:
أعلنت شركة مايكروستراتيجي (Strategy) عن أكبر عملية شراء لعملة البيتكوين في الأشهر الأخيرة، حيث استحوذت على 10,624 بيتكوين بقيمة تقريبية تبلغ 962.7 مليون دولار أمريكي الأسبوع الماضي. هذه الخطوة تؤكد التزام الشركة باستراتيجيتها طويلة الأمد في تراكم البيتكوين، على الرغم من تراجع سعر سهمها بشكل ملحوظ. تأتي هذه الصفقة في وقت يشهد فيه قطاع العملات الرقمية منافسة متزايدة من المؤسسات المالية التقليدية.
استراتيجية مايكروستراتيجي في شراء البيتكوين وتأثيرها
أدت عملية الشراء الأخيرة إلى رفع إجمالي حيازات مايكروستراتيجي من البيتكوين إلى 660,624 وحدة، بقيمة إجمالية تبلغ حوالي 49.35 مليار دولار أمريكي. وقد أعلنت الشركة عن عائد استثمار بلغ 24.7٪ على استثماراتها في البيتكوين منذ بداية العام الحالي، وفقًا لتقاريرها المالية.
على الرغم من هذه الاستثمارات الكبيرة، شهد سهم الشركة انخفاضًا حادًا بنسبة 60٪ تقريبًا خلال الأشهر الستة الماضية، حيث انخفض من نطاق 400 دولار إلى حوالي 170 دولارًا. يواجه السهم مستويات مقاومة متعددة بين 195 و 215 دولارًا، مما يعيق أي انتعاش قصير الأجل، ويساور المستثمرين قلق متزايد بشأن مستقبل الشركة.
التزام الرئيس التنفيذي مايكل سايلور بالبيتكوين
يظل الرئيس التنفيذي للشركة، مايكل سايلور، ملتزمًا بشدة باستراتيجية “البيتكوين ماكسي” (Bitcoin maxi)، رافضًا فكرة بيع البيتكوين لتمويل توزيعات الأرباح. بدلاً من ذلك، قامت الشركة ببناء احتياطي نقدي ضخم يبلغ 1.44 مليار دولار أمريكي، وهو ما يكفي لتغطية توزيعات الأرباح لمدة عامين تقريبًا. كما قدمت مايكروستراتيجي أسهمًا مفضلة دائمة، والتي يعتقد سايلور أنها ستكون نقطة تحول في الأشهر الـ 12-24 القادمة.
ومع ذلك، تواجه مايكروستراتيجي منافسة متزايدة. بدأت بنوك كبرى مثل جي بي مورغان ومورغان ستانلي في إطلاق منتجات مرتبطة بالبيتكوين، مما يوفر للمؤسسات تعرضًا متحكمًا فيه للبيتكوين بعائد محدود، وهو ما يشكل تحديًا مباشرًا لمكانة مايكروستراتيجي كأبرز الجهات التي تستثمر في البيتكوين بشكل مؤسسي. بالإضافة إلى ذلك، استهدفت شركات البيع على المكشوف، بما في ذلك شركة جيم كانوس، مايكروستراتيجي، في حين أن شركات مثل ميتابلانيت (Metaplanet) تتبنى استراتيجيات مماثلة تركز على البيتكوين في محافظها الاستثمارية.
مع توسع المؤسسات المالية التقليدية في مجال العملات المشفرة، يواجه دور مايكروستراتيجي كجهة رائدة في امتلاك البيتكوين المؤسسي تدقيقًا متزايدًا. يأتي هذا في ظل اهتمام متزايد بالأسواق الرقمية وتقلبات العملات المشفرة، مما يزيد من الضغوط على الشركات التي تعتمد بشكل كبير على هذه الأصول. تعد المنافسة المتزايدة من البنوك الكبرى عاملاً إضافيًا يؤثر على سعر البيتكوين واستقرار الشركات العاملة في هذا المجال.
تستمر المناقشات حول مستقبل الاستثمار في البيتكوين، خاصة بالنسبة للشركات التي تخصص جزءًا كبيرًا من أصولها لهذه العملة الرقمية. تشير بعض التحليلات إلى أن هذه الاستراتيجية قد تكون محفوفة بالمخاطر نظرًا لتقلبات السوق، بينما يرى آخرون أنها فرصة لتحقيق عوائد مجزية على المدى الطويل.
يمكن الاطلاع على المزيد من التفاصيل حول التطورات في عالم العملات الرقمية عبر هذا الرابط: Ripple’s $500m surge, XRP’s spiking velocity: A double-edged sword for crypto’s future
من المتوقع أن تواصل مايكروستراتيجي مراقبة أداء البيتكوين وظروف السوق عن كثب، واتخاذ قرارات استثمارية بناءً على هذه العوامل. سيظل المستثمرون والمحللون يراقبون عن كثب أداء سهم الشركة وقدرتها على تحقيق عوائد إيجابية على استثماراتها في البيتكوين، بالإضافة إلى وتيرة تبني المؤسسات التقليدية لهذه العملة الرقمية. تعتبر هذه التطورات مهمة لتقييم مستقبل البيتكوين ودوره في النظام المالي العالمي.

