في شهر أكتوبر/تشرين الأول، اتخذت إميلي داي قرارًا غير تقليدي لحفل زفافها: بدلاً من الاستعانة ببائع زهور، قررت زراعة زهور الزفاف بنفسها في فناء منزلها في كالجاري، كندا. لم يكن هذا مجرد تحدٍ إبداعي، بل تحول إلى درس قيّم حول التكاليف المناخية الخفية لصناعة الزهور العالمية، وكيف يمكن للاختيارات المستدامة أن تحدث فرقًا.

تأثير صناعة الزهور على البيئة: نظرة أعمق

لطالما ارتبطت الزهور بالجمال والرومانسية، ولكن خلف هذه الصورة الجميلة تكمن حقائق بيئية مقلقة. غالبًا ما يتم استيراد الزهور من بلدان بعيدة، مما يتطلب نقلًا جويًا وبحريًا مكثفًا يستهلك كميات كبيرة من الوقود وينتج انبعاثات كربونية ضارة. بالإضافة إلى ذلك، تعتمد العديد من مزارع الزهور على الزراعة الأحادية، وهي ممارسة تضر بالتربة وتستنزف مواردها الطبيعية.

إميلي داي، من خلال تجربتها، سلطت الضوء على هذه المشكلة، وأثبتت أن الزهور المحلية يمكن أن تكون بديلاً جميلاً ومستدامًا.

زراعة زهور الزفاف: تجربة إميلي داي

بدأت داي وخطيبها في شهر مارس ببناء صناديق حديقة من حاويات الشحن الخشبية، وملأوها بأنواع مختلفة من الزهور مثل اليارو والحمى وزهور القش والستاتيس. قامت بزراعتها والعناية بها طوال الصيف، ثم قامت بحصادها وتجفيفها قبل حلول الصقيع. في يوم زفافها، تميزت باقاتها بظلال خريفية دافئة، مزينة بنبات القنفذ الأزرق من مزارع محلية ونبات حشيشة الدود الذي جمعته من الخنادق على جانب الطريق.

النتيجة كانت مذهلة: باقات زفاف فريدة وجميلة، وتكلفة أقل بكثير من تلك التي يقدمها بائعو الزهور التقليديون. أنفقت داي حوالي 1300 دولار كندي (925 دولارًا أمريكيًا) على مشروعها، وهو مبلغ ضئيل مقارنة بما يدفعه العديد من الأزواج. والأهم من ذلك، أنها أدركت التكاليف البيئية الحقيقية وراء الزهور المستوردة، بدءًا من العبوات البلاستيكية المستخدمة في تغليفها، وصولًا إلى الوقود المستخدم في نقلها عبر القارات.

الاستدامة في حفلات الزفاف: اتجاه متزايد

تعتبر قصة إميلي داي جزءًا من اتجاه متزايد نحو الاستدامة في حفلات الزفاف والمناسبات الخاصة الأخرى. يدرك جيل Z وجيل الألفية بشكل خاص أهمية حماية البيئة، ويبحثون عن طرق لتقليل بصمتهم الكربونية.

تشمل بعض الخيارات المستدامة الأخرى:

  • قطف الزهور البرية: اختيار الزهور البرية المحلية يقلل من الحاجة إلى الزهور المزروعة تجاريًا.
  • استخدام النباتات في الأصص: يمكن إعادة استخدام النباتات في الأصص بعد حفل الزفاف، مما يقلل من النفايات.
  • الزهور المجففة: كما فعلت إميلي داي، يمكن تجفيف الزهور واستخدامها لفترة أطول.
  • الزهور المحلية: دعم المزارعين المحليين يقلل من مسافة النقل والانبعاثات الكربونية.

انبعاثات الكربون الناتجة عن استيراد الزهور الطازجة

يشير كاي تشان، أستاذ علوم الاستدامة في جامعة كولومبيا البريطانية، إلى أن سلسلة التوريد للزهور الطازجة المستوردة غالبًا ما تبدأ في أمريكا الجنوبية وتتضمن العديد من المراحل التي تساهم في انبعاثات الكربون. الزهور حساسة جدًا للوقت، لذلك يجب تبريدها ونقلها بسرعة، مما يتطلب استخدام الطائرات التي تطلق غازات الاحتباس الحراري.

بالإضافة إلى ذلك، تتطلب زراعة حقول ضخمة من الزهور إزالة الغابات والنباتات الطبيعية، مما يؤدي إلى تدهور البيئة وفقدان التنوع البيولوجي.

الشركات والمزارعون المحليون: دعم الاستدامة

تتبنى بعض الشركات والمزارعين المحليين ممارسات مستدامة لتقليل الأثر البيئي لصناعة الزهور. هولي لوكاسيفيتش، صاحبة منطقة 2 فلورالز في أوماها، نبراسكا، تستخدم مصادر محلية وتتجنب استخدام كتل الرغوة الخضراء غير القابلة للتحلل. كما أنها تقدم خدمة التقاط الزهور وتحويلها إلى سماد، بالإضافة إلى حفظ الزهور للعملاء.

هذه المبادرات تشجع على تبني خيارات أكثر استدامة في صناعة الزهور، وتساعد على تقليل الأثر البيئي.

مستقبل الزهور المستدامة

على الرغم من أن الزهور المستوردة غالبًا ما تكون أرخص، إلا أن هناك وعيًا متزايدًا بأهمية الاستدامة. يفضل بعض المستهلكين المنتجات المزروعة محليًا، وهم على استعداد لدفع سعر أعلى مقابلها.

ديبرا برينزينج، مؤسسة جمعية Slow Flowers Society، تؤكد أن الزهور المحلية والموسمية يمكن أن تجعل الحدث أكثر تميزًا وأهمية. فهي تتيح للناس معرفة قصة الزهور ومكان نموها، مما يضيف قيمة عاطفية ومعنوية.

في الختام، قصة إميلي داي هي مثال ملهم على كيف يمكن للاختيارات الشخصية أن تحدث فرقًا في حماية البيئة. من خلال زراعة زهور الزفاف بنفسها، لم تحصل داي على باقة فريدة وجميلة فحسب، بل ساهمت أيضًا في تعزيز الاستدامة وتقليل الأثر البيئي لصناعة الزهور. مع تزايد الوعي بأهمية الاستدامة، من المرجح أن نشهد المزيد من الأزواج والشركات يتبنون خيارات صديقة للبيئة في حفلات الزفاف والمناسبات الخاصة الأخرى.

شاركها.
Exit mobile version