شهدت عملة البيتكوين (BTC) أداءً ضعيفًا في شهري أكتوبر ونوفمبر، وهو ما يخالف التوقعات التاريخية التي تشير إلى ارتفاع أسعارها خلال هذه الفترة. وقد يكون هذا الشهر هو الأسوأ للبيتكوين منذ عدة سنوات، مما أثار تساؤلات حول مستقبل هذه العملة الرقمية الرائدة. يراقب المستثمرون عن كثب التطورات الأخيرة في سوق العملات المشفرة.

تشير بيانات Coinglass إلى أن متوسط التغير في أسعار البيتكوين خلال شهر نوفمبر الحالي هو -16.75٪. هذا الانخفاض يضع البيتكوين على مسار لتسجيل أسوأ أداء شهري له منذ نوفمبر 2019، حيث بلغ متوسط التغير السلبي -17.27٪. ومع ذلك، يبقى أسوأ أداء شهري على الإطلاق للبيتكوين في نوفمبر 2018، مسجلاً -36.57٪.

تراجع سعر البيتكوين: هل هي تصحيحة صحية أم بداية اتجاه هابط؟

يعزو بعض المحللين هذا الانخفاض إلى حالة التصحيح الصحية التي تسبق ارتفاعًا محتملاً في العام المقبل. وهذا يعني أن السعر قد يشهد استقرارًا بعد فترة من التراجع، وربما يعاود الصعود. يتعلق هذا بشكل خاص بتقييم ما إذا كانت هذه الحركة جزءًا من دورة السوق الأوسع.

قال نيك راك، مدير الأبحاث في LVRG، إن هذا الانخفاض في نوفمبر يوفر فرصة للمستثمرين للشراء مرة أخرى. وأوضح أن السوق قد تخلص إلى حد كبير من المشاريع ذات الرافعة المالية المفرطة والمشاريع الضعيفة، مما يتيح للمستثمرين الجدد على المدى الطويل إعادة الدخول إلى السوق.

تحليل دوافع البيع

من الممكن أن يكون لارتفاع أسعار الفائدة من قبل البنوك المركزية العالمية تأثير على شهية المستثمرين للمخاطرة، مما يؤدي إلى بيع الأصول الأكثر تقلبًا مثل البيتكوين. بالإضافة إلى ذلك، قد يكون لبعض الأحداث التنظيمية السلبية أو المخاوف بشأن الأمن السيبراني تأثير إضافي على معنويات السوق.

في المقابل، حذر المحلل سوميت كابور من أن شهر نوفمبر الحالي يسير على خطى أسوأ عام له منذ عام 2019، وقد يستمر هذا الوضع في شهر ديسمبر. وأشار إلى أن البيتكوين شهد إغلاقًا سلبيًا في شهر نوفمبر في الماضي، تبع ذلك إغلاق سلبي أيضًا في شهر ديسمبر.

على الرغم من هذا التراجع، شهدت البيتكوين ارتفاعًا ملحوظًا بنسبة تزيد عن 10٪ خلال الأسبوع الماضي، ولا تزال تتداول بشكل عرضي فوق مستوى 91,000 دولار.

العوامل المؤثرة في سوق العملات المشفرة

تخضع أسعار العملات المشفرة، بما في ذلك البيتكوين، لعدد من العوامل المتغيرة باستمرار. تشمل هذه العوامل التطورات التنظيمية، والمنافسة من العملات الرقمية الأخرى (مثل الإيثيريوم)، والمؤشرات الاقتصادية العالمية، وأخبار الأمن السيبراني.

تعتبر التكنولوجيا الأساسية لـ البيتكوين، البلوك تشين، من بين العوامل التي تدعم قيمتها على المدى الطويل. ومع ذلك، فإن التقلبات قصيرة الأجل يمكن أن تكون كبيرة، مما يجعل الاستثمار في البيتكوين محفوفًا بالمخاطر. سعر البيتكوين يتأثر أيضًا بمشاعر السوق وعرض وطلب هذه العملة.

هناك أيضًا رابط متزايد بين أداء البيتكوين وأسواق الأسهم التقليدية. ففي أوقات عدم اليقين الاقتصادي، قد يلجأ المستثمرون إلى البيتكوين كأصل ملاذ آمن، بينما قد يبيعونها في أوقات الرخاء للاستثمار في أصول أكثر ربحية. الاستثمار في البيتكوين يتطلب فهمًا لهذه العلاقات المعقدة.

بالنظر إلى التطورات الأخيرة، يركز السوق الآن على بيانات التضخم القادمة وقرارات البنوك المركزية بشأن أسعار الفائدة. كما أن أي تطورات تنظيمية رئيسية في الولايات المتحدة أو أوروبا يمكن أن يكون لها تأثير كبير على سعر البيتكوين. العملات الرقمية بشكل عام لا تزال في مرحلة التطوير، وتخضع لتدقيق متزايد من قبل المنظمين.

في الختام، يمر البيتكوين بفترة من التقلبات الشديدة، ومن غير الواضح حتى الآن ما إذا كان هذا الانخفاض يمثل مجرد تصحيحة صحية أم بداية اتجاه هابط أطول أمدًا. سيراقب المستثمرون عن كثب بيانات الاقتصاد الكلي والتطورات التنظيمية في الأسابيع والأشهر القادمة لتقييم المخاطر والفرص المحتملة في سوق العملات المشفرة.

شاركها.
Exit mobile version