لم يلق انتهاء أطول إغلاق حكومي في الولايات المتحدة في التاريخ استحسان المستثمرين يوم الخميس، حيث أغلقت الأسهم الأمريكية منخفضة بشكل حاد بعد التوصل إلى اتفاق لتمويل الحكومة. يرجع ذلك إلى أن الاتفاق جاء متأخرا جدا لإنقاذ إمكانية حصول السوق على بعض البيانات الاقتصادية الحاسمة التي كانت مفقودة خلال الشهرين الماضيين، مما يجعل مهمة مجلس الاحتياطي الفيدرالي أكثر صعوبة عند اتخاذ قراره السياسي القادم في ديسمبر.
أغلقت المؤشرات الرئيسية منخفضة، حيث تراجع مؤشر داو جونز بنسبة 1% بعد أن بلغ مستوى قياسيا جديدا يوم الأربعاء. وارتفع عائد السندات الأمريكية لأجل 10 سنوات بشكل طفيف إلى 4.10%. وتسببت أخبار عدم إصدار بيانات رسمية حول التضخم والوظائف لشهر أكتوبر في تغيير احتمالات خفض أسعار الفائدة في ديسمبر.
تأثير إغلاق الحكومة على البيانات الاقتصادية
تسببت فترة الإغلاق الحكومي في فقدان السوق للبيانات الاقتصادية الرئيسية، مما أثار تساؤلات حول ما إذا كانت بعض البيانات، مثل بيانات التضخم، ستُصدر عند إعادة فتح الحكومة أبوابها. وفقا لما ذكرته كارول شليف، كبيرة الاستراتيجيين في BMO Private Wealth، “لا نستبعد حدوث تقلبات في السوق خلال الأسابيع القادمة مع عودة دوران عجلة البيانات الاقتصادية. لقد جعل انقطاع البيانات مهمة مجلس الاحتياطي الفيدرالي صعبة، ولكننا ما زلنا نتوقع خفض أسعار الفائدة مرة أخرى في ديسمبر.”
من المرجح أن تُصدر بيانات سبتمبر قريبا، لأنها كانت قد جُمعت قبل الإغلاق. ومع ذلك، هناك علامات استفهام كبيرة حول الإصدارات المستقبلية بسبب إغلاق الوكالات الإحصائية لمدة شهرين.
تحديات إصدار البيانات
وفقا لمحللي Capital Economics، “نظرًا لعدم جمع أي بيانات لشهر أكتوبر، فإن ذلك يخلق سيناريو صعبا للإحصائيين الذين سيحتاجون إلى مسح الشركات والأسر حول الأحداث السابقة لسد الفجوات.” ونتيجة لذلك، فإن النتيجة الأكثر ترجيحا هي أن مكتب إحصاءات العمل لن ينشر مقاييس سوق العمل بناء على مسح الأسر لشهر أكتوبر.
قالت كارولين ليف، السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض، إن بعض التقارير الرئيسية ربما لن تُنشر أبدا. وأضافت أن الديمقراطيين ربما يكونون قد ألحقوا ضررا دائما بالنظام الإحصائي الفيدرالي، مما يترك صانعي السياسات في مجلس الاحتياطي الفيدرالي “يطيرون عميانا” في فترة حرجة.
التوقعات المستقبلية
انخفضت احتمالية قيام مجلس الاحتياطي الفيدرالي بخفض آخر لأسعار الفائدة في اجتماع ديسمبر إلى 53% صباح الخميس، مقارنة بنسبة 95% في الشهر الماضي، وفقا لأداة CME FedWatch. ستكون الخطوة التالية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي في ديسمبر محط أنظار السوق، مع وجود شكوك حول البيانات الاقتصادية التي ستُصدر وما إذا كانت ستكون كافية لدعم قرار خفض أسعار الفائدة.
ستظل الأسواق في انتظار إصدار البيانات الاقتصادية المتبقية، مع مراقبة تأثير ذلك على قرارات السياسة النقدية في المستقبل. سيكون من المهم متابعة ما سيحدث في الأسابيع القادمة لتحديد تأثير إغلاق الحكومة على الاقتصاد الأمريكي.

