أعطى متداولون في منصة التداول التنبؤي “كالشي” الرئيس التنفيذي لشركتي تيسلا وسبيس إكس، إيلون ماسك، فرصة بنسبة 53٪ ليصبح أول شخص في العالم يبلغ صافي ثروته تريليون دولار قبل عام 2029. يعكس هذا التقييم نظرة السوق الإيجابية حول إمكانية تجاوز ثروة إيلون ماسك حاجز التريليون دولار خلال السنوات الأربع القادمة. يأتي هذا التوقع في ظل التكهنات المتزايدة حول طرح شركة سبيس إكس للاكتتاب العام.
فرص نمو ثروة إيلون ماسك: نظرة على التريليون دولار
تعتبر هذه التوقعات مؤشرًا على الثقة في قدرة ماسك على زيادة ثروته بشكل كبير، مدفوعة بشكل أساسي بنجاح شركتي تيسلا وسبيس إكس. تيسلا، الشركة الرائدة في مجال السيارات الكهربائية، شهدت نموًا هائلاً في قيمتها السوقية على مر السنين، بينما تواصل سبيس إكس ريادتها في مجال استكشاف الفضاء والتكنولوجيا المتعلقة به. وفقًا لـ “كالشي”، انخفضت احتمالية وصول ماسك إلى هذا الإنجاز قبل عام 2028 إلى 48٪، كما انخفضت التوقعات للفترة الأطول التي تنتهي في عام 2030 إلى 52٪.
توقعات الاكتتاب العام لسبيس إكس
تصاعدت التكهنات حول الاكتتاب العام الأولي (IPO) لشركة سبيس إكس، خاصة بعد أن أيد ماسك مؤخرًا مقالًا نشره إريك بيرجر من موقع “آرس تيكنيكا” يوضح الأسباب التي تجعل عام 2026 هو التوقيت المناسب لطرح الشركة في البورصة. تشير التقارير إلى أن سبيس إكس تستكشف بالفعل إمكانية الاكتتاب العام في عام 2026، بالتزامن مع إجراء عملية بيع أسهم خاصة قيمت الشركة بحوالي 800 مليار دولار.
يعتبر هذا التقييم لسبيس إكس، والذي يقارب تريليون دولار، عاملاً رئيسيًا في توقعات نمو ثروة ماسك. فإذا تمكنت الشركة من الحفاظ على مسار نموها الحالي وإتمام الاكتتاب العام بنجاح، فمن المرجح أن تشهد قيمة أسهمها ارتفاعًا كبيرًا، مما سيزيد من ثروة ماسك بشكل ملحوظ. بالإضافة إلى ذلك، فإن مشاريع سبيس إكس الطموحة، مثل تطوير نظام “ستارشيب” الفضائي، يمكن أن تساهم في زيادة قيمة الشركة على المدى الطويل.
ومع ذلك، يجب ملاحظة أن هذه التوقعات تعتمد على عدد من العوامل غير المؤكدة. يمكن أن تؤثر التغيرات في الظروف الاقتصادية العالمية، والمنافسة المتزايدة في قطاع الفضاء، والتحديات التقنية التي قد تواجهها سبيس إكس، على قدرة الشركة على تحقيق أهدافها. كما أن تقلبات أسعار الأسهم في السوق يمكن أن تؤثر على تقييم الشركة وثروة ماسك. تعتبر الأسهم والاستثمارات في الشركات الناشئة مثل سبيس إكس بطبيعتها محفوفة بالمخاطر.
بالإضافة إلى سبيس إكس، يمتلك إيلون ماسك حصصًا كبيرة في شركات أخرى، بما في ذلك “نيورالينك” التي تعمل على تطوير واجهات بين الدماغ والحاسوب، و”ذا بورينغ كومباني” التي تهدف إلى بناء شبكات نقل تحت الأرض. يمكن أن تساهم هذه الشركات أيضًا في زيادة ثروة ماسك في المستقبل، ولكنها لا تزال في مراحلها الأولى من التطوير وتواجه تحديات كبيرة. تعتبر الابتكارات التكنولوجية التي يقودها ماسك محركًا رئيسيًا لنمو ثروته.
في المقابل، شهدت ثروة ماسك تقلبات كبيرة في الماضي القريب، حيث تأثرت بشكل كبير بأداء أسهم تيسلا. في عام 2021، تجاوزت ثروة ماسك 300 مليار دولار، مما جعله أغنى شخص في العالم لفترة من الوقت. لكن في عام 2022، انخفضت ثروته بشكل كبير بسبب تراجع أسعار الأسهم، ويرجع ذلك جزئيًا إلى مخاوف بشأن ديون الشركة وتأثير عمليات الاستحواذ على أدائها المالي.
الآن، مع استقرار أسهم تيسلا وتزايد التوقعات حول طرح سبيس إكس للاكتتاب العام، يبدو أن ثروة ماسك في طريقها للتعافي. ومع ذلك، لا يزال من غير المؤكد ما إذا كان سيتمكن من الوصول إلى حاجز التريليون دولار بحلول عام 2029. يعتمد ذلك على قدرته على مواصلة قيادة شركاته نحو النجاح والتغلب على التحديات التي قد تواجهها.
الخطوة التالية المتوقعة هي المزيد من التفاصيل حول خطط سبيس إكس للاكتتاب العام، بما في ذلك التوقيت المحتمل وحجم الصفقة. سيراقب المستثمرون عن كثب أداء الشركة المالي والتقدم المحرز في مشاريعها الرئيسية. كما سيتابعون عن كثب التطورات في قطاع الفضاء والمنافسة المتزايدة من الشركات الأخرى. ستظل التوقعات المتعلقة بـ مستقبل إيلون ماسك و ثروته موضوعًا للتحليل والنقاش في الأوساط المالية والاقتصادية.

