في عام 2025، وبينما كانت الأخبار العالمية مشغولة بالصراعات والظواهر الطبيعية، برزت لحظات إنسانية مبهجة، تمكن صحفيو وكالة أسوشيتد برس من التقاطها وروايتها. من بين هذه اللحظات، قصة انتخاب البابا ليو الرابع عشر، وهو أول بابا أمريكي، وما تبعها من اتصال مفاجئ بين البابا وشقيقه، وصولاً إلى حفل زفاف أقيم في كنيسة غارقة بالمياه، وعرض مسرحي أحيته فرقة شبابية بعد كارثة حريق غابات. هذه القصص، وغيرها، تجسد قدرة الروح البشرية على الصمود والأمل في وجه التحديات. تُظهر هذه الأحداث أهمية الصحافة الإنسانية في إبراز الجوانب المشرقة في عالم غالباً ما يركز على السلبيات.
انتخاب البابا ليو الرابع عشر: اتصال عائلي غير متوقع
كان انتخاب البابا ليو الرابع عشر حدثاً تاريخياً، وأثار اهتماماً عالمياً واسعاً. ولكن ما لم يكن أحد يتوقعه هو الطريقة التي تواصل بها البابا مع عائلته بعد اعتلائه الكرسي البابوي. كان عوبيد لامي، صحفي الفيديو في وكالة أسوشيتد برس، من بين الصحفيين الذين تواجدوا في منزل جون بريفوست، شقيق البابا، في نيو لينوكس، إلينوي، بعد الإعلان عن انتخاب أخيه.
بعد إجراء مقابلة مع بريفوست، سمع لامي رنين هاتف قادماً من الطابق السفلي. تفاجأ الجميع عندما اكتشفوا أن المتصل هو البابا ليو الرابع عشر نفسه، الذي كان يحاول التواصل مع شقيقه الأكبر. لم يتردد لامي في تشغيل كاميرته وتسجيل المكالمة التاريخية.
“كنت أرتجف لأنني لم أكن أعرف ما سيقوله البابا”، صرح لامي. “هل من المفترض أن أقول شيئًا أم لا أقول شيئًا؟” المحادثة، التي استمرت لبضع دقائق، كانت عادية تماماً، وكأنها حوار بين أي أخوين. سأل البابا عن خطط إقامة عائلته في روما، بينما كان بريفوست يخبره عن الضجة الإعلامية التي أحدثها انتخابه. هذا المشهد العفوي أظهر الجانب الإنساني للبابا، وأكد على أهمية الروابط العائلية حتى في أعلى المناصب.
لحظات فرح وسط الكوارث: حفل زفاف في الفلبين
لم تقتصر تغطية الأخبار من قبل وكالة أسوشيتد برس على الأحداث الرسمية والدينية. ففي الفلبين، تمكن المصور آرون فافيلا من التقاط صور مؤثرة لحفل زفاف أقيم في كنيسة غمرتها المياه.
بعد سنوات من تغطية الفيضانات المتكررة في الفلبين، تلقى فافيلا معلومة عن حفل زفاف سيقام في كنيسة باراسوين، شمال مانيلا، على الرغم من الفيضانات. لم يتردد في التوجه إلى هناك، حيث واجه صعوبات في الوصول بسبب ارتفاع منسوب المياه.
وجد فافيلا العروسين، جايد ريك فيرديلو وجامايكا، يتبادلان الوعود والقبلات داخل الكنيسة الغارقة. أخبره العريس أنهما مصممان على إتمام حفل الزفاف، وأن الفيضانات لم تكن كافية لإفساد فرحتهما. “لقد مررنا بالكثير. وهذه مجرد واحدة من الصعوبات التي تغلبنا عليها”، قال فيرديلو. الصور التي التقطها فافيلا تجسد قوة الحب والصمود في وجه الكوارث الطبيعية.
إحياء الأمل بعد حريق الغابات: عرض مسرحي في كاليفورنيا
في جنوب كاليفورنيا، واجهت فرقة مسرحية شبابية تحدياً كبيراً بعد أن دمر حريق غابات في Palisades مسرحهم ومنازل العديد من أعضائها. ولكن بدلاً من الاستسلام، قررت الفرقة مواصلة التدريبات وتقديم عرضها الموسيقي “Crazy for You”.
غطت المراسلة جوسلين جيكر ليلة الافتتاح، وشهدت بنفسها قوة الإرادة والتصميم لدى هؤلاء الشباب. قالت لارا غانز، مخرجة العرض، إنها أرادت أن يكون العرض بمثابة استعادة للعمل الجماعي والأمل والروتين، وإظهار للعالم أن الحياة لم تنته بعد.
كان العرض بمثابة “نور في الظلام”، كما وصفه أحد الآباء. أعرب الممثلون عن سعادتهم الغامرة بالعودة إلى المسرح، وأنهم شعروا بالقوة من خلال الغناء والرقص. وقد تلقت الفرقة دعماً كبيراً من المجتمع المحلي، بما في ذلك رسالة من صندوق عائلة جورج وإيرا غيرشوين، اللذين أشادا بصمودهم وتفانيهم. هذه القصة تؤكد على أهمية الفن والثقافة في تعزيز الأمل والصمود في المجتمعات المتضررة.
الصحافة الإنسانية: نافذة على الإنسانية
هذه القصص الثلاث، وغيرها التي غطتها وكالة أسوشيتد برس في عام 2025، تذكرنا بأهمية الصحافة الإنسانية في إبراز الجوانب المشرقة في عالم غالباً ما يركز على السلبيات. إنها تظهر لنا أن الأمل والفرح يمكن أن يوجدا حتى في أصعب الظروف، وأن الروح البشرية قادرة على التغلب على أي تحد.
من خلال رواية هذه القصص، تساعد وكالة أسوشيتد برس على بناء جسور من التفاهم والتعاطف بين الناس، وتلهمنا جميعاً لنكون أكثر إيجابية وتفاؤلاً. إنها تذكرنا بأننا جميعاً جزء من مجتمع عالمي، وأننا جميعاً مسؤولون عن دعم بعضنا البعض في أوقات الحاجة. هذه القصص ليست مجرد أخبار، بل هي شهادات على قوة الإنسانية.

