تزايدت في الآونة الأخيرة ظاهرة تجارة الحيوانات الأليفة الغريبة بشكل ملحوظ، مدفوعةً بالطلب المتزايد عبر الإنترنت وشهرة هذه الحيوانات على وسائل التواصل الاجتماعي. هذا التوسع أثار قلق دعاة الحفاظ على البيئة، الذين يطالبون بوضع لوائح أكثر صرامة لحماية الزواحف والطيور والحيوانات الأخرى التي يتم اصطيادها من البرية أو الحصول عليها بطرق غير قانونية لتلبية هذا الطلب. تنعقد حاليًا اتفاقية التجارة الدولية بأنواع الحيوانات والنباتات البرية المهددة بالانقراض (CITES) في سمرقند، أوزبكستان، لمناقشة هذه القضية وغيرها من القضايا المتعلقة بالحياة البرية.
ازدهار تجارة الحيوانات الأليفة الغريبة وتأثيرها على التنوع البيولوجي
لم تعد تجارة الحيوانات الأليفة مقتصرة على الحيوانات التقليدية مثل الكلاب والقطط. الآن، يشهد السوق إقبالاً متزايدًا على أنواع أكثر غرابة ونادرة، مثل الإغوانا من جزر غالاباغوس، والرتيلاء من أمريكا اللاتينية، والسلاحف النادرة من أفريقيا. هذا التحول يضع ضغوطًا هائلة على هذه الأنواع، خاصةً تلك المهددة بالانقراض. يشكل صيد هذه الحيوانات من موائلها الطبيعية تهديدًا مباشرًا لبقائها، ويؤدي إلى خلل في النظم البيئية.
الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي: الوقود الدافع للتجارة غير المشروعة
لطالما كانت التجارة غير المشروعة في الحياة البرية موجودة، لكن الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي فاقما المشكلة بشكل كبير. فقد أصبح الوصول إلى تجار الحياة البرية والمجرمين أسهل من أي وقت مضى، حيث يمكن للمستهلكين تصفح الآلاف من الحيوانات المتاحة للبيع بنقرة زر واحدة. الحيوانات الأليفة النادرة أصبحت سلعة رائجة، وغالبًا ما يتم تداولها بسرية تامة دون أي رقابة أو تتبع.
دور المؤثرين في زيادة الطلب
يلعب المؤثرون على وسائل التواصل الاجتماعي دورًا كبيرًا في تغذية هذا الطلب. فمن خلال عرض حيواناتهم الأليفة الغريبة لأنصارهم، فإنهم يخلقون رغبة في امتلاك هذه الحيوانات، وغالبًا ما يقللون من التحديات والمسؤوليات المرتبطة برعايتها. هذا الترويج غير المقصود يشجع على المزيد من الصيد غير القانوني ويزيد من انتشار تجارة الحيوانات الغريبة.
أمريكا اللاتينية في قلب الأزمة
تشير التقارير إلى أن أمريكا اللاتينية هي مركز رئيسي للتجارة غير المشروعة في الحيوانات الأليفة. وقد كشف تقرير صادر عن الصندوق الدولي لرعاية الحيوان (IFAW) عن مصادرة أكثر من 100 ألف حيوان بشكل غير قانوني في 18 دولة في أمريكا اللاتينية بين عامي 2017 و 2022. الزواحف، والطيور، والبرمائيات هي الأنواع الأكثر تضررًا، حيث تمثل الزواحف حوالي 60٪ من الحيوانات المصادرة.
مقترحات CITES لحماية الأنواع المهددة
في اجتماع CITES الجاري، يتم النظر في العديد من المقترحات الهادفة إلى حماية الأنواع المهددة بالتجارة المفرطة. تشمل هذه المقترحات:
- تشديد الرقابة على تجارة سلحفاة هوم ذات المفصلات الخلفية: وافق المشاركون على حظر التجارة في هذه السلحفاة المهددة بالانقراض.
- تنظيم تجارة بعض أنواع الأفاعي: يتم تقييم مقترحات لتنظيم تجارة نوعين من الأفاعي المستوطنة في إثيوبيا، ونوعين من الأفاعي المجلجلة في المكسيك.
- حماية الإغوانا من جزر غالاباغوس: يثير مقترح من الإكوادور يهدف إلى حظر تجارة الإغوانا البحرية والبرية من جزر غالاباغوس مخاوف جدية، حيث تواجه هذه الأنواع بالفعل تهديدات بيئية كبيرة.
- مستقبل تجارة الرتيلاء: على الرغم من رفض اقتراح لتنظيم تجارة أكثر من عشرة أنواع من الرتيلاء، لا تزال القضية مطروحة للنقاش.
ثغرات في نظام التصاريح وتحديات التنفيذ
على الرغم من وجود اتفاقية CITES وقواعدها، إلا أن هناك ثغرات كبيرة تسمح باستمرار التجارة غير المشروعة. أحد هذه الثغرات هو إساءة استخدام نظام التصاريح. فتجار الحيوانات الأليفة قد يحصلون على تصاريح بناءً على معلومات خاطئة حول أصل الحيوانات، مما يسمح لهم ببيع حيوانات تم صيدها من البرية بشكل غير قانوني.
بالإضافة إلى ذلك، تواجه الدول صعوبات في تطبيق القواعد واللوائح، خاصةً في ظل تزايد حجم التجارة عبر الإنترنت. يتطلب الأمر تعاونًا دوليًا أكبر وجهودًا مشتركة لضمان فعالية اتفاقية CITES وحماية الحياة البرية من الاستغلال.
الخلاصة: ضرورة التحرك العاجل لحماية الحيوانات الأليفة الغريبة
إن ازدهار تجارة الحيوانات الأليفة الغريبة يشكل تهديدًا خطيرًا للتنوع البيولوجي العالمي. يتطلب الأمر اتخاذ إجراءات عاجلة على جميع المستويات، بدءًا من تشديد الرقابة على التجارة عبر الإنترنت، وصولاً إلى زيادة الوعي العام حول مخاطر هذه التجارة، وتعزيز التعاون الدولي لضمان تطبيق القوانين واللوائح بفعالية. لا يمكننا أن نسمح بأن تصبح الحيوانات البرية مجرد سلع يتم تداولها في الأسواق السوداء، بل يجب علينا حمايتها والحفاظ عليها للأجيال القادمة. نحن بحاجة إلى دعم المقترحات المطروحة في CITES، والمطالبة بتنفيذ أكثر صرامة للقواعد واللوائح، وتشجيع الممارسات المستدامة في تجارة الحيوانات الأليفة.

