جامايكا تحتفي بأسطورة الريغي جيمي كليف وسط حزن وفخر
كانت الأجواء في العاصمة جامايكية كينغستون، يوم الأربعاء، مزيجاً فريداً من الحزن العميق والفخر الوطني. فقد احتشد حشد كبير في صالة للألعاب الرياضية لتكريم الفنان الراحل، عملاق الريغي جيمي كليف، في حفل تأبين عكس محبته وشهرته التي تجاوزت حدود جامايكا لتصل إلى العالمية. لم تكن، كما طلبتها وزيرة الثقافة أوليفيا جرانج، مناسبة للكآبة والحزن المفرط، بل احتفالاً بحياة فنان قدم الكثير من الموسيقى والعطاء.
وداع أسطورة الريغي: تكريم يليق بمسيرة فنية عظيمة
رحل جيمي كليف عن عمر يناهز 81 عاماً في الشهر الماضي، تاركاً وراءه إرثاً موسيقياً غنياً يشمل كلاسيكيات مثل “Many Rivers to Cross” ودوراً بارزاً في الفيلم التاريخي “The Harder They Come”. وتأتي الاحتفالات بتكريمه في جامايكا بعد شهر من وفاته، كنوع من التعبير عن الحزن العميق والتقدير لموهبته الفذة.
الحفل لم يكن مجرد مناسبة رسمية، بل كان تجسيداً لروح جيمي كليف الموسيقية. فقد تخللته رقصات حيوية، وموسيقى عصرية، ومقتطفات من مقابلات نادرة مع الراحل وهو يعمل في استوديوهات التسجيل. الأغاني الشهيرة لكليف، من بينها “Bongo Man”، و”Many Rivers to Cross”، و”Wonderful World, Beautiful People”، ملأت القاعة، وأشعلت مشاعر الحنين لدى الحاضرين.
جيمي كليف: رسول جامايكا إلى العالم
لم يكن الحضور مقتصراً على النجوم والموسيقيين فحسب، بل امتد ليشمل أفراد من مختلف شرائح المجتمع الجامايكي، بمن فيهم زملاء الدراسة القدامى. بورسيل جونسون، البالغة من العمر 84 عاماً، والتي درست مع كليف في مدرسة سوميرتون الابتدائية، عبرت عن فخرها الشديد به، قائلة: “كان علي أن أكون هنا. كنا نلعب معاً في طريق الذهاب والعودة من المدرسة. لقد قام بعمل رائع”.
وصف رئيس الوزراء الجامايكي أندرو هولنس جيمي كليف بأنه “رسول”، مضيفاً: “لقد حمل صوته وموسيقاه وروحه أمته إلى ما هو أبعد من شواطئها، قبل وقت طويل من أن يعرف العالم اسمنا حقاً”. وأشار هولنس إلى أن كليف لم يكن مجرد مغني وكاتب أغاني وممثل، بل كان رمزاً لجامايكا، وقصة صمودها وإيمانها وجمالها. وشدد على أن رسالة كليف كانت تدور حول الأمل في مواجهة الصعاب، وأنه لم يقتصر على ترفيه العالم، بل “رفع من شأنه”.
أكثر من مجرد فنان: أسطورة تجمع بين المرح والجدية
تذكر الحاضرون في حفل التكريم أن جيمي كليف عاش ما بشر به، وأن حياته كانت مثالاً للقيم التي دافع عنها في أغانيه. تيري آن هاميلتون ستيوارت، أم شابة، قصت أنها تلقت مساعدة مالية من كليف عندما كانت تذهب إلى استوديوهات التسجيل الخاصة به. وقالت: “جيمي أسطورة. لقد كان يطلب مني دائماً أن أدرس درسي”.
أما كارلتون داربي، أحد المعجبين الذين حضروا الحفل مرتدين أزياء مستوحاة من قبيلة بوكومو، فوصف كليف بأنه رائد وضع الأساس لموسيقى الريغي، وأنه كان موجوداً قبل بوب مارلي.
إرث خالد وذكرى لا تموت
كما شارك جوستين هينزل، ابنة المخرج بيري هينزل، الذي أخرج فيلم “The Harder They Come”، في حفل التكريم، مشيرة إلى أن كليف كان جزءاً لا يتجزأ من عالمها منذ الطفولة. وقالت: “من الصعب أن نمدح رجلاً كان له جوانب كثيرة في حياته”. وأضافت أن كليف كان معروفاً باسم “الفتى الوقح الأصلي”، لكنها أكدت أنه كان رجلاً هادئاً لا يرفع صوته أبداً.
صعدت أرملة كليف وأطفاله وأقاربه الآخرون إلى المسرح لتذكره، والحديث عن إنجازاته وإرثه. شقيقه، فيكتور تشامبرز، ذكر أنه كان محظوظاً برفقته في رحلاته حول العالم، وأنه شهد بنفسه الأثر العميق الذي تركه في قلوب الناس. كما قرأ أسماء أطفال كليف التسعة عشر، الذين كانوا حاضرين في الحفل، ليؤكد لهم أنهم ليسوا وحدهم في حزنهم.
موسيقى الريغي وتأثيرها العالمي (كلمة مفتاحية ثانوية)
يعكس الاحتفاء بـجيمي كليف المكانة الرفيعة التي تحتلها موسيقى الريغي في الثقافة الجامايكية والعالمية. فقد كانت الريغي بمثابة صوت للمظلومين والمهمشين، وحامل لرسالة السلام والمحبة والوحدة.
تأثير جيمي كليف على الأجيال القادمة (كلمة مفتاحية ثانوية)
سيظل جيمي كليف مصدر إلهام للأجيال القادمة من الموسيقيين والفنانين. فقد تمكن من خلال موهبته وإبداعه من إيصال رسالة جامايكا إلى العالم، وترك بصمة لا تُمحى في تاريخ الموسيقى.
ختاماً: جامايكا تودع بطلها
حفل التكريم الذي أقيم في كينغستون لم يكن مجرد وداع لرجل، بل كان احتفالاً بإرث فني وثقافي سيستمر في الإلهام والتأثير. جيمي كليف سيظل دائماً جزءاً لا يتجزأ من تاريخ جامايكا، ورمزاً لفخرها وعزيمتها. يمكنكم مشاركة ذكرياتكم عن هذا الفنان العظيم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، واستخدام هاشتاج #JimmyCliff في مشاركاتكم. خلينا نحافظ على الذاكرة حية!

