أعلنت مجموعة برادا عن إتمام صفقة الاستحواذ على دار الأزياء الإيطالية الشهيرة فيرساتشي، في خطوة تاريخية بقيمة 1.375 مليار دولار. هذه الصفقة تجمع بين عالمين مختلفين في الموضة، حيث تلتقي الأناقة الكلاسيكية لبرادا مع الجرأة والإثارة التي تميز فيرساتشي. من المتوقع أن تعيد هذه الخطوة إحياء العلامة التجارية فيرساتشي، خاصة بعد فترة من الأداء المتباين في ظل مجموعة كابري القابضة الأمريكية.

صفقة استحواذ تاريخية: برادا تستحوذ على فيرساتشي

اكتملت عملية الاستحواذ بعد الحصول على جميع الموافقات التنظيمية اللازمة، كما أعلنت برادا في بيان مقتضب. وستستخدم مجموعة كابري القابضة، المالكة لعلامات تجارية أخرى مثل مايكل كورس وجيمي تشو، الأموال الناتجة عن الصفقة لسداد ديونها. دوناتيلا فيرساتشي، الوجه الإبداعي للعلامة التجارية، رحبت بالصفقة بحماس عبر حسابها على إنستغرام، واصفة إياها بأنها يوم احتفال لشقيقها المؤسس الراحل جياني فيرساتشي. وأعربت عن ثقتها في مستقبل العلامة التجارية تحت مظلة برادا.

لورينزو بيرتيلي يقود المرحلة القادمة لـ فيرساتشي

سيشغل لورينزو بيرتيلي، وريث برادا والمسؤول التنفيذي البارز في المجموعة، منصب الرئيس التنفيذي لـ فيرساتشي، بالإضافة إلى مهامه الحالية كمدير تسويق ورئيس الاستدامة. وأكد بيرتيلي أنه لا يتوقع إجراء تغييرات جذرية في الهيكل التنفيذي لـ فيرساتشي على المدى القصير، ولكنه أشار إلى أن العلامة التجارية تحتاج إلى دفعة جديدة لتحقيق كامل إمكاناتها. فيرساتشي، على الرغم من مكانتها كواحدة من أكثر العلامات التجارية شهرة في العالم، لم تحقق الأداء المتوقع في السوق خلال السنوات الأخيرة.

إعادة إطلاق إبداعي لعلامة فيرساتشي التجارية

بدأت فيرساتشي بالفعل في عملية إعادة إطلاق إبداعية بقيادة المصمم الجديد داريو فيتالي، الذي قدم مجموعته الأولى خلال أسبوع الموضة في ميلانو في سبتمبر الماضي. المجموعة الجديدة، المستوحاة من ثمانينيات القرن الماضي، لاقت استحسانًا من المشترين، على الرغم من الآراء المتباينة حول العرض نفسه. يعتقد المحللون أن هذه المجموعة تمثل خطوة واعدة نحو إعادة فيرساتشي إلى دائرة الضوء.

التكامل بين برادا وفيرساتشي: رؤية مستقبلية

تعتبر هذه الصفقة فرصة استراتيجية لبرادا لتعزيز مكانتها في سوق الأزياء الفاخرة. برادا ترى في فيرساتشي “إمكانات نمو كبيرة غير مستغلة”، وتؤمن بأن الجمع بين الأسلوبين المتميزين للعلامتين التجاريتين سيخلق تآزرًا قويًا. يقول لوكا سولكا، المدير الإداري لقطاع المنتجات الفاخرة في شركة سانفورد سي بيرنشتاين للأبحاث، إن الصفقة تجمع بين “برادا البسيطة مع فيرساتشي المتطرفة”، مما يعني استهداف شرائح مختلفة من العملاء.

تحديات وفرص ما بعد الاستحواذ

على الرغم من الإمكانات الواعدة، تواجه برادا تحديات في دمج فيرساتشي في هيكلها التشغيلي. كانت فيرساتشي تعاني من صعوبات في التكيف مع اتجاه “الفخامة الهادئة” الذي يسيطر على السوق حاليًا. لذلك، يجب على برادا أن تعمل على إعادة تعريف هوية العلامة التجارية فيرساتشي لجعلها أكثر جاذبية للجيل الجديد من المستهلكين.

التركيز على التصنيع الإيطالي

تولي مجموعة برادا أهمية كبيرة للتصنيع الإيطالي، وتسعى إلى دمج فيرساتشي في هذا النظام. يقول بيرتيلي: “صناعة حقيبة لعلامة تجارية أو أخرى، الدراية هي نفسها”. تستثمر برادا بشكل كبير في تطوير مهارات الحرفيين الإيطاليين من خلال أكاديمية برادا، التي قامت بتدريب حوالي 570 حرفيًا جديدًا في السنوات الأخيرة. كما تستثمر المجموعة في توسيع قدراتها الإنتاجية من خلال بناء مصانع جديدة وتحديث المصانع القائمة.

استثمارات برادا في سلسلة التوريد

في العام الماضي، قامت برادا بتعيين 70% من المتدربين في أكاديميتها، مما يعكس التزامها بتنمية المواهب المحلية. كما استثمرت المجموعة 60 مليون يورو في سلسلة التوريد الخاصة بها هذا العام، بالإضافة إلى 200 مليون يورو في الفترة من 2019 إلى 2024. تهدف هذه الاستثمارات إلى تعزيز قدرة برادا على التحكم في جودة منتجاتها وتلبية الطلب المتزايد على علاماتها التجارية. تتضمن الاستثمارات بناء مصنع جديد للسلع الجلدية بالقرب من سيينا، ومصنع جديد للملابس المحبوكة بالقرب من بيروجيا، بالإضافة إلى زيادة الإنتاج في مصانعها القائمة في بريطانيا وإيطاليا.

في الختام، تمثل صفقة استحواذ برادا على فيرساتشي نقطة تحول مهمة في عالم الموضة. من خلال الجمع بين الأسلوبين المتميزين للعلامتين التجاريتين، والاستثمار في التصنيع الإيطالي، والتركيز على تطوير المواهب المحلية، تسعى برادا إلى إعادة فيرساتشي إلى مكانتها كواحدة من أبرز دور الأزياء الفاخرة في العالم. نتوقع أن نشهد تطورات مثيرة في الأشهر والسنوات القادمة، وأن نرى فيرساتشي تتألق من جديد تحت قيادة برادا.

شاركها.
Exit mobile version