شهدت شركة مور ثريدز (Moore Threads)، الشركة الصينية المصنعة لوحدات معالجة الرسوميات (GPU)، ارتفاعًا كبيرًا في أسهمها بعد طرحها العام الأولي في شنغهاي. وقد أثار هذا الطرح اهتمامًا واسعًا، حيث يُنظر إلى مور ثريدز على أنها منافس صيني لشركة نفيديا (Nvidia) الرائدة في هذا المجال. وارتفع سعر السهم بأكثر من 400٪ في أول يوم تداول له، ليغلق عند 95.73 يوان صيني (حوالي 13.35 دولارًا أمريكيًا).

جاء هذا الارتفاع بعد جمع الشركة 7.6 مليار يوان صيني (حوالي 1.1 مليار دولار أمريكي) من خلال الاكتتاب العام الأولي في بورصة شنغهاي. تأسست مور ثريدز في عام 2020، وتتخذ من بكين مقرًا لها، وتركز على تطوير وتصنيع وحدات معالجة الرسوميات المستخدمة في مجموعة متنوعة من التطبيقات، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي، والحوسبة عالية الأداء، والألعاب.

صعود مور ثريدز: هل هي حقًا “نفيديا الصين”؟

يثير طرح مور ثريدز العام الأولي تساؤلات حول مستقبل صناعة أشباه الموصلات في الصين، وقدرتها على المنافسة مع الشركات الغربية المهيمنة. تأتي هذه الخطوة في وقت تسعى فيه الصين جاهدة لتحقيق الاكتفاء الذاتي في مجال التكنولوجيا، خاصةً في ظل القيود التجارية التي فرضتها الولايات المتحدة.

الخلفية والقيود التجارية

فرضت الولايات المتحدة قيودًا صارمة على تصدير التكنولوجيا المتقدمة إلى الصين، بما في ذلك وحدات معالجة الرسوميات عالية الأداء، بهدف الحد من قدرة الصين على تطوير قدراتها العسكرية والتكنولوجية. وقد أدت هذه القيود إلى نقص في المعروض من وحدات معالجة الرسوميات في السوق الصينية، مما خلق فرصة للشركات المحلية مثل مور ثريدز لملء الفراغ.

ومع ذلك، لا تزال مور ثريدز تواجه تحديات كبيرة. فقد أشارت بعض التقارير إلى أن أداء منتجاتها لا يزال متخلفًا عن منتجات نفيديا، وأنها تعتمد بشكل كبير على التكنولوجيا المرخصة. بالإضافة إلى ذلك، تواجه الشركة منافسة متزايدة من شركات صينية أخرى تسعى إلى دخول سوق وحدات معالجة الرسوميات.

التكنولوجيا والمنتجات

تركز مور ثريدز على تطوير مجموعة واسعة من منتجات معالجة الرسوميات، بما في ذلك وحدات معالجة الرسوميات المخصصة لمراكز البيانات، ووحدات معالجة الرسوميات المدمجة للأجهزة المحمولة، ووحدات معالجة الرسوميات المخصصة للألعاب. وقد أعلنت الشركة عن خطط لإطلاق مجموعة جديدة من المنتجات في الأشهر المقبلة، بهدف تعزيز مكانتها في السوق.

تعتمد مور ثريدز على بنية MUSA الخاصة بها، وهي بنية معالجة رسوميات جديدة تهدف إلى توفير أداء وكفاءة أفضل. ومع ذلك، لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت هذه البنية ستكون قادرة على منافسة البنى المعمارية الرائدة التي طورتها نفيديا و AMD.

بالإضافة إلى وحدات معالجة الرسوميات، تعمل مور ثريدز أيضًا على تطوير برامج وأدوات تطوير لمساعدة المطورين على الاستفادة من منتجاتها. وتشمل هذه الأدوات مجموعة من المكتبات والواجهات البرمجية التي تسهل تطوير التطبيقات التي تستخدم وحدات معالجة الرسوميات.

تأثير الاكتتاب العام الأولي على السوق

أثار الاكتتاب العام الأولي لمور ثريدز اهتمامًا كبيرًا من المستثمرين، مما أدى إلى ارتفاع كبير في سعر السهم. يعكس هذا الارتفاع التفاؤل بشأن مستقبل الشركة، والإيمان بقدرتها على المنافسة في سوق وحدات معالجة الرسوميات.

ومع ذلك، يحذر بعض المحللين من أن هذا الارتفاع قد يكون مبالغًا فيه، وأن سعر السهم قد يكون عرضة للتصحيح في المستقبل. ويرجع ذلك إلى أن مور ثريدز لا تزال شركة ناشئة، وأنها تواجه العديد من التحديات.

بالإضافة إلى ذلك، قد يؤثر الأداء المستقبلي لمور ثريدز على أسعار أسهم الشركات الأخرى في قطاع أشباه الموصلات في الصين. فإذا تمكنت مور ثريدز من تحقيق النجاح، فقد يشجع ذلك المستثمرين على الاستثمار في شركات صينية أخرى في هذا المجال. في المقابل، إذا واجهت مور ثريدز صعوبات، فقد يؤدي ذلك إلى انخفاض أسعار أسهم الشركات الأخرى.

تعتبر صناعة أشباه الموصلات قطاعًا حيويًا للاقتصاد الصيني، حيث تدعم مجموعة واسعة من الصناعات الأخرى، بما في ذلك الإلكترونيات، والسيارات، والطاقة. لذلك، فإن نجاح مور ثريدز سيكون له تأثير إيجابي على الاقتصاد الصيني ككل.

تعتبر مور ثريدز مثالاً على الجهود الصينية المتزايدة لتعزيز قدراتها التكنولوجية وتقليل اعتمادها على الشركات الأجنبية. وتشمل هذه الجهود الاستثمار في البحث والتطوير، وتقديم الدعم المالي للشركات المحلية، وتشجيع الابتكار.

من المتوقع أن تواصل مور ثريدز الاستثمار في البحث والتطوير، وتوسيع نطاق منتجاتها، وتعزيز علاقاتها مع العملاء. وستراقب السوق عن كثب أداء الشركة في الأشهر والسنوات المقبلة، لتقييم قدرتها على تحقيق أهدافها.

الخطوة التالية لمور ثريدز هي إطلاق منتجاتها الجديدة في السوق، وتحقيق الإيرادات. سيكون من المهم أيضًا مراقبة قدرة الشركة على جذب المواهب، وتأمين التمويل اللازم لنموها. لا تزال هناك العديد من أوجه عدم اليقين، بما في ذلك التطورات الجيوسياسية والتقنية، التي قد تؤثر على مستقبل مور ثريدز.

شاركها.