ارتفعت أسعار الفضة بشكل كبير هذا العام، حيث تجاوزت نسبة الزيادة 70%، متفوقةً على الذهب الذي ارتفع بنسبة 50%. في تداولات يوم الاثنين، وصلت الفضة إلى مستوى قياسي عند 51.38 دولار للاونصة، وفقًا لبيانات LSEG.
يأتي هذا الارتفاع في إطار توقعات بخفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، بالإضافة إلى الطلب على الملاذات الآمنة. ومع ذلك، حذر محللو بنك غولدمان ساكس من أن الفضة قد تشهد تقلبات كبيرة في المدى القريب.
العلاقة بين الذهب والفضة
تاريخيًا، تتحرك أسعار الذهب والفضة بشكل متزامن، لكن هذه العلاقة تغيرت في السنوات الأخيرة بسبب شراء البنوك المركزية للذهب، مما أدى إلى ارتفاع سعره بشكل مستقل عن الفضة. يشير المحللون إلى أن الفضة أكثر ارتباطًا بالدورات الاقتصادية بسبب استخداماتها الصناعية، مثل صناعة الألواح الشمسية.
علاوة على ذلك، لا تعترف أطر عمل صندوق النقد الدولي بالفضة كأصل احتياطي، كما أنها ليست موجودة بكميات كبيرة في محافظ البنوك المركزية الحديثة. هذا يعني أن الفضة لا تتمتع بنفس الدعم المؤسسي الذي يتمتع به الذهب.
خصائص الذهب كأصل احتياطي
يتميز الذهب بخصائص تجعله أكثر عملية كأصل احتياطي، فهو أكثر ندرة بعشر مرات من الفضة، وأكثر قيمة بثمانين مرة لكل أونصة، وأكثر كثافة مرتين. هذه الخصائص تجعل من الذهب أسهل في التخزين والنقل والتأمين.
وفقًا لمحللي غولدمان ساكس، فإن الاحتياطيات من الذهب تُحفظ بشكل سلبي ولا تُستخدم تشغيليًا، مما يعني أن البنوك المركزية لا تبحث عن بدائل أرخص حتى لو ارتفعت أسعار الذهب.
تقلبات سوق الفضة
دون وجود طلب من البنوك المركزية لدعم أسعار الفضة، قد تؤدي حتى التراجعات المؤقتة في تدفقات الاستثمار إلى تصحيحات كبيرة في السعر، نظرًا لأن سوق الفضة أصغر بحوالي تسع مرات من سوق الذهب. وقد أدى هذا الديناميكي إلى ارتفاع أسعار الفضة بأكثر من 35% منذ أواخر أغسطس.
في الختام، يتوقع أن تستمر أسعار الفضة في التقلب في المدى القريب، مع تأثيرات محتملة من قرارات الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي وتغيرات الطلب على المعادن الثمينة. سيكون من المهم مراقبة هذه التطورات لفهم الاتجاهات المستقبلية في سوق الفضة.

