يتأهب المستثمرون في العملات الرقمية مثل بيتكوين وإيثيريوم وXRP وسولانا لاستحقاق عقود الخيارات المشتقة بقيمة تزيد عن 4 مليارات دولار اليوم. يتوقع المحللون والمشاركون في السوق تقلبات قصيرة الأجل في سوق العملات المشفرة بشكل عام، مع احتمال انخفاض القيمة السوقية الإجمالية إلى ما دون 3 تريليونات دولار قبل قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي (FOMC) بشأن أسعار الفائدة الأسبوع المقبل.

يستهدف هذا الاستحقاق الكبير عقود الخيارات على أربع من أكبر العملات المشفرة من حيث القيمة السوقية. يأتي هذا الحدث في وقت يشهد فيه سوق العملات الرقمية ضغوطًا بيعية متزايدة، مدفوعة بمخاوف بشأن التضخم ورفع أسعار الفائدة المحتمل من قبل البنوك المركزية الكبرى. وتشمل العملات الأخرى المتأثرة بشكل كبير بسوق العملات الرقيمة العملة المستقرة USDT وادوات التمويل اللامركزي (DeFi).

تأثير استحقاق عقود الخيارات على سوق العملات المشفرة

عقود الخيارات هي أدوات مالية تمنح حاملها الحق، ولكن ليس الالتزام، في شراء أو بيع أصل بسعر محدد مسبقًا (سعر التنفيذ) في تاريخ محدد (تاريخ الاستحقاق). عندما تنتهي صلاحية عقود الخيارات، يجب على الحاملين إما ممارسة حقوقهم أو ترك العقود تنتهي قيمتها. يمكن أن يؤدي ذلك إلى ضغط كبير على سعر الأصل الأساسي.

آلية عمل الاستحقاق

مع اقتراب تاريخ الاستحقاق، يقوم حاملو عقود البيع (Put Options) – الذين يراهنون على انخفاض الأسعار – ببيع الأصول الأساسية لتغطية مراكزهم، بينما يشتري حاملو عقود الشراء (Call Options) – الذين يراهنون على ارتفاع الأسعار – هذه الأصول. هذا النشاط المتزايد يمكن أن يؤدي إلى زيادة التقلبات. إذا كان هناك عدد كبير من عقود البيع في وضع “في نطاق المال” (In-the-Money)، فقد يكون هناك ضغط بيعي كبير عند الاستحقاق.

وفقًا لبيانات من شركات تتبع المشتقات، فإن حجم عقود الخيارات التي تنتهي صلاحيتها اليوم كبير بشكل خاص. ويشير هذا إلى أن العديد من المتداولين اتخذوا مواقف كبيرة على توقع انخفاض أو ارتفاع أسعار العملات المشفرة. حاليًا، تشير التوقعات إلى أن أغلب الاستحقاق يتعلق بعقود الشراء على بيتكوين وإيثيريوم.

ومع ذلك، فإن اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي (FOMC) الأسبوع المقبل يمثل عامل قلق إضافي. إذا قرر البنك المركزي رفع أسعار الفائدة، فقد يؤدي ذلك إلى مزيد من الضغط البيعي على الأصول الخطرة، بما في ذلك العملات المشفرة. يعتقد العديد من المستثمرين أن أسعار الفائدة المرتفعة تجعل الاستثمار في العملات المشفرة أقل جاذبية.

تأتي هذه التطورات بعد فترة من الانتعاش النسبي في سوق العملات المشفرة في بداية العام. لكن هذا الانتعاش فقد زخمه في الأسابيع الأخيرة وسط تزايد المخاوف بشأن التضخم والسياسة النقدية.

يذكر أن القيمة السوقية الإجمالية للعملات المشفرة قد تجاوزت 3 تريليونات دولار في عدة مناسبات العام الماضي، قبل أن تنخفض بسبب عوامل مختلفة، بما في انهيار بعض المشاريع الكبيرة والمخاوف التنظيمية.

تأثير الاستحقاق على العملات الرئيسية

يعتبر بيتكوين وإيثيريوم الأكثر تأثرًا بهذا الاستحقاق نظرًا لحجم التداول الكبير لعقود الخيارات المتعلقة بهما. من المتوقع أن يؤدي الاستحقاق إلى زيادة تقلبات أسعار هاتين العملتين. بشكل خاص، يتوقع بعض المحللين أن يواجه بيتكوين اختبارًا لمستويات دعم رئيسية.

في الوقت نفسه، من المتوقع أن يتأثر XRP وسولانا أيضًا، على الرغم من أن التأثير قد يكون أقل حدة. يعتمد ذلك على حجم عقود الخيارات المفتوحة على هاتين العملتين وقرارات المتداولين بشأن ممارسة أو ترك العقود تنتهي. يمكن أن يؤدي الاستحقاق إلى خلق فرص تداول للمستثمرين الذين يبحثون عن تحقيق أرباح قصيرة الأجل من خلال التقلبات.

بالإضافة إلى ذلك، فإن الأداء العام لسوق الأسهم قد يلعب دورًا في تحديد اتجاه أسعار العملات المشفرة. إذا شهدت أسواق الأسهم انخفاضًا كبيرًا، فمن المرجح أن يمتد هذا الانخفاض إلى سوق العملات الرقمية. في المقابل، إذا استقرت أسواق الأسهم أو ارتفعت، فقد يساعد ذلك في دعم أسعار العملات المشفرة.

من الجدير بالذكر أن سوق العملات المشفرة لا يزال سوقًا ناشئًا ويمتاز بالتقلبات الشديدة. لذا، يجب على المستثمرين توخي الحذر وإدارة المخاطر بعناية قبل اتخاذ أي قرارات استثمارية. إدارة المخاطر الجيدة تتضمن تنويع المحفظة وعدم استثمار أكثر مما يمكن تحمل خسارته.

وينتظر السوق الآن قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي (FOMC) بشأن أسعار الفائدة الأسبوع المقبل. سيراقب المستثمرون عن كثب تصريحات البنك المركزي بحثًا عن أي إشارات حول مساره المستقبلي للسياسة النقدية. يعتبر هذا القرار نقطة تحول محتملة لسوق العملات المشفرة.

شاركها.
Exit mobile version