عيد الشكر هو مناسبة تجمع العائلات والأصدقاء للاحتفال بالامتنان، وتشتهر بوجبتها الدسمة والشهية. لكن وراء هذه المائدة المبهجة، تكمن مشكلة متزايدة: هدر الطعام في عيد الشكر. فوفقًا لتقديرات، يتم إهدار ما يقرب من 320 مليون جنيه إسترليني من الطعام خلال هذا العيد سنويًا، وهو ما يعادل كمية هائلة يمكن أن تساهم في إطعام المحتاجين وتقليل الأثر البيئي. يهدف هذا المقال إلى تسليط الضوء على هذه المشكلة وتقديم نصائح عملية لتقليل هدر الطعام في عيد الشكر، مما يساعدك على الاستمتاع بالعيد دون إثقال كاهل البيئة وميزانيتك.

حجم مشكلة هدر الطعام في عيد الشكر

الأرقام المتعلقة بـ هدر الطعام في عيد الشكر صادمة. تشير منظمة ReFED، وهي منظمة غير ربحية تتبع هدر الطعام، إلى أن حوالي 145 مليون كيلوجرام من الطعام يُهدر كل عام. هذا لا يعني فقط خسارة مالية للأسر، بل له تبعات بيئية وخيمة. فمعظم هذه النفايات ينتهي بها المطاف في مدافن النفايات، حيث تتحلل وتطلق غاز الميثان، وهو غاز دفيئة أقوى بكثير من ثاني أكسيد الكربون، مما يزيد من تفاقم مشكلة تغير المناخ. وكما صرحت إيفيت كابريرا، مديرة النفايات الغذائية في مجلس الدفاع عن الموارد الطبيعية، فإن هذا الهدر يعادل ما يكفي لإطعام خمسة أشخاص يعانون من انعدام الأمن الغذائي في الولايات المتحدة.

التخطيط الذكي: مفتاح الحد من الهدر

تقليل هدر الطعام في عيد الشكر لا يتطلب تغييرات جذرية في تقاليدك، بل القليل من التخطيط المسبق. يبدأ هذا التخطيط في المتجر. ينصح الشيف ومؤلف كتاب الطبخ جويل جاموران، المتخصص في الطهي باستخدام بقايا الطعام، بتقدير كميات الطعام بعناية. كمية الديك الرومي المثالية هي حوالي ربع رطل للشخص الواحد، وحوالي نصف كوب من كل طبق جانبي.

تقدير الكميات المناسبة

عند شراء الديك الرومي، ضع في اعتبارك أن وزن الطائر الكامل يشمل العظام والأحشاء. يوصي مجلس الدفاع عن الموارد الطبيعية بتقدير 0.75 رطل من الديك الرومي للشخص الواحد. بالإضافة إلى ذلك، لا تتردد في شراء المنتجات التي تقترب من تاريخ انتهاء صلاحيتها أو تلك التي تبدو مشوهة بعض الشيء، فهي غالبًا ما تكون أرخص وأكثر عرضة للهدر إذا لم يتم شراؤها.

إبداع في المطبخ: تحويل البقايا إلى وجبات شهية

بعد وجبة عيد الشكر، غالبًا ما تجد نفسك أمام كمية كبيرة من البقايا. بدلًا من التخلص منها، يمكنك تحويلها إلى وجبات جديدة ولذيذة. العديد من مكونات عيد الشكر قابلة لإعادة الاستخدام بطرق مبتكرة.

استخدام بقايا الديك الرومي

بقايا الديك الرومي لا يجب أن تقتصر على شطائر اليوم التالي. يمكنك استخدامها في تحضير مرق الديك الرومي الغني، عن طريق غلي العظام والمتبقيات في الماء مع بعض الخضروات والأعشاب. هذا المرق يمكن استخدامه في البطاطس المهروسة، أو الحساء، أو تجميده لاستخدامه لاحقًا. يقترح جاموران استخدام اللحم المتبقي في كرات اللحم أو الفطائر عن طريق فرمه وإضافة بيضة.

تحويل الخضروات إلى أطباق جديدة

لا تتجاهل قصاصات الخضروات. قمم الجزر، على سبيل المثال، يمكن استخدامها لصنع البيستو اللذيذ. قشور قرع الجوز يمكن تحميصها وتحويلها إلى خل غني بالنكهة. حتى قشور البطاطس يمكن قليها وتحويلها إلى رقائق مقرمشة.

بقايا اليقطين

فطيرة اليقطين، وهي من الحلويات التقليدية في عيد الشكر، يمكن تحويلها إلى كاري لذيذ عن طريق إضافة البصل المقلي والتوابل. صلصة التوت البري يمكن إضافتها إلى العصائر أو حتى استخدامها مع الكاتشب والخردل لإضافة نكهة منعشة.

تخزين بقايا الطعام بشكل صحيح

إذا لم تتمكن من استخدام بقايا الطعام على الفور، فمن المهم تخزينها بشكل صحيح. تأكد من وجود مساحة كافية في الثلاجة قبل بدء تحضيرات عيد الشكر. تذكر أن الأطعمة المطبوخة في المنزل لا تأتي دائمًا مع تواريخ انتهاء صلاحية واضحة، لذا اعتمد على حواسك: شمها، وانظر إليها، وتفحصها، وربما تذوقها قليلاً للتأكد من أنها لا تزال صالحة للأكل. التجميد هو أيضًا خيار ممتاز لحفظ بقايا الطعام لفترة أطول.

التخلص المسؤول من النفايات

حتى مع بذل قصارى جهدك، قد يتبقى لديك بعض النفايات التي لا يمكن استخدامها. في هذه الحالة، يعتبر التسميد خيارًا رائعًا لإبعاد هذه النفايات عن مدافن النفايات. التسميد يعيد المواد العضوية إلى التربة، مما يقلل من انبعاثات غاز الميثان ويحسن صحة التربة.

باختصار، تقليل هدر الطعام في عيد الشكر هو مسؤولية جماعية. من خلال التخطيط الذكي، والإبداع في المطبخ، والتخزين السليم، والتخلص المسؤول من النفايات، يمكننا جميعًا الاستمتاع بعيد الشكر دون المساهمة في تفاقم مشكلة هدر الطعام وتغير المناخ. شارك هذه النصائح مع عائلتك وأصدقائك، وابدأ في إحداث فرق هذا العام.

شاركها.
Exit mobile version