شهدت أسعار عملة البيتكوين (BTC) والعملات الرقمية البديلة انتعاشًا في بداية الأسبوع الحاسم الذي يشهد إعلان الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي عن آخر قراراته بشأن أسعار الفائدة لهذا العام. يأتي هذا الارتفاع في ظل توقعات واسعة النطاق بتخفيض أسعار الفائدة، مما قد يؤثر بشكل كبير على سوق البيتكوين والاستثمارات المرتبطة به.
مع ارتفاع قيمة البيتكوين فوق 91 ألف دولار أمريكي مرة أخرى، يبدو أن اقتصاديين أمريكيين متيقنين من أن الاحتياطي الفيدرالي سيعلن عن تخفيض في أسعار الفائدة هذا الأسبوع. هذه التوقعات تعزز الثقة في سوق العملات الرقمية وتدفع المستثمرين نحو المزيد من الاستثمار.
توقعات بتخفيض أسعار الفائدة وتأثيرها على البيتكوين
أظهر استطلاع للرأي أجرته كل من صحيفة فاينانشيال تايمز ومركز شيكاغو بوث كلارك بشكل مشترك، أن 85% من 40 اقتصاديًا يتوقعون تخفيضًا في أسعار الفائدة خلال اجتماع الاحتياطي الفيدرالي. ويعكس هذا الإجماع تزايد الضغوط على الفيدرالي للاستجابة لبيانات اقتصادية متباينة.
ومع ذلك، يشير الاقتصاديون أيضًا إلى وجود خلافات محتملة بين أعضاء الفيدرالي حول مسألة التخفيض. هذا الخلاف قد يؤدي إلى تأخير القرار أو اتخاذ إجراء أكثر حذرًا من المتوقع.
تباين الآراء حول حجم التخفيض
توقع مشارك واحد فقط أن يكون قرار التخفيض بالإجماع. بينما يتوقع 60% من المشاركين الآخرين أن يصوت عضوان ضد التخفيض، ويرى أكثر من 30% أن ثلاثة أو أكثر سيصوتون ضده. هذا التباين يشير إلى أن النقاش داخل الفيدرالي سيكون ساخنًا.
الجدير بالذكر أن آخر مرة شهد فيها اجتماع لجنة السوق الفيدرالية المفتوحة (FOMC) معارضة من عضوين كان في سبتمبر 2019. وكانت آخر مرة سجلت فيها ثلاثة أصوات أو أكثر ضد القرار في عام 1992. هذا يوضح مدى أهمية القرار الحالي والتوترات المحيطة به.
ويُعتقد أن الرئيس جيف شميد من بنك الاحتياطي الفيدرالي في كانساس سيتي هو الأكثر احتمالاً للاعتراض، حيث فعل ذلك في أكتوبر الماضي. كما أن رئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي في بوسطن سوزان كولينز والرئيس أوستان جولزبي من بنك الاحتياطي الفيدرالي في شيكاغو مرشحان قويان للاعتراض.
يركز أعضاء لجنة FOMC بشكل أساسي على الموازنة بين المخاطر المتمثلة في سوق العمل المتقلب وارتفاع معدلات التضخم. التضخم لا يزال أعلى من هدف الفيدرالي البالغ 2% منذ ربيع عام 2021.
آثار قرار الفائدة على سوق العملات الرقمية
تعتبر العلاقة بين أسعار الفائدة والعملات الرقمية معقدة، ولكن تخفيض أسعار الفائدة بشكل عام يعتبر إيجابيًا. أسعار الفائدة المنخفضة تقلل تكلفة الاقتراض، مما قد يشجع على الاستثمار في الأصول ذات المخاطر الأعلى مثل العملات المشفرة.
بالإضافة إلى ذلك، قد يؤدي تخفيض أسعار الفائدة إلى إضعاف الدولار الأمريكي، مما يزيد من جاذبية البيتكوين كأصل بديل. يعتبر البعض البيتكوين “ذهبًا رقميًا” يمكن أن يحافظ على قيمته في أوقات انخفاض قيمة العملات الورقية.
تأتي هذه التطورات في وقت يشهد فيه سوق العملات الرقمية تقلبات كبيرة. شهدت العملات البديلة (altcoins) مكاسب ملحوظة في الآونة الأخيرة، مدفوعة بالاهتمام المتزايد بتقنية البلوك تشين والتطبيقات اللامركزية.
ومع ذلك، لا يزال هناك قلق بشأن التنظيم والرقابة الحكومية على هذا السوق. هذا القلق قد يحد من نمو السوق على المدى الطويل.
بالإضافة إلى ذلك، يجب على المستثمرين أن يكونوا على دراية بالمخاطر المرتبطة بالاستثمار في العملات الرقمية، والتي يمكن أن تكون متقلبة للغاية. التنويع في الاستثمارات وإدارة المخاطر أمران أساسيان لحماية رأس المال.
تأثير التضخم على استراتيجيات الفيدرالي
حتى مع توقعات التخفيض، يواجه الفيدرالي معضلة. التضخم المستمر يضع ضغوطًا على الفيدرالي للحفاظ على أسعار الفائدة مرتفعة أو حتى زيادتها. في الوقت نفسه، هناك مخاوف متزايدة بشأن تباطؤ النمو الاقتصادي.
هذه التحديات تجعل من الصعب على الفيدرالي اتخاذ قرار واضح بشأن أسعار الفائدة. من المرجح أن يتخذ الفيدرالي نهجًا حذرًا، مع الأخذ في الاعتبار جميع العوامل قبل اتخاذ أي قرار.
من المتوقع أن يترقب المستثمرون عن كثب تصريحات الفيدرالي بعد الاجتماع، حيث يمكن أن تقدم هذه التصريحات تلميحات حول مسار أسعار الفائدة في المستقبل.
الخطوة التالية هي انتظار إعلان الاحتياطي الفيدرالي الرسمي بشأن أسعار الفائدة، والذي من المقرر أن يصدر في وقت لاحق هذا الأسبوع. يجب مراقبة بيانات التضخم ومؤشرات سوق العمل عن كثب لتقييم تأثير قرار الفيدرالي المحتمل على قيمة البيتكوين والأسواق المالية بشكل عام.
*هذا ليس نصيحة استثمارية.

