قال الرئيس التنفيذي لشركة نفيديا، جينسن هوانغ، خلال اجتماع للشركة يوم الخميس، إن “السوق لم يقدر” الربع المذهل الذي حققته الشركة. وجاء ذلك بعد أن سجلت نفيديا أرباحاً قياسية يوم الأربعاء، في الوقت الذي نفى فيه هوانغ تصاعد الحديث عن فقاعة الذكاء الاصطناعي. شهد سهم الشركة ارتفاعًا يوم الأربعاء ثم انخفاضًا يوم الخميس وسط تزايد المخاوف بشأن استدامة نمو قطاع الذكاء الاصطناعي. يركز هذا المقال على تصريحات هوانغ الأخيرة وتأثيرها المحتمل على مستقبل نفيديا.
أظهرت نفيديا أداءً مالياً غير مسبوق، لكن هوانغ أشار إلى أن التوقعات المرتفعة للغاية قد وضعت الشركة في موقف صعب. وأوضح أن أي أداء أقل من المتوقع، حتى لو كان هامشياً، كان سيؤدي إلى رد فعل عنيف في السوق. وادعى أن الشركة تتحمل مسؤولية كبيرة في الحفاظ على الاستقرار الاقتصادي.
تحديات النمو والتوقعات المرتفعة لشركة نفيديا
أشار هوانغ إلى أن هناك تداولًا واسع النطاق على الإنترنت حول الدور الحيوي الذي تلعبه نفيديا في الاقتصاد، بما في ذلك الادعاءات بأنها تساعد الولايات المتحدة على تجنب الركود. ومع ذلك، أضاف أن هذا الثقل الإضافي يجعل تحقيق التوقعات أكثر صعوبة. وفي إشارة إلى الماضي، ألقى هوانغ نكتة حول أيام ذروة القيمة السوقية للشركة والتي بلغت 5 تريليونات دولار.
“لم يسبق في التاريخ أن خسرت شركة 500 مليار دولار في بضعة أسابيع”، قال هوانغ، مشيرًا إلى أن الوصول إلى هذا الحجم الهائل من القيمة يجعل الشركة عرضة لتقلبات السوق. بينما أعرب عن رضاه عن نتائج الشركة وفخره بموظفيه، أقر هوانغ بأن النفوذ المتزايد لشركة نفيديا أدى إلى زيادة الضغط على الشركة لتحقيق نتائج مبهرة.
الذكاء الاصطناعي وتأثيره على أرباح نفيديا
ارتفعت أرباح نفيديا بشكل كبير مدفوعة بالطلب القوي على رقائق معالجة الرسوميات المستخدمة في تطبيقات الذكاء الاصطناعي. تعتبر نفيديا حاليًا الشركة الرائدة في هذا المجال، ويُنظر إليها على نطاق واسع على أنها المستفيد الرئيسي من النمو المتسارع في الذكاء الاصطناعي. لكن هذا النجاح أثار أيضًا تساؤلات حول ما إذا كان السوق يبالغ في تقدير قيمة الشركة.
أكد هوانغ في الاجتماع أن الشركة تواجه معضلة: فإذا حققت أداءً ضعيفًا، فسيعتبر ذلك دليلًا على وجود فقاعة في مجال الذكاء الاصطناعي، وإذا حققت أداءً جيدًا، فسيُتهمون بتضخيم تلك الفقاعة. وهذا يوضح التحديات التي تواجهها نفيديا في إدارة توقعات المستثمرين في ظل التغيرات السريعة في سوق الذكاء الاصطناعي.
وفي سياق متصل، يشهد قطاع أشباه الموصلات منافسة متزايدة، حيث تسعى شركات أخرى مثل AMD و Intel إلى زيادة حصتها في السوق. بالإضافة إلى ذلك، هناك مخاوف بشأن القيود المفروضة على الصادرات التي قد تؤثر على قدرة نفيديا على بيع منتجاتها في بعض الأسواق الرئيسية. هذه العوامل قد تؤثر على النمو المستقبلي للشركة.
لم ترد نفيديا على الفور على طلب للحصول على تعليق من وكالة الأنباء. وتتضمن التطورات الأخيرة في مجال التكنولوجيا استثمارات كبيرة في البنية التحتية للذكاء الاصطناعي، وتزايد الطلب على رقائق معالجة البيانات، وتطوير نماذج لغوية كبيرة.
من المتوقع أن تشهد نفيديا المزيد من التقلبات في الأسابيع القادمة، حيث يواصل المستثمرون تقييم المخاطر والفرص المرتبطة بالشركة. ويمكن أن يؤثر الأداء المستقبلي لشركة نفيديا على نطاق أوسع على أسواق التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي. ومن المهم متابعة التطورات في هذا المجال وكيف ستتعامل نفيديا مع التحديات والفرص التي تواجهها.
