الجنيه الإسترليني يواجه تحديات في الربع الثالث

يواجه الجنيه الإسترليني ضغوطاً شديدة مع دخول الربع الثالث من العام مع ظهور خفض أسعار الفائدة أخيراً، في حين من المتوقع أن تتسبب الانتخابات العامة في المملكة المتحدة في حدوث موجة من التقلبات، ومن المرجح أن يؤدي ذلك إلى إضعاف الجنيه الإسترليني، حيث من المتوقع أن يسجل حزب المحافظين الحالي أسوأ نتائج له منذ عقود. وتشير استطلاعات الرأي الحالية إلى أن حزب العمال سيفوز في انتخابات الرابع من يوليو بأغلبية ساحقة، ومع عدم وضوح خطة الإنفاق الخاصة به، فقد يتجنب المستثمرون الجنيه الإسترليني والأصول المقومة به، حتى تتضح الصورة الاقتصادية.

التضخم في المملكة المتحدة: تم الوصول إلى الهدف، لكن الصعوبات لا تزال قائمة

حققت المملكة المتحدة إنجازًا اقتصاديًا مهمًا في مايو/أيار، حيث كشفت بيانات التضخم عن العودة إلى معدل التضخم المستهدف من قبل بنك إنجلترا. وللمرة الأولى منذ ما يقرب من ثلاث سنوات، انخفض معدل التضخم الرئيسي في المملكة المتحدة إلى 2%، بما يتماشى مع هدف بنك إنجلترا الذي ظل قائمًا منذ فترة طويلة. ويمثل هذا التطور نقطة تحول ملحوظة في معركة البلاد ضد ضغوط الأسعار المرتفعة.

وانخفض التضخم الأساسي – باستثناء الغذاء والطاقة – من 3.9% إلى 3.5%، في حين انخفض التضخم في الخدمات من 5.9% إلى 5.7%، وهي خطوة في الاتجاه الصحيح ولكنها لا تزال مرتفعة بشكل مثير للقلق بالنسبة لبنك إنجلترا.

التضخم الرئيسي في المملكة المتحدة (على أساس سنوي)

المصدر: Trading Economics/ONS

كان بنك إنجلترا صريحًا على مدار الأشهر القليلة الماضية بأن التضخم سيصل إلى الهدف عند بداية النصف الثاني من العام. ومع ذلك، حذر بنك إنجلترا مؤخرًا أيضًا من أن تضخم مؤشر أسعار المستهلك من المتوقع أن يرتفع قليلاً في النصف الثاني من العام، “حيث أن الانخفاضات في أسعار الطاقة في العام الماضي لا تقارن بالعام السابق”. ومع استمرار بنك إنجلترا في الاعتماد على البيانات، فقد يرغب البنك المركزي في المملكة المتحدة في رؤية المزيد من الأدلة على انخفاض التضخم، وخاصة التضخم الأساسي وتضخم الخدمات، قبل أن يبدأ جولة من تخفيضات أسعار الفائدة.

بعد الحصول على فهم شامل للعوامل الأساسية التي تؤثر على الجنيه الإسترليني في الربع الثالث، لماذا لا ترى ما يوحي به الإعداد الفني من خلال تنزيل توقعات الجنيه الإسترليني الكاملة للربع الثالث؟

توقعات أسعار الفائدة في المملكة المتحدة: المسار المتوقع وتوقعات السوق

يواصل مسار أسعار الفائدة في المملكة المتحدة اتجاهه نحو الانخفاض، حيث برز توقيت الخفض الأولي بمقدار 25 نقطة أساس كعامل رئيسي يؤثر على أداء الجنيه الإسترليني في الربع القادم. توفر تقييمات السوق الحالية رؤى قيمة حول تعديلات الأسعار المحتملة ويمكن أن تؤثر على قيمة الجنيه الإسترليني مقابل مجموعة من العملات.

اجتماع بنك إنجلترا في الأول من أغسطس – تقدر الأسواق المالية حاليًا احتمالات خفض أسعار الفائدة في هذه الجلسة بنسبة 49%. وتشير هذه النظرة المتوازنة إلى حالة عدم يقين كبيرة تحيط بنوايا بنك إنجلترا المباشرة.

اجتماع بنك إنجلترا يوم 19 سبتمبر – إذا ظلت الأسعار دون تغيير في أغسطس/آب، فإن مؤشرات السوق تشير إلى شبه يقين من تعديل نزولي في اجتماع سبتمبر/أيلول:

اجتماع بنك إنجلترا في 18 ديسمبر – يتوقع السوق احتمالية كبيرة لخفض من الدرجة الثانية قبل نهاية العام مع احتمالية خفض إضافي بنسبة 90%.

توقعات بنك إنجلترا على المدى الطويل – بالنظر إلى المستقبل، تشير توقعات السوق إلى استمرار دورة التيسير مع توقع وصول سعر الفائدة البنكي إلى 4% في نهاية عام 2025.

يشير إلى المعدلات ونقاط الأساس

المصدر: Refinitiv Eikon

توقف النمو في المملكة المتحدة في أبريل بعد ارتفاعه في كل من الأشهر الثلاثة السابقة، مما يسلط الضوء مرة أخرى على التوازن الصعب الذي يواجهه البنك المركزي في المملكة المتحدة عند النظر في تخفيف السياسة النقدية. توسع الاقتصاد البريطاني بنسبة 0.1٪ فقط في عام 2023، وهو أضعف نمو سنوي له منذ عام 2009، وبينما تجاوز النمو في الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2024 توقعات السوق، فإن رقم أبريل مخيب للآمال. تم رفع توقعات النمو في المملكة المتحدة منذ بداية العام مع توقع هيئات مختلفة نموًا يتراوح بين 0.6٪ و 1.0٪ في عام 2024، على الرغم من أن هذه التوقعات قد تتأثر بالانتخابات العامة المقبلة في المملكة المتحدة.

النمو في المملكة المتحدة: مايو – نوفمبر 2024

المصدر: Trading Economics/ONS

شاركها.
Exit mobile version