:
لم يحقق سعر البيتكوين (BTC) التوقعات الإيجابية التي كانت سائدة بنهاية عام 2025، حيث شهد انخفاضات حادة خلال الربع الأخير من العام. ويشير المحللون إلى أن البيتكوين يتجه نحو إغلاق العام بتكلفة أقل من 100,000 دولار أمريكي، مع تركز الآمال في ارتفاعه خلال عام 2026. وتعد هذه التطورات جزءًا من التقلبات التي تشهدها سوق العملات الرقمية بشكل عام.
وتأتي أحدث التوقعات من آرثر هايز، المؤسس المشارك لمنصة BitMEX، حيث توقع ارتفاع سعر البيتكوين إلى 200,000 دولار أمريكي بحلول شهر مارس 2026. ومع ذلك، يرى هايز أيضًا احتمال انخفاض السعر بعد ذلك، ولكنه يتوقع أن يكون مستوى القاع أعلى من 124,000 دولار أمريكي. ويهتم المستثمرون بشكل خاص بتحليل هايز نظرًا لخبرته في هذا المجال.
تحليل ارتفاع سعر البيتكوين وتأثير سياسات الاحتياطي الفيدرالي
يعزو هايز الارتفاع المحتمل في سعر البيتكوين إلى ما يسمى بـ “عمليات شراء إدارة الاحتياطي” (Reserve Management Purchases – RMP)، وهي سياسة جديدة أعلن عنها الاحتياطي الفيدرالي (Fed) خلال اجتماعه الأخير للجنة السوق المفتوحة الفيدرالية (FOMC). وتتضمن هذه السياسة شراء 40 مليار دولار أمريكي من السندات الحكومية قصيرة الأجل شهريًا.
الاحتياطي الفيدرالي والتيسير النقدي
يجادل هايز بأن برنامج RMP الخاص بالاحتياطي الفيدرالي يشبه التيسير الكمي (Quantitative Easing – QE)، على الرغم من وصف البنك المركزي له بأنه أداة لإدارة السيولة. يعتبر التيسير الكمي عادةً تدخلًا مباشرًا في الأسواق لشراء الأصول وخفض أسعار الفائدة.
ويشرح هايز أنه يفضل سياسات التيسير النقدي، لأنه يراها مرتبطة بزيادة المعروض النقدي، وهو ما يعزز بدوره سعر البيتكوين. يشير إلى أن تاريخيا، شهدت العملات الرقمية نموًا قويًا في فترات التيسير النقدي.
على الرغم من أن الاحتياطي الفيدرالي يؤكد وجود اختلافات بين RMP و QE، إلا أن هايز يرى أنهما متماثلان. ويضيف أن سعر البيتكوين سيظل ثابتًا نسبيًا بين 80,000 و 100,000 دولار أمريكي حتى يدرك المستثمرون هذا التشابه. ويركز المستثمرون على تصريحات البنوك المركزية لفهم أثرها المحتمل على أسواق الأصول.
ويرى هايز أن إدراك المستثمرين لهذا التشابه سيحفز ارتفاع سعر البيتكوين، مستندًا إلى العلاقة التاريخية بين سياسات النقد الرقمي وأداء البيتكوين. ويعتقد أن تدفق الأموال الناتج عن التيسير النقدي سيجد طريقه إلى الأصول البديلة مثل البيتكوين.
ووفقًا لهايز، فإنه “عندما يدرك السوق مساواة RMP مع QE، فمن المرجح أن تدفع هذه النقلة سعر البيتكوين إلى ما وراء الحاجز النفسي البالغ 124,000 دولار أمريكي نحو 200,000 دولار أمريكي بحلول شهر مارس 2026. وبعد ذلك، سينخفض البيتكوين لتشكيل قاع محلي أعلى بكثير من 124,000 دولار أمريكي.”
تأثير العوامل الاقتصادية على البيتكوين
يرى بعض المحللين أن تراجع أداء البيتكوين في نهاية عام 2025 يعكس المخاوف بشأن التضخم وارتفاع أسعار الفائدة. ومع ذلك، يرى آخرون أن البيتكوين يظل مخزنًا قويًا للقيمة في ظل الظروف الاقتصادية غير المستقرة. الضغوط الاقتصادية العالمية تؤثر أيضًا على تقلبات سعر البيتكوين.
بالإضافة إلى ذلك، أثرت التطورات التنظيمية في بعض الدول على معنويات المستثمرين، مما أدى إلى تراجع مؤقت في الطلب على البيتكوين. تعتبر الوضوح التنظيمي عاملًا مهمًا لنمو سوق العملات الرقمية.
ويجب التنويه إلى أن هذه مجرد توقعات وتحليلات، وليست نصيحة استثمارية. سوق العملات الرقمية معروف بتقلباته الشديدة، وتخضع لعدة عوامل مؤثرة.
بشكل عام، يعكس أداء البيتكوين في نهاية عام 2025 حالة من الترقب الحذر بين المستثمرين. ويرقب السوق عن كثب تطورات السياسة النقدية للاحتياطي الفيدرالي، بالإضافة إلى التطورات التنظيمية والاقتصادية العالمية. من المتوقع أن تشهد الأشهر القليلة القادمة مزيدًا من التقلبات في الأسعار، مع استمرار المستثمرين في تقييم المخاطر والفرص.
الخطوة التالية المتوقعة هي مراقبة بيانات التضخم الأمريكية وتصريحات الاحتياطي الفيدرالي، والتي قد تقدم مزيدًا من الإشارات حول مسار السياسة النقدية في عام 2026. وينبغي على المستثمرين أيضًا متابعة التطورات التنظيمية في الأسواق الرئيسية، حيث يمكن أن يكون لها تأثير كبير على سعر البيتكوين. ينطوي الاستثمار في البيتكوين دائمًا على مخاطر كبيرة، ويجب على المستثمرين إجراء أبحاثهم الخاصة قبل اتخاذ أي قرارات.

