مع اقتراب نهاية العام، يشهد سوق المشتقات الرقمية للبيتكوين فترة انتهاء صلاحية كبيرة. يتوقع المحللون أن انتهاء عقود الخيارات على البيتكوين بقيمة تقدر بنحو 23.8 مليار دولار في 26 ديسمبر قد يؤدي إلى عملية “تصفية مركزية وإعادة تسعير المخاطر” في الأسواق. هذا الحدث يثير اهتمامًا كبيرًا في عالم البيتكوين.

انتهاء صلاحية عقود البيتكوين: ما الذي ينتظر السوق؟

أشار المحلل المتخصص في بيانات البلوك تشين، ميرفي، إلى أن عقود الخيارات التي تنتهي صلاحيتها في 26 ديسمبر تشمل عقودًا ربعية وسنوية، بالإضافة إلى العديد من المنتجات المهيكلة. ووفقًا لميرفي، سيؤدي هذا إلى إغلاق جماعي وإعادة توازن لمراكز المخاطر في سوق مشتقات البيتكوين في نهاية العام. هذا الإغلاق الجماعي قد يؤثر بشكل كبير على تقلبات الأسعار.

ذكر المحلل أن الأسعار قد تظل مقيدة هيكليًا حتى تاريخ انتهاء الصلاحية، ولكن ستزداد حالة عدم اليقين بشكل كبير بعد ذلك. هذا يعني أن حركة السعر قد تكون محدودة حتى 26 ديسمبر، ولكن بعد ذلك قد تشهد تقلبات أكبر.

تراكم المراكز المفتوحة وتأثيرها المحتمل

تُظهر بيانات الخيارات تراكمًا كبيرًا للمراكز المفتوحة عند المستويين الأقرب إلى سعر البيتكوين الحالي في السوق الفورية. هناك 14,674 بيتكوين في مراكز بيع (put options) بسعر تنفيذ 85,000 دولار، و 18,116 بيتكوين في مراكز شراء (call options) بسعر تنفيذ 100,000 دولار. يعتقد المحللون أن هذه المراكز الكبيرة لا يحتفظ بها مستثمرون أفراد، بل حسابات التحوط لصناديق الاستثمار المتداولة، وشركات خزينة البيتكوين، ومكاتب العائلة الكبيرة، والمستثمرون المؤسسيون الذين يحتفظون بالبيتكوين على المدى الطويل.

تشير خيارات البيع عند مستوى 85,000 دولار إلى طلب قوي للتحوط ضد المخاطر الهبوطية. في المقابل، فإن الحجم الكبير لخيارات الشراء عند مستوى 100,000 دولار، على الرغم من أنه يبدو صعوديًا، لا يشير بشكل مباشر إلى سوق صاعدة، وفقًا للمحللين. بدلاً من ذلك، يشير إلى أن رأس المال طويل الأجل يتخلى عن العوائد المحتملة فوق هذا المستوى، مفضلاً التدفق النقدي الأكثر قابلية للتنبؤ به وإدارة المخاطر.

بينما توفر خيارات البيع تحوطًا هبوطيًا، فإن مراكز الشراء ذات المستوى المرتفع تحد من النطاق السعري المحتمل للبيتكوين. وفقًا للتحليل، فإن هذا الممر الخياري، الذي يتشكل بين 85,000 دولار و 100,000 دولار، سيكون له تأثير هيكلي على سعر البيتكوين حتى 26 ديسمبر. يتميز هذا الهيكل بمقاومة ضمنية في الأعلى، ودعم سلبي في الأسفل، وحركة سعر متقلبة في المنتصف.

تأثير صناديق الاستثمار المتداولة والمستثمرين المؤسسيين

يعتقد بعض المراقبين أن ارتفاع حجم خيارات الشراء قد يكون مرتبطًا بشكل خاص بصناديق الاستثمار المتداولة للبيتكوين (ETFs) التي تسعى إلى إدارة المخاطر المرتبطة بمراكزها. تستخدم هذه الصناديق خيارات الشراء كجزء من استراتيجيات التحوط الخاصة بها. بالإضافة إلى ذلك، قد يكون المستثمرون المؤسسيون يستخدمون خيارات الشراء لحماية استثماراتهم طويلة الأجل في البيتكوين.

هناك أيضًا اهتمام متزايد بـ العملات المشفرة بشكل عام، حيث يشهد السوق ارتفاعًا في الاهتمام من قبل المستثمرين التقليديين. هذا الاهتمام قد يؤدي إلى زيادة السيولة وتقلبات الأسعار.

ومع ذلك، يجب ملاحظة أن هذه مجرد تحليلات وتوقعات، وأن سوق البيتكوين يمكن أن يكون غير متوقع للغاية. تعتمد حركة السعر النهائية على مجموعة متنوعة من العوامل، بما في ذلك معنويات السوق، والأخبار التنظيمية، والأحداث العالمية.

التحوط وإدارة المخاطر في سوق البيتكوين

تعتبر استراتيجيات التحوط وإدارة المخاطر أمرًا بالغ الأهمية في سوق البيتكوين المتقلب. تستخدم خيارات البيع بشكل شائع للتحوط ضد المخاطر الهبوطية، بينما تستخدم خيارات الشراء للاستفادة من الارتفاعات المحتملة في الأسعار. يجب على المستثمرين فهم المخاطر المرتبطة بهذه الأدوات قبل استخدامها.

بالإضافة إلى الخيارات، هناك أدوات أخرى لإدارة المخاطر، مثل أوامر وقف الخسارة (stop-loss orders) وتنويع المحفظة الاستثمارية. من المهم أن يكون لدى المستثمرين خطة واضحة لإدارة المخاطر قبل الاستثمار في البيتكوين أو أي أصل رقمي آخر.

في الختام، من المتوقع أن يكون 26 ديسمبر تاريخًا حاسمًا لسوق مشتقات البيتكوين. سيؤدي انتهاء صلاحية عقود الخيارات بقيمة 23.8 مليار دولار إلى إعادة تقييم المخاطر وتصفية المراكز. من المهم مراقبة حركة السعر عن كثب في الأيام المقبلة، مع الأخذ في الاعتبار أن السوق قد يشهد تقلبات كبيرة. يبقى أن نرى كيف ستتطور الأمور، وما إذا كان السوق سيتمكن من الحفاظ على زخمه الصعودي الحالي.

*هذا ليس نصيحة استثمارية.

شاركها.
Exit mobile version