في نبأ محزن لعشاق موسيقى الروك، توفي غاري مونفيلد، عازف البيس الموهوب الذي ترك بصمة لا تُمحى في تاريخ الموسيقى البريطانية من خلال عمله مع فرقتي Stone Roses و Primal Scream. رحل مونفيلد عن عمر يناهز 63 عامًا، تاركًا وراءه إرثًا فنيًا غنيًا وذكريات لا تُنسى في قلوب محبيه. هذا المقال يستعرض مسيرة غاري مونفيلد الموسيقية وإسهاماته الجوهرية في تشكيل مشهد الروك البديل في بريطانيا.

مسيرة غاري مونفيلد المهنية: من Stone Roses إلى Primal Scream

بدأ مونفيلد، المعروف بحبه للموسيقى ومهارته الفائقة في العزف على البيس، مسيرته مع فرقة Stone Roses، التي تعتبر من أهم الفرق التي ظهرت في أواخر الثمانينيات وأوائل التسعينيات. انضم إلى التشكيلة الكلاسيكية للفرقة التي ضمت أيضًا المغني إيان براون، وعازف الجيتار جون سكواير، وعازف الدرامز آلان رين.

ألبوم The Stone Roses الأول: نقطة تحول في الموسيقى البريطانية

كان ألبوم Stone Roses الأول الذي يحمل نفس اسم الفرقة (1989) بمثابة إعلان عن ميلاد صوت جديد في الموسيقى البريطانية. مزج الألبوم ببراعة بين عناصر الروك الكلاسيكي وموسيقى الرقص، مما أثرى المشهد الموسيقي وألهم العديد من الفنانين. أغاني مثل “I Wanna Be Adored” و “She Bangs The Drums” و “I Am The Resurrection” أصبحت أيقونات جيل بأكمله، وعزف غاري مونفيلد على البيس كان جزءًا لا يتجزأ من هذا النجاح.

Second Coming والانفصال

على الرغم من النجاح الهائل للألبوم الأول، لم يحقق الألبوم الثاني “Second Coming” (1994) نفس الاستقبال النقدي والجماهيري. أدت الخلافات الداخلية بين أعضاء الفرقة في النهاية إلى تفككها عام 1996، منهية بذلك حقبة مهمة في تاريخ الروك البريطاني.

Primal Scream: فصل جديد من الإبداع

بعد انفصال Stone Roses، لم يتوقف مونفيلد عن العزف والإبداع. انضم إلى فرقة الروك الاسكتلندية Primal Scream، حيث أضاف لمسته الخاصة إلى موسيقاهم. شارك في تسجيل ألبومهم “Vanishing Point” (1997) الذي حقق نجاحًا كبيرًا، وأصبح عزفه على البيس علامة مميزة في الأغنية الرئيسية “Kowalski” المستوحاة من موسيقى الكراوتروك. استمر مونفيلد في التعاون مع Primal Scream لسنوات عديدة، مسجلاً أربعة ألبومات أخرى معهم.

إرث مونفيلد وتأثيره على موسيقى الروك البديل

ترك غاري مونفيلد بصمة واضحة على مشهد الروك البديل البريطاني. كان جزءًا من فرقة Stone Roses التي أحدثت ثورة في الموسيقى، وساهمت في ظهور حركة “Madchester” التي مهدت الطريق لظاهرة “Britpop” في التسعينيات. بالإضافة إلى ذلك، أضاف خبرته وإبداعه إلى فرقة Primal Scream، مما ساعدهم على تطوير صوتهم الفريد.

تكريم الأقران والتقدير الفني

سرعان ما انهالت التكريمات والتعازي من زملائه الفنانين بعد إعلان وفاته. عبر تيم بورجيس، المغني الرئيسي في فرقة The Charlatans، عن حزنه العميق بنشر صورة تجمعه بمونفيلد، مؤكدًا أنه كان دائمًا مصدر إلهام وابتسامة. هذا يدل على مدى تأثيره الإيجابي على محيطه الفني.

مشاريع جانبية ومستقبل واعد

لم يقتصر نشاط مونفيلد على فرقتي Stone Roses و Primal Scream فقط، بل شارك أيضًا في مشاريع جانبية أخرى. ظهر كضيف في الفيلم الوثائقي “24 Hour Party People” (2002) حول مشهد موسيقى الروك في مانشستر، وعمل مع مجموعة Freebass التي ضمت عازفي البيس البارزين آندي رورك من The Smiths وبيتر هوك من New Order. كان من المقرر أن يبدأ غاري مونفيلد جولة نقاشية في سبتمبر 2026، بعنوان “The Stone Roses, Primal Scream, And Me”، حيث كان يخطط لمشاركة قصص وتأملات حول مسيرته المهنية المتميزة.

الحياة الشخصية والرحيل المفاجئ

تزوج مونفيلد من زوجته الراحلة إيميلدا بعد قصة حب بدأت أثناء تسجيل ألبوم “Second Coming” في استوديوهات روكفيلد. أنجبا ولدين معًا، وشكلا عائلة سعيدة. الوفاة المفاجئة لمونفيلد صدمت محبيه وأصدقائه، وأنهت مسيرة فنان موهوب ترك إرثًا لا يُنسى. لم يتم الكشف عن سبب الوفاة حتى الآن.

إن رحيل غاري مونفيلد يمثل خسارة كبيرة لعالم الموسيقى، ولكن ذكراه وإسهاماته الفنية ستظل حية في قلوب محبيه إلى الأبد. يمكنكم مشاركة ذكرياتكم المفضلة عن مونفيلد أو عن فرقتي Stone Roses و Primal Scream في قسم التعليقات أدناه. كما ندعوكم إلى الاستماع إلى أعماله الموسيقية الرائعة وتخليد ذكراه من خلال مشاركتها مع الآخرين. موسيقى الروك البريطانية مدينة له بالكثير.

شاركها.
Exit mobile version