أثار المستثمر الأمريكي مايكل بيري جدلاً جديدًا بتصريحاته الأخيرة حول عدم حاجة الولايات المتحدة إلى بنك الاحتياطي الفيدرالي (الفيدرالي الأمريكي). جاءت هذه التصريحات خلال حوار مع مايكل لويس، حيث انتقد بيري دور البنك المركزي، معتبرًا إياه مسؤولاً عن أضرار اقتصادية على مدى القرن الماضي. تأتي هذه الآراء في وقت تشهد فيه السياسة النقدية الأمريكية نقاشات حول مستقبل أسعار الفائدة وتأثيرها على الاقتصاد.
مايكل بيري ينتقد دور الفيدرالي الأمريكي
وفقًا لبيري، فإن بنك الاحتياطي الفيدرالي يقوم بـ “أسهل وظيفة في العالم”. وأشار إلى أن البنك المركزي قد يلجأ إلى خفض أسعار الفائدة في اجتماعه القادم في ديسمبر، على الرغم من وجود مؤشرات على ارتفاع الضغوط التضخمية. ويرى بيري أن هذا الإجراء قد يضر بالمدخرين والمستثمرين في الدخل الثابت.
وأضاف بيري أنه يعتقد أن السياسة النقدية يمكن أن تدار بشكل أفضل من قبل وزارة الخزانة الأمريكية، مشيرًا إلى أن الدورين الحاليين متشابهان إلى حد كبير. ويرى أن الفيدرالي لا يقدم أي شيء مفيد حقًا للاقتصاد.
توقعات بانتهاء صلاحية الفيدرالي
أبدى بيري وجهة نظر مثيرة للجدل حول مستقبل الفيدرالي، حيث توقع أن ولاية الرئيس السابق دونالد ترامب قد تؤدي إلى نهاية البنك المركزي. وأوضح أن ترامب، في حال توليه الرئاسة مرة أخرى، قد يسعى إلى فرض سيطرة أكبر على الفيدرالي، مما قد يؤدي إلى رفض واسع النطاق للبنك المركزي من قبل الجميع، وليس فقط منتقديه.
يأتي هذا التصريح من بيري، الذي اشتهر بتوقعاته الناجحة حول انهيار سوق الإسكان في عام 2008، في الوقت الذي عاد فيه إلى الظهور على وسائل التواصل الاجتماعي بعد فترة انقطاع طويلة. وقد أطلق بيري مؤخرًا نشرة إخبارية عبر Substack، وأبدى قلقه بشأن فقاعة الأسهم، وكشف عن رهانات جديدة ضد شركتي Nvidia و Palantir.
السياسة النقدية في الولايات المتحدة تخضع حاليًا لتدقيق متزايد، حيث يراقب المستثمرون عن كثب قرارات الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة والتضخم. أسعار الفائدة هي أداة رئيسية يستخدمها الفيدرالي للسيطرة على التضخم وتحفيز النمو الاقتصادي.
في المقابل، يرى البعض أن الفيدرالي يلعب دورًا حيويًا في استقرار النظام المالي وتوفير السيولة في أوقات الأزمات. ويرون أن استقلالية الفيدرالي ضرورية لضمان اتخاذ قرارات موضوعية بعيدة عن الضغوط السياسية.
التضخم هو أحد أهم التحديات التي تواجه الاقتصاد الأمريكي حاليًا. وقد ارتفع معدل التضخم في الأشهر الأخيرة، مما دفع الفيدرالي إلى رفع أسعار الفائدة عدة مرات في محاولة للسيطرة عليه.
ومع ذلك، يخشى البعض من أن رفع أسعار الفائدة قد يؤدي إلى تباطؤ النمو الاقتصادي وزيادة خطر الركود. وهذا ما يثير الجدل حول أفضل مسار للعمل بالنسبة للفيدرالي.
من المرجح أن يستمر النقاش حول دور الفيدرالي في الولايات المتحدة في المستقبل المنظور. وسيكون من المهم مراقبة قرارات الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة والتضخم، بالإضافة إلى التطورات السياسية التي قد تؤثر على استقلالية البنك المركزي.
من المتوقع أن يعقد الفيدرالي اجتماعه القادم في ديسمبر لمناقشة السياسة النقدية واتخاذ قرارات بشأن أسعار الفائدة. سيكون هذا الاجتماع مهمًا للمستثمرين والاقتصاديين على حد سواء، حيث سيقدم إشارات حول مستقبل الاقتصاد الأمريكي.
يبقى أن نرى ما إذا كانت تصريحات مايكل بيري ستؤثر على النقاش الدائر حول الفيدرالي. ومع ذلك، فإن آراءه تثير تساؤلات مهمة حول دور البنك المركزي في الاقتصاد الحديث.

