في ظل هيمنة مجموعة من سبع شركات تكنولوجية كبرى على أداء السوق، يرى المحلل المالي جين مونستر أن سهم ألفابت هو الخيار الأمثل للاستثمار على المدى القصير والمتوسط. يعزو مونستر هذا التقييم إلى التقدم الملحوظ الذي أحرزته جوجل، الشركة الأم لألفابت، في مجال الذكاء الاصطناعي، وتزايد قدرتها التنافسية في هذا القطاع الحيوي.

أشار مونستر إلى أن ديناميكيات القوة في وادي السيليكون تشهد تحولاً، حيث تبرز جوجل كلاعب رئيسي في تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي. جاءت تصريحاته بعد إعلان أن وحدات معالجة Tensor الخاصة بجوجل قد تدعم مراكز بيانات Meta Platforms اعتبارًا من عام 2027، مما أدى إلى ارتفاع سعر سهم ألفابت في تعاملات يوم الثلاثاء.

ألفابت والذكاء الاصطناعي: تحول في موازين القوى

يرى مونستر أن صعود سهم ألفابت وتراجع سهم Nvidia يعكسان تحولاً إيجابياً في تقييم الشركة، سواء على المدى القصير أو الطويل. كان هناك قلق واسع النطاق بشأن قدرة جوجل على المنافسة في سوق الذكاء الاصطناعي التوليدي، وهو قلق يرى مونستر أن الشركة قد أزالته من خلال التطورات الأخيرة.

أوضح مونستر في تصريحات لشبكة CNBC أن جوجل أثبتت قدرتها على المنافسة بقوة مع OpenAI في مجال نماذج اللغة الكبيرة. وأضاف أن ثقافة الابتكار داخل الشركة قد عادت للانتعاش، مما يعزز قدرتها على تطوير حلول متقدمة في مجال الذكاء الاصطناعي.

فرص النمو في سوق روبوتات الدردشة

يعتبر مونستر سوق روبوتات الدردشة فرصة كبيرة لنمو جوجل، حيث أن نسبة المستخدمين الذين يتفاعلون بانتظام مع أداة Gemini AI التابعة لجوجل لا تزال منخفضة نسبياً، حيث تصل إلى حوالي 20٪ فقط من إجمالي قاعدة المستخدمين.

وقد حظيت التحديثات الأخيرة التي أدخلتها جوجل على منصة الذكاء الاصطناعي الخاصة بها بإشادة واسعة من قادة التكنولوجيا، مثل مارك بينيوف، الرئيس التنفيذي لشركة Salesforce، الذي أشاد بها باعتبارها متفوقة على ChatGPT.

يتداول سهم جوجل حاليًا عند مضاعف ربحية مستقبلي يبلغ 28 ضعفًا، وهو ما يتماشى مع بقية شركات “Magnificent Seven”. ومع ذلك، يرى مونستر أن موقع جوجل الجديد كمنافس في كل من قطاع الرقائق وسوق روبوتات الدردشة يبرر تقييمًا أعلى.

أشار مونستر إلى أن قاعدة مستخدمي جوجل الضخمة تمثل ميزة تنافسية كبيرة، حيث يستخدم أكثر من 2.5 مليار شخص محرك بحث جوجل يوميًا، مقارنة بحوالي 500 مليون مستخدم يومي لـ ChatGPT، وفقًا لتقديراته.

ويؤكد مونستر أن تفوق جوجل يكمن دائمًا في قدرتها على الوصول إلى عدد أكبر من المستخدمين مقارنة بأي منصة أخرى، حتى مع التحديات التي فرضها ChatGPT على نظام البحث الرقمي التقليدي. الاستثمار في ألفابت يبدو واعدًا في ظل هذه الظروف.

تأثير الذكاء الاصطناعي على تقييم الشركات التكنولوجية

يشهد قطاع التكنولوجيا تحولاً كبيراً مدفوعاً بالتقدم السريع في مجال الذكاء الاصطناعي. تتجه الشركات التكنولوجية الكبرى إلى زيادة استثماراتها في البحث والتطوير في هذا المجال، مما يؤثر على تقييماتها السوقية. سعر سهم ألفابت يتأثر بشكل كبير بهذه التطورات.

يرى المحللون أن الشركات التي تنجح في تطوير تطبيقات مبتكرة للذكاء الاصطناعي ستكون قادرة على تحقيق نمو كبير في الإيرادات والأرباح، مما سيؤدي إلى ارتفاع أسعار أسهمها. في المقابل، قد تواجه الشركات التي تتخلف عن الركب صعوبات في الحفاظ على حصتها السوقية، مما قد يؤدي إلى انخفاض تقييمها.

الاستثمار في التكنولوجيا بشكل عام، وخاصة في مجال الذكاء الاصطناعي، يتطلب دراسة متأنية لتقييم المخاطر والفرص المتاحة.

من المتوقع أن تستمر المنافسة في سوق الذكاء الاصطناعي في التزايد خلال الفترة المقبلة، حيث تسعى الشركات التكنولوجية الكبرى إلى تطوير حلول أكثر تطوراً وفعالية. سيراقب المستثمرون عن كثب التقدم الذي تحرزه جوجل وشركات التكنولوجيا الأخرى في هذا المجال، بالإضافة إلى تأثير هذه التطورات على أدائها المالي وتقييمها السوقي.

في الختام، يظل مستقبل سهم ألفابت مرتبطًا بشكل وثيق بقدرة الشركة على الاستفادة من الفرص المتاحة في سوق الذكاء الاصطناعي. من المقرر أن تعلن جوجل عن نتائجها المالية للربع القادم في نهاية الشهر، ومن المتوقع أن تقدم الشركة المزيد من التفاصيل حول استراتيجيتها في مجال الذكاء الاصطناعي وتوقعاتها للنمو المستقبلي. سيراقب المستثمرون هذه التطورات عن كثب لتقييم مدى جاذبية سهم ألفابت كخيار استثماري.

شاركها.
Exit mobile version