بعد قضاء فصلين دراسيين في شمال تايلاند، عادت سارة جونغسما إلى منزلها في بلدة نيفادا الريفية لتجد نفسها غريبة في مكان مألوف. هذه التجربة ليست فريدة من نوعها، بل هي ما يُعرف بـ الصدمة الثقافية العكسية، وهي تحدٍ غير متوقع يواجهه العديد من الطلاب بعد العودة من الدراسة في الخارج. فبينما يركز الطلاب على الاستعداد للتحديات الثقافية في الخارج، غالبًا ما يتم تجاهل التحولات العاطفية التي تحدث عند العودة إلى الوطن.

أهمية الاستعداد النفسي والعاطفي للدراسة في الخارج

تعتبر الدراسة في الخارج تجربة غنية ومغيرة للحياة، لكنها ليست دائمًا سهلة. يقول بيل بول، نائب رئيس إدارة المخاطر في مجلس التبادل التعليمي الدولي: “إن قيمة الدراسة في الخارج والغرض منها هو التعرف على بقية العالم وكذلك التعرف على نفسك. إنها فرصة لاختبار افتراضاتك وفهم نفسك بشكل أفضل.” ولكن لتحقيق أقصى استفادة من هذه التجربة، يجب على الطلاب الاستعداد ليس فقط للتحديات الأكاديمية والثقافية، بل أيضًا للتحديات العاطفية والنفسية التي قد تنشأ قبل وأثناء وبعد السفر.

التخطيط للمنخفضات وخيبات الأمل المحتملة

يؤكد الخبراء على أهمية وضع توقعات واقعية. فالدراسة في الخارج ليست مجرد سلسلة من المغامرات الممتعة، بل هي أيضًا فترة مليئة بالتحديات والصعوبات. قد يشعر الطلاب بالوحدة، والحنين إلى الوطن، والإحباط، والقلق. لذلك، من المهم التخطيط لهذه اللحظات الصعبة وتحديد استراتيجيات للتغلب عليها. يمكن أن يشمل ذلك إعداد قائمة بالأنشطة التي تساعد على الاسترخاء، أو التواصل المنتظم مع العائلة والأصدقاء، أو البحث عن الدعم من مستشاري الدراسة في الخارج أو مجموعات الدعم.

الاستعداد اللوجستي والثقافي قبل السفر

بالإضافة إلى الاستعداد العاطفي، هناك العديد من الجوانب اللوجستية والثقافية التي يجب على الطلاب أخذها في الاعتبار قبل السفر. يشمل ذلك الحصول على جواز سفر وتأشيرة محدثة، والتحقق من المخاطر المحتملة والتوقعات الثقافية في البلد المضيف.

فهم الاختلافات الثقافية والمخاطر المحتملة

يجب على الطلاب أن يكونوا على دراية بالاختلافات الثقافية المتعلقة بالعرق والجنسية والعرق والجنس والتوجه الجنسي والدين. قد لا تعترف بعض البلدان بالاتحادات المثلية، وقد تواجه المرأة توقعات ثقافية حول اللباس أو الشعر. من المهم أيضًا التحقق مما إذا كانت أي من الأدوية الموصوفة لهم بشكل منتظم غير قانونية في الخارج. يوصي الخبراء بالتواصل مع الطلاب الذين درسوا في الخارج للحصول على النصائح التي كانوا يتمنون لو حصلوا عليها.

التأمين الصحي والسلامة الشخصية

يوفر بعض برامج الدراسة بالخارج تغطية صحية أساسية، ولكن يجب على الطلاب التفكير في تأمين الإخلاء الطبي والتحقق من تغطية الأدوية الخاصة بهم. كما توصي وزارة الخارجية الأمريكية بالتسجيل في برنامج تسجيل المسافر الذكي، وهو عبارة عن خدمة تنبيه مجانية للسلامة والأمن للمواطنين الأمريكيين. التحضير المالي والأكاديمي لهما نفس القدر من الأهمية، حيث أنهما من بين أكبر العوائق أمام الطلاب الذين يسعون للدراسة في الخارج.

التعامل مع التحديات أثناء الدراسة في الخارج

بمجرد وصول الطلاب إلى وجهتهم، يقترح الخبراء التباطؤ ومراقبة المناطق المحيطة بهم. ينصح بول الطلاب بالتفكير في سبب دراستهم في الخارج في المقام الأول وما يأملون في الحصول عليه من هذه التجربة. اختيار التواجد في اللحظة بدلاً من التقاط الصور باستمرار يمكن أن يجعل الوقت أكثر أهمية وينتج عنه أدلة ثقافية تساعدك على التأقلم.

الحفاظ على الروتين والبحث عن الدعم

قد يكون الحنين إلى الوطن أكثر حدة في أيام العطلات. تقترح Jongsma إحضار رسائل تذكير صغيرة بالمنزل معك والاحتفاظ بمذكرة يومية. بالنسبة لدومينيك موتر، الذي قضى فصلًا دراسيًا في لندن، ساعدته الروتينات المألوفة عندما أصابه الحنين إلى الوطن. كان يركض في الحديقة كلما شعر بالإرهاق، وهي طقوس بسيطة من وطنه ساعدته على الشعور بمزيد من الثبات. من المهم أيضًا البحث عن الدعم من الأصدقاء والزملاء في الدراسة، أو من مستشاري الدراسة في الخارج.

العودة إلى الوطن: التعامل مع الصدمة الثقافية العكسية

عند العودة إلى الوطن، قد يواجه الطلاب صدمة ثقافية عكسية دون أن يدركوا ذلك. يقول ستيرز ماكولي: “لقد مررت بهذه التجربة التحويلية. لقد تغيرت ونمت كثيرًا، ثم عدت إلى المكان الذي كنت فيه من قبل، وأصبح الأمر مختلفًا لأنك مختلف تمامًا.” الانضمام إلى الأندية الدولية المحلية أو جمعيات الخريجين من المدرسة الأجنبية التي التحقت بها يمكن أن يوفر الدعم.

إعادة دمج التجربة في الحياة اليومية

يجب على الطلاب التفكير في كيفية وضع تجربتهم في سياقها وكيفية مشاركة ما تعلموه مع الآخرين. يمكن أن يشمل ذلك التحدث مع العائلة والأصدقاء، أو الكتابة عن تجربتهم، أو التطوع في منظمة دولية. بالنسبة إلى جونغسما، ساعد ذلك في خلق تجارب جديدة في مكان مألوف – حتى لو كان شيئًا بسيطًا مثل زيارة متحف جديد. في النهاية، ستشعر وكأنك في بيتك مرة أخرى.

الدراسة في الخارج هي فرصة لا تقدر بثمن للنمو الشخصي والأكاديمي. من خلال الاستعداد الجيد للتحديات المحتملة، يمكن للطلاب تحقيق أقصى استفادة من هذه التجربة المثيرة والمغيرة للحياة. تذكر أن الصدمة الثقافية العكسية هي جزء طبيعي من عملية التكيف، وأن هناك العديد من الموارد المتاحة لمساعدتك على تجاوزها.

شاركها.
Exit mobile version