شهد سوق الأسهم تقلبات حادة وغير متوقعة يوم الخميس، مما أثار قلق المستثمرين. بعد بداية قوية، انخفض مؤشر داو جونز بشكل ملحوظ، منهيًا اليوم بانخفاض قدره 300 نقطة. يُعزى هذا التراجع المفاجئ إلى عدة عوامل، بما في ذلك مخاوف من فقاعة الذكاء الاصطناعي، وأداء البيتكوين المتدهور، واحتمال تأثيرات تداول الخوارزميات.

تأثرت الأسواق سلبًا بشكل خاص بالانخفاض الكبير في قيمة البيتكوين، وهي العملة الرقمية الرائدة، حيث سجلت أكبر انخفاض لها منذ عام 2022. هذا الانخفاض أثار تساؤلات حول مدى تأثير الأصول المشفرة على الأسواق المالية التقليدية.

تأثير انخفاض البيتكوين على تداولات الأسهم

يرى العديد من المحللين أن هناك علاقة قوية بين أداء البيتكوين وحركة أسعار أسهم شركات التكنولوجيا، وخاصة تلك المرتبطة بالذكاء الاصطناعي. يشير إد يارديني، مؤسس شركة Yardeni Research، إلى وجود “ارتباط قوي” بين سعر البيتكوين وأداء صندوق TQQQ، وهو صندوق استثمار يتتبع مؤشر ناسداك 100.

وفقًا ليارديني، قد يضطر بعض المستثمرين إلى بيع أسهمهم لتغطية خسائرهم في سوق العملات المشفرة، أو لتلبية طلبات الهامش من شركات الوساطة. التقلبات في البيتكوين، والتي أدت إلى تصفية مراكز الرافعة المالية، قد تكون قد ساهمت في الضغوط البيعية على الأسهم.

تداول الخوارزميات والسيولة

بالإضافة إلى ذلك، هناك احتمال أن تكون خوارزميات التداول قد لعبت دورًا في البيع الجماعي الذي شهدناه يوم الخميس. حيث أن هذه الخوارزميات غالبًا ما تستخدم البيتكوين كمؤشر لمشاعر المخاطرة في السوق، وقد أطلقت أوامر بيع تلقائية استجابةً للانخفاض الحاد في سعر العملة الرقمية.

أشار ستيف سوسنيك، كبير الاستراتيجيين في Interactive Brokers، إلى أن منصات تداول العملات الرقمية تميل إلى تقديم مستويات أعلى من الرافعة المالية مقارنةً بأسواق الأسهم. ونتيجة لذلك، يمكن أن يكون لانخفاض سعر البيتكوين تأثير مضاعف على السيولة في الأسواق المالية الأخرى.

يُعتقد أن البيتكوين يعمل بمثابة “كناري في منجم الفحم”، وفقًا لسلمان أحمد، الرئيس العالمي لاستراتيجية الماكرو في Fidelity. بمعنى آخر، أن تدهور أداء العملة الرقمية يمكن أن يكون بمثابة تحذير مبكر من مشاكل أوسع في الأسواق المالية. الفرصة الاستثمارية الرقمية، و هي مجال ثانوي ذو صلة، يواجه أيضًا تدقيقًا متزايدًا.

مخاوف بشأن فقاعة الذكاء الاصطناعي

كما ذكرنا سابقًا، ساهمت المخاوف بشأن تقييمات شركات الذكاء الاصطناعي المرتفعة في التراجع الذي شهدناه في سوق الأسهم. على الرغم من الأرباح القوية التي حققتها شركة Nvidia، وهي شركة رائدة في مجال تصنيع الرقائق المستخدمة في تطبيقات الذكاء الاصطناعي، إلا أن المستثمرين بدأوا في التساؤل عما إذا كانت هذه التقييمات مستدامة.

في حين أن الذكاء الاصطناعي يمثل بالتأكيد فرصة نمو كبيرة، إلا أن هناك أيضًا مخاطر مرتبطة بالاستثمار في هذا القطاع. يشمل ذلك المنافسة المتزايدة، والتغييرات التنظيمية المحتملة، ووجود خطر “فقاعة” سعرية.

يترافق مع ذلك نمو الاستثمار في أسواق المال البديلة، وهو اتجاه يمكن أن يؤثر على تخصيص رأس المال.

أدى هذا المزيج من العوامل – انخفاض سعر البيتكوين، والمخاوف بشأن فقاعة الذكاء الاصطناعي، وتأثير تداول الخوارزميات – إلى خلق بيئة من عدم اليقين والتقلب في الأسواق المالية.

من المتوقع أن يراقب المستثمرون عن كثب بيانات التضخم القادمة، وقرارات البنوك المركزية بشأن أسعار الفائدة، وأداء شركات التكنولوجيا الكبرى في الأيام والأسابيع المقبلة. ستلعب هذه العوامل دورًا حاسمًا في تحديد اتجاه الأسواق المالية في المستقبل القريب. كما أن تطورات التنظيمات المتعلقة بالعملات الرقمية ستكون ذات أهمية خاصة.

شاركها.
Exit mobile version