تاريخ تامبا باي باكانيرز: رحلة 50 عامًا من الصعود والنجاح، تكشف عنها سلسلة “Raise The Flags”
تُعد قصة نجاح فريق تامبا باي باكانيرز (Tampa Bay Buccaneers) واحدة من أكثر القصص إثارة في عالم كرة القدم الأمريكية. من فريق يعاني من سلسلة هزائم تاريخية، إلى تحقيق لقب السوبر بول مرتين، وصولًا إلى الهيمنة على دوري NFC South، شهد الفريق تحولات جذرية. هذه التحولات، والقرارات الحاسمة التي اتخذت على مر العقود، هي محور سلسلة وثائقية جديدة بعنوان “Raise The Flags” تعرض على منصة Amazon Prime Video، وتلقي الضوء على 50 عامًا من تاريخ هذا الفريق العريق. السلسلة الوثائقية تعد المشاهدين برحلة استثنائية لاستكشاف صعود الباكانيرز، وتفاصيل لم تُروَ من قبل.
من الظلام إلى النور: بدايات صعبة وتحولات حاسمة
لم يكن طريق الباكانيرز نحو المجد مفروشًا بالورود. ففي بداية مسيرتهم، عانوا من سلسلة هزائم طويلة، بلغت 26 مباراة متتالية. هذه الفترة الصعبة شهدت قرارات مصيرية، مثل تداول لاعب كرة القدم المحترف الأسطوري ستيف يونغ، والسماح للاعبين بارزين مثل دوج ويليامز بالرحيل، ورفض التعاقد مع بو جاكسون وبيل بارسيلز في مناسبتين.
قرارات غيرت مسار الفريق
تستعرض السلسلة الوثائقية هذه اللحظات الفارقة، وتحلل تأثيرها على مسار الفريق. كما تكشف عن تفاصيل شراء الفريق من قبل عائلة جليزر، بعد وفاة هيو كولفرهاوس، الرجل الذي استثمر 16 مليون دولار في فريق التوسع. هذه القرارات، على الرغم من صعوبتها في بعض الأحيان، كانت ضرورية لإعادة تشكيل الفريق وبناء قاعدة صلبة للمستقبل.
حقبة توني دونجي: نقطة التحول في ثقافة الفريق
يعتبر تعيين توني دونجي كمدرب للفريق في عام 1996 بمثابة نقطة تحول حقيقية في تاريخ الباكانيرز. دونجي لم ينجح في تغيير مسار الفريق فحسب، بل قام أيضًا بإعادة تشكيل ثقافته، وغرس قيم جديدة من الانضباط والعمل الجاد.
إرث توني دونجي المستمر
يقول إد جليزر، المالك المشارك للفريق، أن دونجي “ربما كان أهم شخص على الإطلاق في تاريخ الباكانيرز”. ويضيف أن الاستقرار الذي جلبه دونجي للفريق لا يزال مستمرًا حتى اليوم. كما يؤكد على أهمية إرث دونجي في رد الجميل للمجتمع وتوجيه اللاعبين الشباب. على الرغم من القرار الصعب بإقالة دونجي بعد موسم 2001، إلا أن تأثيره لا يزال محسوسًا بقوة في تامبا. كرة القدم الأمريكية في تامبا لم تكن كما هي قبل دونجي.
البحث عن المدرب المناسب: من سابان إلى جرودن
بعد إقالة دونجي، بدأت عائلة جليزر في البحث عن مدرب جديد قادر على قيادة الفريق نحو المجد. خاضوا مفاوضات مع مدربين بارزين مثل بيل بارسيلز ونيك سابان، لكنهم لم يتمكنوا من التوصل إلى اتفاق.
صفقة جون جرودن التاريخية
في النهاية، قرروا التعاقد مع جون جرودن، في صفقة تاريخية كلفتهم اختيارين من الجولة الأولى واثنين من الجولة الثانية بالإضافة إلى 8 ملايين دولار. وقاد جرودن الباكانيرز إلى لقب السوبر بول الأول في عام 2003، منهيًا بذلك سنوات من الانتظار والإحباط. هذا الإنجاز التاريخي عزز مكانة الفريق في قلوب الجماهير، وأثبت أن الاستثمار في المدرب المناسب يمكن أن يؤتي ثماره.
حقبة توم برادي وما بعدها: استمرار النجاح
بعد سنوات من النجاح المتفاوت، شهد الباكانيرز عودة قوية مع انضمام توم برادي في عام 2020. وقاد برادي الفريق إلى لقب السوبر بول الثاني في عام 2021، ليؤكد بذلك أن الفريق قادر على المنافسة على أعلى المستويات.
بيكر مايفيلد والجيل الجديد
حتى بعد رحيل برادي، استمر نجاح الفريق مع بيكر مايفيلد، مما يدل على أن الفريق قد بنى قاعدة قوية من اللاعبين الموهوبين والمدربين الأكفاء. ومع ذلك، لا يزال الفريق يسعى لتحقيق اللقب الثالث، وإثبات أنه قادر على الحفاظ على مكانته كواحد من أفضل الفرق في دوري كرة القدم الأمريكية. تاريخ الباكانيرز لا يزال يُكتب.
“Raise The Flags”: نظرة شاملة من وراء الكواليس
تقدم سلسلة “Raise The Flags” نظرة شاملة من وراء الكواليس على رحلة الباكانيرز، من خلال مقابلات مع أكثر من 100 لاعبًا ومدربًا ومديرًا تنفيذيًا وشخصية إعلامية حالية وسابقة. تستعرض السلسلة اللحظات الجيدة والسيئة، والانتصارات والهزائم، والقرارات الصائبة والخاطئة.
شهادات حصرية وقصص لم تُروَ
يقول المخرج ترينت كوبر، الحائز على جائزة إيمي ثماني مرات، أن السلسلة مليئة بالقصص التي لم يسمعها المعجبون على الإطلاق. ويضيف أن الاستماع إلى شهادات اللاعبين والمدربين بدون تصفية كان أمرًا رائعًا. “Raise The Flags” ليست مجرد سلسلة وثائقية عن كرة القدم الأمريكية، بل هي قصة عن الإصرار والعزيمة والعمل الجاد، وكيف يمكن لفريق أن يتغلب على الصعاب ويحقق النجاح.
لمشاهدة السلسلة الوثائقية “Raise The Flags”، تفضل بزيارة منصة Amazon Prime Video.

