تشهد سوق تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي (AI) منافسة متزايدة، ويبدو أن شركة نفيديا (Nvidia) ليست اللاعب الوحيد في هذا المجال. انخفض سهم نفيديا في بورصة الثلاثاء بعد تقارير تشير إلى أن شركة ميتا (Meta)، المالكة لفيسبوك، قد تشتري مليارات الدولارات من شرائح الذكاء الاصطناعي من شركة جوجل (Google) في السنوات القادمة. يُعتبر ميتا حاليًا أحد أكبر عملاء نفيديا في مجال شرائح الحاسوب.

كانت نفيديا، أكبر شركة في العالم من حيث القيمة السوقية، قد شهدت انخفاضًا في أسهمها بنسبة 6% بعد ارتفاعها بنسبة 2% في جلسة يوم الاثنين. وارتفع سهم شركة ألفابت (Alphabet)، الشركة الأم لجوجل، بنسبة تصل إلى 4%. وشملت الخسائر شركات أخرى رائدة في مجال تصنيع الرقائق، مثل AMD و Intel و Micron Technology و Taiwan Semiconductor Manufacturing.

تزايد اعتماد ميتا على رقائق جوجل للذكاء الاصطناعي

وفقًا لتقرير نشره موقع The Information، قد تدمج ميتا وحدات معالجة تنسور (TPUs) من جوجل في مراكز البيانات الخاصة بها خلال السنوات القادمة، وقد تبدأ في استئجار هذه الوحدات اعتبارًا من العام المقبل. يأتي هذا في ظل خطط ميتا الطموحة للإنفاق على الذكاء الاصطناعي، والتي قد تصل إلى 72 مليار دولار العام المقبل، مع تخصيص جزء كبير من هذا المبلغ للاستثمار في البنية التحتية للذكاء الاصطناعي.

أكد متحدث باسم ألفابت أن “خدمات جوجل السحابية تشهد طلبًا متزايدًا على كل من وحدات المعالجة التنسورية (TPUs) المخصصة ووحدات معالجة الرسوميات (GPUs) من نفيديا وأنهم ملتزمون بدعم كليهما، كما فعلوا لسنوات”.

في المقابل، دافعت نفيديا عن مكانتها، حيث صرح متحدث باسم الشركة أن “نفيديا متقدمة على الصناعة بجيل كامل، وأنها تعتقد أن شرائحها تتفوق على ASICs، وهي نوع من شرائح الذكاء الاصطناعي تشمل وحدات معالجة تنسور من ألفابت”.

تأثير الأخبار على أداء أسهم شركات التكنولوجيا

لم يكن سهم نفيديا الوحيد الذي تضرر من هذه الأخبار. شهدت أسهم AMD انخفاضًا كبيرًا بنسبة تصل إلى 10%، بينما انخفض سهم Intel بنسبة 1%، وتراجع سهم كل من Micron Technology و Taiwan Semiconductor Manufacturing بنسبة 3%. وقد أدت هذه الخسائر في أوساط شركات تصنيع الرقائق إلى انخفاض مؤشر Nasdaq بنسبة 1% في وقت سابق من الجلسة قبل أن يتعافى قليلًا.

في المقابل، شهد سهم Broadcom ارتفاعًا ملحوظًا، حيث يساعد Broadcom شركة جوجل في تصميم وتصنيع رقائقها. وقد ارتفع سهم Broadcom بنسبة 11% يوم الاثنين، حيث نظر إليه المستثمرون على أنه فرصة أخرى للاستثمار في هيمنة جوجل المتزايدة في سباق التسلح بالذكاء الاصطناعي.

تقلبات قطاع الذكاء الاصطناعي وأداء نفيديا

شهد قطاع الذكاء الاصطناعي تقلبات ملحوظة في الأسابيع القليلة الماضية، وخاصة بالنسبة لشركة نفيديا. بعد الإعلان عن أرباح قوية للربع الثالث، ارتفع سهم نفيديا في البداية، لكنه بدأ في الانخفاض مع تجدد المخاوف بشأن وجود فقاعة في سوق الذكاء الاصطناعي. تواجه الشركة أيضًا انتقادات من المستثمر مايكل بيري، المعروف بتوقعاته السلبية لسوق الأسهم.

انخفض سهم نفيديا بنسبة 12٪ عن أعلى مستوياته في أواخر أكتوبر، لكنه لا يزال مرتفعًا بنسبة 32٪ منذ بداية العام. في المقابل، حقق سهم ألفابت مكاسب قوية حيث تعزز مكانة الشركة في قطاع الذكاء الاصطناعي، وارتفع بنسبة 18٪ خلال الشهر الماضي وبنسبة 67٪ منذ بداية عام 2024.

أشار المحلل الاقتصادي ديفيد موريسون في Trade Nation إلى أن “ألفابت هي الشركة الكبيرة الوحيدة التي تتداول في منطقة إيجابية هذا الصباح، ومن الواضح أن المستثمرين يشعرون ببعض القلق في الوقت الحالي”.

من المتوقع أن تستمر المنافسة في سوق رقائق الذكاء الاصطناعي، مع سعي الشركات المختلفة لتطوير تقنيات جديدة وتحسين أدائها. يعتمد مستقبل هذا السوق على قدرة الشركات على تلبية الطلب المتزايد على الذكاء الاصطناعي وتقديم حلول مبتكرة وموثوقة. وستكون متابعة التطورات التكنولوجية والصفقات الاستراتيجية بين الشركات الكبرى أمرًا بالغ الأهمية في تقييم ديناميكيات هذا القطاع الحيوي.

من المتوقع أن تشهد الأشهر القادمة مزيدًا من الوضوح بشأن استراتيجية ميتا طويلة الأجل فيما يتعلق بالاستثمار في رقائق الذكاء الاصطناعي، وما إذا كانت ستبني علاقة قوية مع جوجل أم ستواصل الاعتماد بشكل كبير على نفيديا. ستكون نتائج أعمال هذه الشركات في الربع القادم حاسمة في تحديد اتجاهات السوق وتقييم أداء اللاعبين الرئيسيين.

شاركها.
Exit mobile version