديسمبر، خاصةً وأن الحكومة لا تصدر تقريرًا رسميًا عن التضخم لشهر أكتوبر.

يرى ديفيد لاوت، الرئيس التنفيذي للاستثمار في Kerux Financial، أن “مؤشر أسعار المنتجين سيساعد في تحديد نبرة توقعات السوق بشأن تخفيضات أسعار الفائدة في ديسمبر، وهو ما يتابعه سوق الأسهم عن كثب حتى الآن”. لقد شهدت احتمالات تخفيض أسعار الفائدة في ديسمبر تقلبات كبيرة، ولكنها تحولت مؤخرًا لصالح تخفيض إضافي بقيمة 25 نقطة أساس. ووفقًا لأداة CME FedWatch، ارتفعت الاحتمالية الضمنية لتخفيض الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة الشهر المقبل إلى 76.7٪ يوم الاثنين، مقارنة باحتمالية بلغت 42.4٪ الأسبوع الماضي.

بيانات البطالة والقطاع العقاري

سيصدر يوم الأربعاء بيانات المطالبات الأولية بالبطالة الأسبوعية. يتوقع الاقتصاديون أن يكون 225 ألف أمريكي قد تقدموا بطلب للحصول على إعانات بطالة، وهو ما يمثل زيادة طفيفة مقارنة بالـ 220 ألفًا في الأسبوع السابق. أصبح سوق العمل محور تركيز رئيسي للمستثمرين، حيث بدأ يظهر علامات ضعف منذ الصيف. كما أن البيانات غير الكاملة للوظائف لشهر أكتوبر قد زادت من تعقيد التوقعات بشأن تخفيضات أسعار الفائدة.

وقال لاوت من Kerux: “هناك ما يكفي من البيانات التي تشير إلى أن التضخم لم يرتفع بشكل كبير، وأن سوق العمل يتباطأ، وهذا المزيج يبرر تخفيضًا آخر لسعر الفائدة.”

بالإضافة إلى ذلك، سيتم نشر مؤشر S&P Case-Shiller لأسعار المنازل لشهر سبتمبر يوم الثلاثاء، وبيانات المبيعات المعلقة للمنازل لشهر أكتوبر. يتوقع الاقتصاديون أن تظل المبيعات ثابتة على مستوياتها. تعتبر هذه البيانات مؤشرًا على الأوضاع في القطاع العقاري الحساس لأسعار الفائدة. لقد استمر تجميد المبيعات لع多年的 بسبب ارتفاع أسعار المنازل وارتفاع أسعار الفائدة التي أعاقت كل من المشترين والبائعين.

باختصار، يترقب المستثمرون مجموعة من البيانات الاقتصادية الهامة هذا الأسبوع، بما في ذلك بيانات المستهلك والتضخم والبطالة والقطاع العقاري. ستساعد هذه البيانات في تقييم مسار الاقتصاد واحتمالية تحرك الاحتياطي الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة في اجتماعه القادم. يبقى التذبذب في الأسواق واردًا، خاصة مع اقتراب عطلة عيد الشكر وانخفاض السيولة المتوقعة. يجب على المستثمرين مراقبة هذه التطورات عن كثب لاتخاذ قرارات استثمارية مستنيرة.

شاركها.
Exit mobile version