أظهرت الأسواق الأوروبية استقرارًا ملحوظًا يوم الجمعة بعد ثلاثة أيام متتالية من الارتفاع، مما يعزز مسارها نحو تحقيق مكاسب أسبوعية. يترقب المستثمرون الآن بيانات التضخم الأمريكية الرئيسية التي ستصدر لاحقًا اليوم، والتي من المتوقع أن تؤثر بشكل كبير على قرارات البنك المركزي الأمريكي (الفيدرالي) بشأن خفض أسعار الفائدة. هذا الترقب يأتي في ظل تزايد التوقعات بخفض وشيك للفائدة، مدفوعةً ببيانات اقتصادية حديثة وتصريحات من مسؤولين في الفيدرالي.

استقرار الأسواق الأوروبية في ظل ترقب بيانات التضخم الأمريكية

شهد مؤشر STOXX 600 الأوروبي الرئيسي ارتفاعًا طفيفًا بنسبة 0.1%، بينما سجل كل من مؤشر DAX الألماني و CAC 40 الفرنسي مكاسب متواضعة أيضًا. يعكس هذا الاستقرار حالة من الحذر الإيجابي بين المستثمرين، حيث يفضلون التريث قبل اتخاذ أي قرارات كبيرة بناءً على بيانات التضخم الأمريكية.

أداء القطاعات المختلفة

تميز قطاع الموارد الأساسية بأدائه الأفضل، حيث ارتفع بنسبة 1.3% بعد أن سجلت أسعار النحاس مستوى قياسيًا جديدًا. كما واصل قطاع الصناعة تحقيق مكاسبه لليوم الرابع على التوالي. هذه المؤشرات تدل على قوة هذه القطاعات وقدرتها على الصمود في وجه التقلبات الاقتصادية.

نظرة إيجابية من Citigroup على الأسواق الأوروبية

أصدر بنك الاستثمار Citigroup توقعات إيجابية بشأن مؤشر الأسواق الأوروبية الرئيسي بحلول عام 2026، ورفع تصنيف العديد من القطاعات، بما في ذلك قطاعات السيارات والصناعة، بناءً على التوقعات بتحقيق فوائد مالية كبيرة. يعتبر هذا التقييم بمثابة دفعة ثقة للأسواق الأوروبية، ويشير إلى توقعات بتحسن الأداء الاقتصادي والمالي في السنوات القادمة. الاستثمار في أوروبا يبدو واعدًا في ظل هذه التوقعات.

تحركات الشركات الفردية

شهدت أسهم شركة Swiss Re انخفاضًا بنسبة 5.3% بعد أن خيبت أهدافها لعام 2026 توقعات المحللين. بالمقابل، ارتفعت أسهم شركة Ocado بنسبة 12.7% بعد إعلان الشركة عن تلقيها دفعة لمرة واحدة بقيمة 350 مليون دولار من سلسلة محلات البقالة الأمريكية Kroger مقابل إغلاق بعض المستودعات المخطط لها. هذه التحركات تعكس تأثير الأخبار الخاصة بالشركات على تقييماتها في السوق.

أداء العملات: ضعف الدولار وقوة الين واليورو

على صعيد أسواق العملات، ظل الدولار الأمريكي ضعيفًا يوم الجمعة، واستقر بالقرب من أدنى مستوى له في خمسة أسابيع مقابل العملات الرئيسية الأخرى. يعزى هذا الضعف إلى التوقعات المتزايدة بخفض أسعار الفائدة الأمريكية، مما يقلل من جاذبية الدولار كملاذ آمن.

تفوق الين الياباني

كان الدولار ضعيفًا بشكل خاص مقابل الين الياباني، الذي ارتفع إلى أعلى مستوى له منذ ما يقرب من ثلاثة أسابيع، وذلك بسبب توقعات المستثمرين بأن بنك اليابان قد يرفع أسعار الفائدة في وقت لاحق من هذا الشهر. هذا التحول في السياسة النقدية لبنك اليابان يعزز قيمة الين ويجعله خيارًا جذابًا للمستثمرين.

صعود اليورو والجنيه الإسترليني والدولار الأسترالي

في المقابل، شهدت عملات أخرى مكاسب: ارتفع اليورو بنسبة 0.1%، مقتربًا من أعلى مستوى له في ثلاثة أسابيع؛ وارتفع الجنيه الإسترليني بنسبة 0.2%، مقتربًا من أعلى مستوى له في ستة أسابيع؛ وتقدم الدولار الأسترالي بنسبة 0.3%، ليصل إلى أقوى نقطة له منذ أكثر من شهرين. كما شهد الفرنك السويسري مكسبًا طفيفًا مقابل الدولار. سوق العملات يشهد ديناميكية متزايدة.

توازن القوى بين العملات

يشير هذا التطور في أداء العملات إلى تحول في توازن القوى بين العملات الرئيسية. ففي حين يواجه الدولار ضغوطًا هبوطية، تستفيد عملات أخرى من تحسن الأوضاع الاقتصادية وتوقعات تغيير السياسات النقدية. هذا التوازن الجديد قد يؤثر على تدفقات رأس المال العالمية وعلى أداء الأصول المختلفة. تحليل أسعار الصرف يعتبر أمرًا بالغ الأهمية للمستثمرين.

الخلاصة والتوقعات المستقبلية

بشكل عام، حافظت الأسواق الأوروبية على استقرارها يوم الجمعة في انتظار بيانات التضخم الأمريكية الحاسمة. توقعات بنك Citigroup الإيجابية، بالإضافة إلى أداء القطاعات الرئيسية مثل الموارد الأساسية والصناعة، تدعم التفاؤل بشأن مستقبل هذه الأسواق. في الوقت نفسه، يشهد سوق العملات تحولًا ملحوظًا، مع ضعف الدولار وقوة الين واليورو والجنيه الإسترليني والدولار الأسترليني.

من الضروري متابعة بيانات التضخم الأمريكية عن كثب، حيث أنها ستحدد مسار أسعار الفائدة الأمريكية وتؤثر بشكل كبير على الأسواق العالمية. كما يجب على المستثمرين مراقبة تطورات السياسة النقدية في بنك اليابان، والتي قد تؤدي إلى مزيد من التقلبات في أسواق العملات. نوصي بمراجعة استراتيجيات الاستثمار الخاصة بك بناءً على هذه التطورات، والبحث عن فرص في القطاعات التي من المتوقع أن تستفيد من النمو الاقتصادي المتوقع في أوروبا. لا تتردد في استشارة مستشار مالي قبل اتخاذ أي قرارات استثمارية.

شاركها.
Exit mobile version