أظهر أحدث مسح لبنك أوف أمريكا لمديري الصناديق ارتفاعًا ملحوظًا في التفاؤل مع اقتراب نهاية العام، مما يشير إلى توقعات إيجابية لـسوق الأسهم في عام 2026. وكشف المسح عن أن مديري الصناديق أكثر تفاؤلاً مما كانوا عليه منذ أكثر من ثلاث سنوات ونصف، مدفوعين بتوقعات بتجنب الولايات المتحدة للركود وتحقيق هبوط سلس للاقتصاد.

أبرز المحلل مايكل هارنيت نتائج المسح الذي شمل 238 مدير صندوق، وأشار إلى أن هذا التفاؤل الواسع النطاق يعكس الاعتقاد بأن الاقتصاد الأمريكي سيصمد أمام التحديات، مما يدعم استمرار أداء السوق الجيد. يأتي هذا في ظل حالة من عدم اليقين العالمي المستمر، مما يجعل هذه النظرة أكثر أهمية.

تفاؤل متزايد في سوق الأسهم

أظهر المسح انخفاضًا حادًا في حيازات النقد لدى مديري الصناديق إلى أدنى مستوى لها على الإطلاق، مما يدل على زيادة مشاركة المستثمرين في السوق. انخفض النقد إلى 3.3% مقارنة بـ 3.7% في التقرير السابق. يعكس هذا التحول رغبة في الاستفادة من الفرص المتاحة في السوق.

ووفقًا للمسح، ارتفع مقياس بنك أوف أمريكا الأوسع لمشاعر السوق، بناءً على مستويات النقد وتخصيص الأسهم وتوقعات النمو العالمي، إلى 7.4 من 6.4، وهو أعلى مستوى له منذ يوليو 2021. يشير هذا إلى تحسن كبير في معنويات المستثمرين بشكل عام.

توقعات النمو والركود

توقع 57% من مديري الصناديق تباطؤًا في الاقتصاد، بينما يعتقد 3% فقط أن الركود وشيك، وهو أدنى مستوى له على الإطلاق. في المقابل، لا يتوقع 37% أي تباطؤ في الاقتصاد على الإطلاق. هذا التباين في الآراء يسلط الضوء على حالة عدم اليقين السائدة.

وأضاف هارنيت أن توقعات النمو العالمي لدى مديري الصناديق ارتفعت إلى أعلى مستوى لها منذ أغسطس 2021، بصافي ارتفاع قدره 18% مقارنة بصافي ارتفاع قدره 3% في السابق. يعكس هذا التحسن في التوقعات بعض التخفيف في المخاوف بشأن الاقتصاد العالمي.

كما أظهر المسح أن عدد مديري الصناديق الذين يتوقعون ارتفاع أرباح الشركات وصل إلى 29%، وهو أعلى مستوى له منذ أبريل 2021. يعتبر هذا مؤشرًا إيجابيًا على الصحة العامة للشركات المدرجة في البورصة.

فيما يتعلق بالمخاطر المحتملة، يرى المستجيبون للمسح أن انفجار فقاعة الذكاء الاصطناعي أو حدوث أزمة تتعلق بالائتمان الخاص يمثلان أكبر المخاطر التي تواجه السوق. هذه المخاطر تتطلب مراقبة دقيقة من قبل المستثمرين.

بالإضافة إلى ذلك، أشار مديري الصناديق إلى أن التداولات الأكثر ازدحامًا، وخاصة أسهم التكنولوجيا الرائدة المعروفة باسم “Magnificent Seven”، تمثل خطرًا محتملاً. يتماشى هذا مع الآراء الأخيرة لخبراء السوق الذين يقترحون أن المستثمرين يجب أن يبدأوا في البحث عن فرص خارج قطاع الذكاء الاصطناعي في عام 2026. هناك تركيز متزايد على التنويع وتقليل الاعتماد على عدد قليل من الأسهم الكبيرة.

تعتبر هذه النتائج مهمة بشكل خاص في ضوء التقلبات التي شهدها الاستثمار في الأشهر الأخيرة. فقد أدى ارتفاع أسعار الفائدة والتوترات الجيوسياسية إلى زيادة حالة عدم اليقين في الأسواق المالية. ومع ذلك، يبدو أن مديري الصناديق متفائلون بشأن قدرة الاقتصاد على التكيف مع هذه التحديات.

من الجدير بالذكر أن هذه النتائج تعكس آراء مديري الصناديق في وقت معين، وقد تتغير مع تطور الظروف الاقتصادية والسياسية. ومع ذلك، فإنها تقدم لمحة قيمة عن معنويات المستثمرين وتوقعاتهم المستقبلية. تعتبر هذه المعلومات مفيدة للمستثمرين الأفراد والمؤسسات على حد سواء.

في الختام، تشير أحدث استطلاعات بنك أوف أمريكا إلى أن التفاؤل يسيطر على السوق المالي مع اقتراب نهاية العام. من المتوقع أن يستمر هذا التفاؤل في التأثير على قرارات الاستثمار في الأشهر المقبلة. ومع ذلك، يجب على المستثمرين أن يظلوا حذرين وأن يراقبوا عن كثب المخاطر المحتملة التي قد تؤثر على أداء السوق. سيراقب المحللون عن كثب بيانات التضخم ومقررات البنوك المركزية في الأشهر القادمة لتقييم مدى استدامة هذا التفاؤل.

شاركها.
Exit mobile version