لم يعد مايكل بيري يراهن ضد أسهم تسلا، على الأقل ليس في الوقت الحالي. المستثمر الشهير، والمعروف بمراهنته الناجحة ضد سوق الإسكان الأمريكي في عام 2008 والتي تم تصويرها في فيلم “The Big Short”، أجاب على سؤال مباشر حول هذا الموضوع على منصة X، وأكد أنه لا يقوم ببيع على المكشوف لأسهم تسلا.
جاء هذا الرد في وقت مناسب، حيث أعلنت الشركة المصنعة للسيارات الكهربائية هذا الأسبوع عن توقعات مبيعات أقل من المتوقع على نطاق واسع. هذا التطور أثار تساؤلات حول مستقبل الشركة وتقييمها المالي.
مايكل بيري و تقييم أسهم تسلا
قد يكون رد بيري مفاجئًا للبعض، خاصةً وأنه انتقد تسلا على منصته Substack يوم الثلاثاء. وصف بيري سهم تسلا بأنه “مبالغ في تقييمه بشكل سخيف”، مشيرًا إلى مخاوفه بشأن القيمة السوقية للشركة.
ومع ذلك، أضاف بيري تحذيرًا بشأن المخاطر المرتبطة بالبيع على المكشوف. وأشار إلى أن المراهنة ضد السهم كانت “خطيرة”، وأن خيارات البيع (puts) مكلفة للغاية، وبالتالي قد لا يكون هناك الكثير مما يمكن لمعظم المستثمرين فعله سوى بيع السهم إذا أتيحت لهم الفرصة.
على الرغم من تردده الحالي في البيع على المكشوف، فقد قام بيري بالمراهنة ضد أسهم تسلا في الماضي. في مايو 2021، كشف إيداع نموذج 13F عن اتخاذه مركزًا قصيرًا بقيمة 530 مليون دولار في الشركة. لكنه أغلق هذا المركز بعد بضعة أشهر.
هذا التحول في الموقف يعكس التحديات التي يواجهها المستثمرون الذين يراهنون ضد أسهم النمو المرتفعة، خاصة في قطاع السيارات الكهربائية.
تحديات المراهنة ضد أسهم النمو
لا يعتبر بيري الشخص الوحيد الذي حقق شهرة من خلال فيلم “The Big Short” والذي يتبنى هذا الموقف تجاه تسلا. داني موسى، وهو متداول سابق في شركة FrontPoint Partners التابعة لستيف إيسمن، راهن أيضًا ضد السهم في السنوات السابقة، لكنه أغلق موقفه في عام 2024، مشيرًا إلى صعوبة المراهنة ضد سهم لا يتم تداوله بناءً على أساسياته المالية.
أوضح موسى في حديث لـ Business Insider أنه لا يعتقد أن هذا هو الوقت المناسب للمراهنة ضد شركات التكنولوجيا الكبيرة، على الرغم من مخاوف التقييم. وأضاف أنه سيحتاج إلى رؤية تباطؤ في نمو الأرباح، وليس انخفاضًا فعليًا، ليشعر بالراحة في المراهنة ضد هذه الشركات.
بالمقابل، كشف بورتر كولينز، أحد شركاء موسى، أنه يرى أن سهم تسلا مبالغ في سعره بشكل كبير، معتبرًا أنه مجرد سهم “ميم” (meme stock) مدفوعًا بشكل أساسي بالتكهنات من قبل المستثمرين الأفراد والإعجاب بميلون ماسك.
تعتبر ظاهرة أسهم “ميم” مثيرة للاهتمام، حيث يمكن أن تشهد أسعار الأسهم تقلبات كبيرة بناءً على معنويات وسائل التواصل الاجتماعي بدلاً من الأداء المالي للشركة. هذا يزيد من صعوبة التنبؤ بحركة سعر السهم واتخاذ قرارات استثمارية مستنيرة.
تأثير تباطؤ المبيعات على تقييم تسلا
تأتي تصريحات بيري وموسى وكولينز في أعقاب إعلان تسلا عن تباطؤ نمو مبيعاتها، وهو ما أثار قلق المستثمرين. وفقًا لتقارير حديثة، تواجه الشركة تحديات في زيادة الإنتاج وتلبية الطلب المتزايد على سياراتها الكهربائية.
بالإضافة إلى ذلك، يواجه قطاع السيارات الكهربائية بشكل عام منافسة متزايدة من الشركات الأخرى، مما قد يؤدي إلى ضغوط على الأسعار وتراجع هوامش الربح. هذه العوامل تزيد من المخاطر المرتبطة بالاستثمار في أسهم تسلا.
التحول نحو السيارات الكهربائية هو اتجاه طويل الأجل، لكنه لا يخلو من التحديات. تعتبر تكلفة البطاريات والبنية التحتية للشحن من بين العقبات الرئيسية التي يجب التغلب عليها لضمان نجاح هذا التحول.
من الجدير بالذكر أن تقييم تسلا لا يزال مرتفعًا للغاية مقارنة بأداء الشركة. يعتمد الكثير من القيمة السوقية للشركة على توقعات النمو المستقبلية، والتي قد لا تتحقق بالكامل.
في الختام، يراقب المستثمرون عن كثب أداء تسلا وتطورات سوق السيارات الكهربائية. من المتوقع أن تعلن الشركة عن نتائجها المالية للربع القادم في غضون أسابيع قليلة، وسيكون هذا الحدث بمثابة اختبار حقيقي لقدرتها على مواجهة التحديات وتحقيق النمو المستدام. سيكون من المهم أيضًا متابعة أي تغييرات في موقف المستثمرين الكبار مثل مايكل بيري وداني موسى، حيث يمكن أن يكون لها تأثير كبير على سعر السهم.

