نيويورك (ا ف ب) – يواصل قطب الهيب هوب شون “ديدي” كومز معركته القانونية، حيث حث محاموه محكمة الاستئناف الفيدرالية في نيويورك على الأمر بإطلاق سراحه الفوري من السجن وإلغاء إدانته بتهم تتعلق بالدعارة. القضية، التي تثير جدلاً واسعاً حول العدالة وتأثير الأدلة الثانوية على الأحكام، تضع مستقبل ديدي كومز على المحك.
تفاصيل القضية وإدانة كومز
أدين كومز، البالغ من العمر 56 عامًا، بموجب قانون مان، وهو قانون اتحادي يحظر نقل الأشخاص عبر الولايات لأغراض جنسية. على الرغم من تبرئته من تهم التآمر للابتزاز والاتجار بالجنس، إلا أن القاضي آرون سوبرامانيان حكم عليه بالسجن لمدة أربع سنوات وشهرين، وهو حكم يعتبره محامو كومز قاسياً وغير مبرر. حالياً، يقضي كومز عقوبته في سجن فيدرالي في نيوجيرسي، ومن المقرر إطلاق سراحه في مايو 2028.
الأدلة المحيطة بالتهم المرفوضة وتأثيرها على الحكم
يركز الدفاع بشكل كبير على أن القاضي سوبرامانيان سمح للأدلة المتعلقة بالتهم التي تمت تبرئة كومز منها بالتأثير على قرار الحكم. يعتبر المحامون أن هذا الإجراء يشكل “محاولة محلفين ثالثة عشر” لإدانة كومز بناءً على اتهامات لم تثبت صحتها أمام المحكمة. ويؤكدون أن القاضي تجاوز سلطته من خلال النظر في تفاصيل هذه التهم المرفوضة عند تحديد العقوبة.
مطالبة محامو كومز بإعادة النظر في الحكم
في مذكرة قدمت إلى محكمة الاستئناف الأمريكية الثانية في مانهاتن، طالب محامو كومز بثلاثة إجراءات تصحيحية: تبرئة موكلهم، أو الأمر بإطلاق سراحه الفوري، أو على الأقل توجيه القاضي سوبرامانيان إلى تخفيف عقوبته. ويستند طلبهم إلى أن العقوبة الحالية مبالغ فيها بشكل كبير، خاصة وأن الإدانات تتعلق بجرائم دعارة أقل خطورة لا تتطلب إثبات القوة أو الاحتيال أو الإكراه.
مقارنة العقوبة بجرائم مماثلة
يشير المحامون إلى أن المدة النموذجية للسجن في قضايا مماثلة، حتى تلك التي تتضمن الإكراه، عادة ما تكون أقل من 15 شهرًا. ويجادلون بأن الحكم على ديدي كومز بالسجن لأكثر من أربع سنوات يتجاوز بكثير المعايير المتبعة في مثل هذه القضايا، مما يثير تساؤلات حول دوافع القاضي وعدالة الإجراءات.
شهادات الشهود وتفاصيل الاتهامات
خلال المحاكمة، قدمت صديقته السابقة كاساندرا “كاسي” فينتورا شهادة دامغة، حيث زعمت أن كومز أجبرها على ممارسة الجنس مع رجال آخرين مئات المرات خلال علاقتهما التي استمرت عقدًا من الزمن. كما عرضت المحكمة مقطع فيديو يظهر كومز وهو يعتدي على فينتورا في فندق بلوس أنجلوس.
شهادة “جين” والادعاءات المماثلة
قدمت شاهدة أخرى، أدلت بشهادتها تحت اسم مستعار “جين”، ادعاءات مماثلة، زاعمة أنها تعرضت للضغط لممارسة الجنس مع عمال جنسيين خلال ما وصفته بـ “ليالي الفنادق” التي كانت تغذيها المخدرات. هذه الشهادات، على الرغم من أنها لم تؤد إلى إدانة في تهم الاتجار بالجنس، إلا أنها لعبت دورًا كبيرًا في قرار القاضي بإصدار حكم قاس.
موقف القاضي سوبرامانيان
عند إصدار الحكم، رفض القاضي سوبرامانيان وصف ما حدث بأنه مجرد “تجارب حميمة بالتراضي” أو “قصة جنس ومخدرات وموسيقى الروك أند رول”. وأكد أنه يعتقد أن كومز أساء استخدام سلطته وسيطرته على حياة النساء، وأنهن تعرضن للإساءة الجسدية والعاطفية والنفسية. واعتبر القاضي أن هذه الإساءة استُخدمت لتحقيق رغبات كومز الشخصية.
مستقبل القضية وتأثيرها على صناعة الهيب هوب
تعتبر هذه القضية ذات أهمية كبيرة ليس فقط بالنسبة لـ ديدي كومز، بل أيضًا لصناعة الهيب هوب بأكملها. فالجدل الدائر حول سلوك كومز والاتهامات الموجهة إليه تلقي بظلالها على صورته العامة وعلى سمعة الصناعة. قرار محكمة الاستئناف سيكون له تأثير كبير على مستقبل كومز وعلى الطريقة التي يتم بها التعامل مع قضايا مماثلة في المستقبل. من المتوقع أن تستمع المحكمة إلى المرافعات الشفوية في وقت لاحق، مما يفتح الباب أمام المزيد من النقاشات حول العدالة والمساءلة في هذه القضية المعقدة. التركيز الآن ينصب على ما إذا كانت محكمة الاستئناف ستوافق على أن القاضي قد تجاوز سلطته وأن الأدلة الثانوية قد أثرت بشكل غير عادل على الحكم. العدالة في قضية ديدي كومز أصبحت محور اهتمام وسائل الإعلام والجمهور على حد سواء.
متابعة التطورات
سنواصل متابعة تطورات هذه القضية وتقديم آخر المستجدات. يمكنك متابعة آخر الأخبار حول ديدي كومز وقضايا مماثلة من خلال موقعنا الإلكتروني.


