شهدت أسواق الأسهم تقلبات حادة في الآونة الأخيرة، حيث انخفضت المؤشرات الرئيسية لأربعة أيام متتالية حتى الثلاثاء. وتثير هذه التقلبات قلق المستثمرين بشأن مستقبل سوق الأسهم، خاصةً مع تزايد الشكوك حول الإنفاق الضخم على البنية التحتية للذكاء الاصطناعي من قبل الشركات الكبرى. يستعرض هذا المقال العوامل المؤثرة في هذه التقلبات، وتحليلًا لآفاق التعافي المحتملة.

انخفض مؤشر ناسداك 100، الذي يركز على شركات التكنولوجيا، بنحو 5.5٪ خلال الأسابيع القليلة الماضية. كما انخفض مؤشر S&P 500 إلى ما دون متوسطه المتحرك لمدة 50 يومًا، وهو ما حدث آخر مرة في أبريل، عندما انخفض المؤشر بنسبة 10٪ في غضون أيام قليلة. تعكس هذه التحركات حالة من الحذر بين المستثمرين، وتساؤلات حول تقييمات بعض الشركات.

تحليل الأوضاع: هل نشهد ارتدادًا في سوق الأسهم؟

ومع ذلك، يرى المحلل في Jefferies، مايكل تومي، أن الأسوأ قد يكون قد انتهى. أشار تومي في رسالة بريد إلكتروني يوم الثلاثاء إلى أن بعض الرسوم البيانية تشير إلى أن الارتداد قد يكون وشيكًا. يعتمد هذا التوقع على عدة مؤشرات فنية وسلوكية.

نسبة بيع/شراء الخيارات

أحد هذه المؤشرات هو نسبة بيع/شراء الخيارات لمؤشر S&P 500، والتي وصلت إلى أحد أعلى مستوياتها في الأشهر الأخيرة. يشير هذا إلى أن معنويات المستثمرين سلبية للغاية، حيث يزداد الإقبال على خيارات البيع (التي تحمي من الخسائر) مقارنة بخيارات الشراء (التي تستفيد من الارتفاعات). تعتبر هذه الوضعية السلبية إشارة معاكسة، مما يوحي بأن الحركة التالية قد تكون في الاتجاه المعاكس.

تراجع أسهم التكنولوجيا

تظهر البيانات أن 17٪ من أسهم شركات التكنولوجيا والإعلام والاتصالات تعاني من انخفاضات فنية مفرطة. عادةً ما تشهد الحلقات المماثلة ذروة في النسب تتراوح بين أواخر العشرينات وأوائل العشرينات. على الرغم من وجود استثناءات، إلا أن هذا يشير إلى أن التصحيح في قطاع التكنولوجيا قد يقترب من نهايته. تعتبر أسهم التكنولوجيا من المحركات الرئيسية لـسوق الأسهم.

استطلاع آراء المستثمرين الأفراد

أظهر استطلاع لآراء المستثمرين الأفراد أجرته جمعية المستثمرين الأمريكية (AAII) أن 49.1٪ من المستثمرين يرون أن السوق متجه نحو الانخفاض، بينما يعتبر 31.6٪ أنفسهم متفائلين. تمثل هذه الفجوة السلبية ثاني أكبر فجوة خلال الـ 12 شهرًا الماضية، وهي أيضًا إشارة معاكسة تدعم فكرة أن الانخفاض الحالي قد يكون في مراحله النهائية. يعكس هذا الاستطلاع مشاعر المستثمرين الأفراد تجاه الاستثمار في الأسهم.

مؤشر الخوف والجشع CNN

أخيرًا، يظهر مؤشر الخوف والجشع CNN أن المستثمرين هم الأكثر تشاؤمًا منذ انخفاض التعريفات الجمركية في يوم التحرير في أبريل. يمكن أن تكون مقاييس المعنويات الضعيفة بمثابة مؤشرات معاكسة للأداء المستقبلي للأسهم، حيث تشير إلى أن القاع قد يكون قريبًا. يعد هذا المؤشر مقياسًا لتقلبات أسعار الأسهم.

ومع ذلك، فإن المعنويات ليست سوى جزء من الصورة. إذا تدهورت الأساسيات الاقتصادية – مثل تغيير موقف الاحتياطي الفيدرالي من التيسير النقدي، أو انهيار سوق العمل، أو تراجع الأرباح – فقد يكون الانخفاض قد بدأ للتو. تعتبر هذه العوامل الأساسية حاسمة في تحديد اتجاه الأسواق المالية.

بالإضافة إلى ذلك، يجب مراقبة التطورات الجيوسياسية، حيث يمكن أن تؤثر الأحداث غير المتوقعة على ثقة المستثمرين وتؤدي إلى تقلبات إضافية. كما أن بيانات التضخم والنمو الاقتصادي ستلعب دورًا مهمًا في تحديد مسار السياسة النقدية للاحتياطي الفيدرالي.

في الختام، تشير بعض المؤشرات الفنية والسلوكية إلى أن سوق الأسهم قد يكون على وشك التعافي. ومع ذلك، لا تزال هناك العديد من المخاطر والتحديات التي يجب مراقبتها. من المتوقع أن تشهد الأسابيع القادمة المزيد من التقلبات، حيث يحاول المستثمرون تقييم الأوضاع وتحديد الاتجاه المستقبلي للسوق. سيراقب المحللون عن كثب بيانات الاقتصاد الكلي وأرباح الشركات، بالإضافة إلى أي تطورات جيوسياسية قد تؤثر على الأسواق.

شاركها.
Exit mobile version