في حدث نادر يثير اهتمام عشاق الملوك والجمعيات النادرة، عُرضت للبيع في مزاد علني في الدنمارك زجاجة شمبانيا “Dom Pérignon” فريدة من نوعها، تعود إلى حفل زفاف الأميرة ديانا والأمير تشارلز عام 1981. هذه القصة ليست مجرد خبر عن مزاد فاشل، بل هي نافذة على حقبة تاريخية، ورمز لحدث ملكي أيقوني، وفرصة لامتلاك قطعة من التراث. وعلى الرغم من القيمة التاريخية العالية للزجاجة، إلا أنها لم تجد مشتريًا بالسعر المطلوب، مما يثير تساؤلات حول سوق التحف الملكية وتقييمها.

حفل زفاف القرن: قصة الشمبانيا النادرة

في التاسع والعشرين من يوليو عام 1981، توقف العالم لمشاهدة زواج الليدي ديانا سبنسر بالأمير تشارلز في كاتدرائية القديس بولس في لندن. كان هذا الزفاف بمثابة نسمة هواء منعشة للعائلة المالكة البريطانية، حيث جلب معه الأميرة الشابة المحبوبة التي سرعان ما أصبحت أيقونة عالمية. احتفالاً بهذه المناسبة التاريخية، تم إنتاج كمية محدودة من شمبانيا “Dom Pérignon” Vintage 1961 بشكل خاص، وتميزت بملصق فريد يخلد ذكرى هذا الاتحاد الملكي.

تفاصيل الزجاجة المميزة

الزجاجة المعروضة للبيع هي ماغنوم (زجاجة كبيرة) من شمبانيا “Dom Pérignon” 1961، تحمل ملصقًا خاصًا كتب عليه: “تم شحنه خصيصًا لتكريم زواج صاحب السمو الملكي أمير ويلز والليدي ديانا سبنسر. 29 يوليو 1981”. وفقًا لدار المزادات “Brun Rasmussen”، تم إنتاج 12 زجاجة فقط من هذا النوع، وكان من المفترض أن يتم فتحها خلال حفل الاستقبال الفخم في قصر باكنغهام. مصير الزجاجات الأخرى لا يزال مجهولًا، ولكن يُعتقد أنها إما قُدمت كهدية للضيوف أو تم الاحتفاظ بها بعيدًا.

المزاد الفاشل: لماذا لم يتم بيع الشمبانيا؟

كان من المتوقع أن يتم بيع هذه الزجاجة النادرة بسعر يتراوح بين 600 ألف كرونة دانمركية (حوالي 81 ألف يورو أو 93 ألف دولار). ومع ذلك، صرحت كريستين دام فريهد، المتحدثة باسم دار المزادات، بأن العروض المقدمة لم تصل إلى الحد الأدنى المطلوب، مما أدى إلى عدم بيع الزجاجة. هذا الأمر يثير تساؤلات حول تقييم التحف الملكية وأسباب عدم إقبال المشترين على هذا السعر.

عوامل مؤثرة في سعر المزاد

هناك عدة عوامل يمكن أن تفسر عدم تحقيق الشمبانيا للسعر المطلوب في المزاد. قد يكون السعر الأولي مرتفعًا جدًا بالنسبة للعديد من جامعي الشمبانيا النادرة، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الحالية. بالإضافة إلى ذلك، قد يكون هناك تردد من جانب المشترين المحتملين بسبب عدم اليقين بشأن حالة الشمبانيا وقابليتها للشرب بعد مرور أكثر من 40 عامًا. على الرغم من أن الاختبارات أشارت إلى أنها لا تزال صالحة، إلا أن بعض الجامعين قد يفضلون عدم المخاطرة.

اهتمام واسع النطاق وقيمة رمزية

على الرغم من فشل المزاد، إلا أن الشمبانيا حظيت باهتمام إعلامي وجماهيري كبيرين. أفاد توماس روزندال، رئيس قسم النبيذ في دار المزادات، بأنه تلقى استفسارات من العديد من جامعي النبيذ حول مصدر الزجاجة وكيفية تخزينها. هذا الاهتمام يعكس القيمة الرمزية للزجاجة وارتباطها بحدث تاريخي لا يُنسى.

أكثر من مجرد مشروب

بالنسبة للكثيرين، هذه الشمبانيا ليست مجرد مشروب فاخر، بل هي قطعة من التاريخ، ورمز لحب ملكي تحول إلى مأساة. فبعد سنوات من الزواج، انفصل الأمير تشارلز والليدي ديانا في عام 1992، ثم طلقا رسميًا في عام 1996. وفي عام 1997، توفيت الأميرة ديانا في حادث سيارة مأساوي في باريس، مما أثار حزنًا عالميًا. هذه الأحداث الدرامية زادت من قيمة الزجاجة كقطعة أثرية تذكرنا بحياة الأميرة ديانا وتراثها. العديد من جامعي الأشياء الأثرية الملكية قد يرون فيها استثمارًا عاطفيًا وتاريخيًا.

مستقبل الشمبانيا النادرة

من غير الواضح ما إذا كانت دار المزادات ستحاول بيع الشمبانيا مرة أخرى في المستقبل. ومع ذلك، من المرجح أن تظل هذه الزجاجة محط اهتمام جامعي التحف وعشاق الملوك. قد يتم عرضها في متحف أو الاحتفاظ بها في مجموعة خاصة، ولكن بغض النظر عن مصيرها، فإنها ستبقى شاهدة على حقبة تاريخية لا تُنسى. القصة تذكرنا بقيمة الحفاظ على التراث التاريخي وأهمية تقدير اللحظات التي تشكل هويتنا الجماعية.

في الختام، على الرغم من أن المزاد على زجاجة الشمبانيا الخاصة بحفل زفاف الأميرة ديانا والأمير تشارلز لم ينجح، إلا أن القصة نفسها تظل آسرة ومثيرة للتفكير. إنها تذكير بقوة الرمزية في عالم التحف، وأهمية الأحداث التاريخية في تشكيل قيمتها. سواء كنت من محبي العائلة المالكة، أو من هواة جمع الشمبانيا النادرة، أو ببساطة من المهتمين بالتاريخ، فإن هذه القصة تستحق التأمل.

شاركها.
Exit mobile version