أسعار النفط تتراجع باستمرار، وتثير تساؤلات حول مستقبل السوق
شهدت أسعار النفط انخفاضًا ملحوظًا ومستمرًا في الفترة الأخيرة، وهو ما يمثل تطورًا إيجابيًا من شأنه تخفيف الضغوط التضخمية على المستهلكين. ومع ذلك، فإن عودة الأسعار إلى مستويات يناير 2021 تضع ضغوطًا كبيرة على المنتجين لخفض الاستثمارات في التكنولوجيا وتطوير الحقول. فمثلاً، يعتبر النفط الصخري الأمريكي مربحًا عند حوالي 70 دولارًا للبرميل. ومع تصاعد الضغوط، قد يضطر بعض المنتجين إلى الخروج من السوق، مما قد يؤدي إلى نقص في المعروض في المستقبل وارتفاع محتمل في أسعار هذه السلعة الحيوية.
تحليل أسباب تراجع أسعار النفط
هناك عدة عوامل ساهمت في هذا الانخفاض المستمر في أسعار النفط. فبعد فترة من التعافي في منتصف أكتوبر، مدفوعة بزيادة الطلب الصيني، شهدت الأسعار تراجعًا سريعًا منذ منتصف نوفمبر. من بين العوامل الرئيسية:
- زيادة المعروض من أوبك+: يرى المحللون أن الإنتاج المرتفع من قبل دول أوبك+ يضغط على الطلب، حيث يبدو أن بعض الأعضاء يفضلون الحفاظ على حصص سوقية أكبر حتى لو أدى ذلك إلى تضييق هوامش الربح.
- توقعات بفتح السوق الفنزويلية: تتصاعد التوترات بين واشنطن وكاراكاس، مما قد يؤدي إلى تخفيف الضغوط على الرئيس مادورو وفتح الباب أمام عودة النفط الفنزويلي إلى أسواق منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD). فنزويلا تمتلك أكبر احتياطيات نفطية مثبتة في العالم، متجاوزة حتى المملكة العربية السعودية، أكبر منتج للنفط.
- آمال في وقف إطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا: تتجه التوقعات نحو إمكانية التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا، مما قد يؤدي إلى زيادة المعروض من النفط في السوق العالمية.
الرأي المخالف: هل يمكن أن يكون وقف إطلاق النار محفزًا لارتفاع الأسعار؟
على الرغم من أن وقف إطلاق النار قد يبدو عاملاً سلبيًا لأسعار النفط، إلا أن هناك وجهة نظر مخالفة تستحق الدراسة. فخلال الصراع، وجدت روسيا طرقًا للتحايل على العقوبات وتصدير النفط بأسعار منخفضة إلى دول مثل الصين والهند، بالإضافة إلى استخدام “أسطول الظل” من ناقلات النفط لتجنب القيود.
إذا انتهى الصراع، فقد يقل المعروض من النفط الرخيص غير القانوني، وقد تعود روسيا إلى الأسواق التقليدية، مما قد يؤدي إلى منافسة أكبر وارتفاع في أسعار النفط. قد نشهد سيناريو “بيع الشائعة وشراء الخبر” في هذه الحالة.
تحليل فني لأسعار النفط (WTI)
دعونا الآن نلقي نظرة فنية على أداء النفط الخام الأمريكي (WTI) لتحديد ما إذا كانت هذه الأسعار تمثل فرصة شراء أم فخًا.
الرسم البياني اليومي
أظهر الرسم البياني اليومي أن النفط قد اخترق القناة الصاعدة قصيرة الأجل، وتفاعل بقوة مع المتوسط المتحرك لمدة 50 يومًا. يعتبر المتوسط المتحرك لمدة 50 يومًا مؤشرًا فنيًا رئيسيًا يحدد اتجاه النفط، حيث قدم نقاط دخول قوية خلال فترة الهبوط. في الواقع، لن يكون أي انعكاس فني طويل الأجل صالحًا إلا إذا تمكن السعر من الإغلاق فوق المتوسط المتحرك لمدة 50 يومًا أسبوعيًا.
لا توجد علامات على التباعد أو الضعف في الاتجاه الهابط، مما يشير إلى أن سوق النفط لا يزال في اتجاه هبوطي مستقر.
الرسم البياني الرباعي الساعات
على الرغم من الاتجاه الهبوطي العام، قد تكون هناك علامات على انعكاس وشيك على الأطر الزمنية الأقصر. تشير الموجة الثانية من البيع إلى أنها تتشكل كحركة قياس دقيقة للانخفاض السابق، وتصل إلى قاع القناة اليومية. ومع ذلك، لا يزال الإجراء السعري في الغالب هبوطيًا، لذلك يجب على المتداولين البحث عن شمعة صعودية تغلق فوق الشمعة السابقة (55.65 دولارًا) لتأكيد أي انعكاس.
مستويات رئيسية لمراقبتها:
- مستويات المقاومة: 65-66 دولارًا (مقاومة سبتمبر)، 63-64 دولارًا (نطاق مايو)، 60.90 دولارًا (أعلى مستوى الأسبوع الماضي)، 58.265 دولارًا (مستوى ارتكاز قصير الأجل).
- مستويات الدعم: 59.00-60.50 دولارًا (نطاق مايو – تحول إلى مستوى ارتكاز رئيسي)، 55-56.50 دولارًا (دعم 2025 وقاع القناة)، 55.00 دولارًا (قاع الجلسة)، 53-54 دولارًا (دعم مصغر 2019)، 51-52.50 دولارًا (دعم رئيسي منتصف 2019).
الرسم البياني الساعة
يظل البيع قويًا وقد لا ينعكس فجأة. يجب مراقبة ما إذا كانت الجلسة ستغلق دون 55.00 دولارًا، وهو مستوى رئيسي لمزيد من الإجراءات. سيؤكد الإغلاق الأسبوعي المزيد من الانهيار. ومع ذلك، قد يؤدي الفشل في كسر القاع إلى بعض التوحيد. كما ذكرنا في الإطار الزمني الرباعي الساعات، سيتطلب أي انعكاس علامة أولية على الانعكاس (شمعة صعودية قوية).
في الختام، تشير التحليلات الفنية إلى أن أسعار النفط لا تزال في اتجاه هبوطي قوي، ولكن هناك بعض الإشارات المبكرة التي قد تشير إلى انعكاس وشيك. يجب على المتداولين مراقبة المستويات الرئيسية المذكورة أعلاه واتخاذ قراراتهم بناءً على تحليل شامل للسوق. تداول آمن!

