أطلق المستثمر الشهير ونجم برنامج “Shark Tank”، كيفن أولياري، تصريحات قوية حول سوق العملات المشفرة، معتبراً أن غالبية العملات البديلة (Altcoins) قد أصبحت “غير مجدية”. يأتي هذا التقييم في ظل تطورات تنظيمية متسارعة تشكل مستقبل هذا السوق المتقلب.

تلاشي قيمة العملات البديلة مع وضوح القوانين

أشار أولياري إلى أن المشهد التنظيمي أصبح أكثر وضوحاً، خاصة مع إقرار قوانين جديدة تدفع السوق نحو التركيز على البيتكوين والإيثريوم. هذا التحول يؤثر أيضاً على أسواق التنبؤات ومنتجات المضاربة المختلفة، مما يجعلها تخضع لرقابة أكبر.

وبحسب أولياري، فإن تنظيم هيئة تداول السلع الآجلة (CFTC) لم يكتمل بعد، حيث لا يزال في مراحله الأولى بنسبة 30%. لكن قانون “Genius Act” يمثل نقطة تحول رئيسية، تحديداً في سوق العملات المستقرة (Stablecoins).

ويرى أولياري أن تحول العملات المستقرة إلى أدوات “مالية قانونية” مدعومة بسندات الخزانة الأمريكية ذات آجال استحقاق قصيرة (أقل من 92 يومًا) قد أضعف من إمكانات البيتكوين كوسيلة للدفع. وأوضح أن العالم قد تبنى هذا النموذج الجديد بسرعة، وأن أولى الصدمات السعرية الكبيرة حدثت مع تنظيم هذه العملات المستقرة.

تأثير “قانون الوضوح” القادم

ومن بين البنود الهامة الأخرى على جدول الأعمال، يبرز “قانون الوضوح” (Clarity Act)، والذي يتوقع إقراره في النصف الأول من عام 2025. يؤكد أولياري أن هذا القانون سيشجع المستثمرين المؤسسيين على الدخول إلى السوق بشكل متسارع.

ويبين أداء المستثمرين في الفترة الأخيرة أنهم حققوا نتائج أفضل بكثير عند الاكتفاء بالاستثمار في البيتكوين والإيثريوم مقارنة بأولئك الذين ركزوا على العملات البديلة. هذا يشير إلى أن المؤسسات المالية لن تبدي اهتماماً بالعملات الأخرى.

حسب تصريحات أولياري، فإن البيانات المتوفرة تشير بوضوح إلى أن امتلاك البيتكوين والإيثريوم فقط يكفي لتحقيق حوالي 90% من عوائد وتقلبات سوق العملات الرقمية. هذا يمثل “حقيقة واقعة” لمئات المشاريع التي تعتمد على العملات البديلة.

توقعات بتنقية جذرية في سوق الكريبتو

ويتوقع أولياري أن الصناديق الكبيرة ستضيف من 3 إلى 5% من محفظتها الاستثمارية إلى البيتكوين والإيثريوم في الفترة المقبلة. هذا التوجه سيؤدي إلى عملية تنقية جذرية في عالم الكريبتو، حيث ستختفي أغلبية العملات البديلة التي تفتقر إلى أي استخدام حقيقي.

لكي تتمكن العملات البديلة من استعادة زخمها، وفقاً لأولياري، يجب عليها أن تقدم حالات استخدام حقيقية وملموسة، وأن تخصص ميزانيات تسويقية ضخمة، تقدر بعشرات الملايين من الدولارات. ولكن حتى مع ذلك، قد يواجه الكثير منها صعوبة في المنافسة.

يعتبر تزايد الاهتمام بالبيتكوين والإيثريوم جزءاً من اتجاه أوسع نحو التنظيم والرقابة في سوق العملات الرقمية. ويهدف هذا التنظيم إلى حماية المستثمرين وضمان استقرار النظام المالي، ولكنه قد يؤدي إلى تقليل الخيارات المتاحة للمستثمرين الأفراد.

بالإضافة إلى ذلك، تظهر تقارير حديثة (العملات الرقمية) اهتماماً متزايداً من البنوك المركزية حول العالم بإمكانية إصدار عملات رقمية خاصة بها (CBDCs). هذا قد يؤدي إلى تغييرات كبيرة في مشهد المدفوعات والتمويل العالمي.

في الختام، من المتوقع أن يشهد سوق العملات الرقمية المزيد من التطورات التنظيمية في الأشهر والسنوات القادمة، مع التركيز بشكل خاص على العملات المستقرة وعملات البيتكوين والإيثريوم. لا يزال من غير الواضح إلى أي مدى ستؤثر هذه التغييرات على بقية السوق، ولكن من الواضح أن المستثمرين يجب أن يكونوا على استعداد لمواجهة المزيد من التقلبات والشكوك.

*هذا المقال لا يعتبر نصيحة استثمارية.

شاركها.
Exit mobile version