ميلانو (أ ف ب) – يشهد عالم الموضة تحولات كبيرة مع استعداد مجموعة برادا لإتمام صفقة الاستحواذ على دار فيرساتشي مقابل 1.25 مليار يورو. هذا التحرك الاستراتيجي يضع لورينزو بيرتيلي، وريث برادا، في مركز قيادي رئيسي، حيث سيتولى منصب الرئيس التنفيذي لشركة فيرساتشي بعد إتمام الصفقة. يعتبر هذا التعديل خطوة مهمة نحو تعزيز مكانة برادا في سوق الأزياء الفاخرة، ودمج علامتين تجاريتين متميزتين تحت مظلة واحدة.
الاستحواذ على فيرساتشي: خطوة استراتيجية لمجموعة برادا
أعلنت مجموعة برادا في أبريل الماضي عن نيتها الاستحواذ على فيرساتشي من مجموعة كابري القابضة الأمريكية، مما أثار اهتمامًا واسعًا في الأوساط الاقتصادية والموضة. يأتي هذا الاستحواذ في ظل سعي برادا لتبسيط محفظتها وتوسيع نطاق تأثيرها في السوق العالمية. من المتوقع أن تكتمل عملية الاستحواذ في الأسابيع القادمة، مما يمهد الطريق أمام حقبة جديدة لكلتا الشركتين.
تعتبر فيرساتشي، التي تأسست على يد جياني فيرساتشي، علامة تجارية أيقونية معروفة بتصميماتها الجريئة والمثيرة. ومع ذلك، يرى بيرتيلي أن العلامة التجارية لديها إمكانات غير مستغلة، مؤكدًا على أن قيمتها السوقية الحالية لا تعكس حجمها وأهميتها الحقيقية.
لورينزو بيرتيلي: قائد المستقبل في فيرساتشي
لورينزو بيرتيلي، البالغ من العمر 37 عامًا، ليس وجهًا جديدًا على مجموعة برادا. بعد انضمامه إلى المجموعة في عام 2017 كرئيس للاتصالات الرقمية، تولى لاحقًا منصب مدير التسويق ورئيس مسؤولية الشركة. ولطالما اعتبره والده، باتريسيو بيرتيلي، الوريث الطبيعي لقيادة الشركة.
في حوار له على بودكاست بلومبرج الإيطالي، أكد بيرتيلي أنه لا يتوقع إجراء تغييرات جذرية في فيرساتشي خلال السنة الأولى بعد الاستحواذ. ستتركز جهوده الأولية على فهم تفاصيل الشركة وفريقها الإداري بشكل كامل. ويهدف إلى بناء رؤية واضحة لكيفية تطوير فيرساتشي مع الحفاظ على هويتها المميزة. هذه المرحلة من التقييم والتخطيط تعتبر ضرورية لضمان انتقال سلس وناجح.
التحديات والفرص في دمج العلامتين التجاريتين
يمثل دمج برادا وفيرساتشي تحديًا وفرصة في الوقت ذاته. برادا، المعروفة بجماليتها “الأنيقة القبيحة”، وفيرساتشي، بشخصيتها الجريئة والمثيرة، تمثلان قطبين مختلفين في عالم الموضة. ومع ذلك، يرى المحللون أن هذا التنوع يمكن أن يخلق تآزرًا قويًا يجذب شريحة أوسع من العملاء.
تساهم فيرساتشي حاليًا بنسبة 20٪ من إيرادات مالكها الحالي البالغة 5.2 مليار يورو. وتتوقع برادا أن تمثل فيرساتشي حوالي 13٪ من إيراداتها الأولية بعد الاستحواذ، في حين ستحقق ميو ميو 22٪، وستظل برادا العلامة التجارية الرئيسية التي تمثل 64٪ من الإيرادات. هذا التوزيع يوضح أهمية كل علامة تجارية في محفظة مجموعة برادا المتنامية.
نمو مجموعة برادا واستعدادها للمستقبل
أظهرت مجموعة برادا نموًا ملحوظًا في إيراداتها في العام الماضي، حيث ارتفعت بنسبة 17٪ لتصل إلى 5.4 مليار يورو. يعكس هذا النمو نجاح استراتيجيات الشركة في التكيف مع الظروف الاقتصادية المتغيرة وتلبية احتياجات المستهلكين. بالإضافة إلى برادا وفيرساتشي وميو ميو، تمتلك المجموعة أيضًا علامات تجارية أخرى مثل Church’s و Car Shoe.
الاستثمار في العلامات التجارية الفاخرة مثل فيرساتشي يعزز مكانة برادا كلاعب رئيسي في صناعة الأزياء الفاخرة العالمية. ومع تولي لورينزو بيرتيلي القيادة، تتجه المجموعة نحو مستقبل واعد ومليء بالفرص.
في الختام، يمثل الاستحواذ على فيرساتشي خطوة جريئة وحاسمة لمجموعة برادا. مع وجود وريث كفء مثل لورينزو بيرتيلي على رأس فيرساتشي، من المتوقع أن تشهد الدار تطورات كبيرة في السنوات القادمة. هذه الصفقة لا تعزز مكانة برادا في السوق فحسب، بل تفتح أيضًا آفاقًا جديدة للابتكار والإبداع في عالم الموضة. تابعوا آخر الأخبار والتطورات حول هذه الصفقة التاريخية، واستعدوا لمشاهدة مزيد من التغييرات المثيرة في عالم الأزياء الراقية.


