واشنطن – أثارت خطوة اتخذها مجلس إدارة مركز كينيدي للفنون المسرحية، برئاسة الرئيس السابق دونالد ترامب، جدلاً واسعاً في الولايات المتحدة. فقد صوت المجلس مؤخراً لصالح تغيير اسم المركز ليصبح “مركز ترامب كينيدي”، وهي خطوة رفضها بشدة الديمقراطيون واعتبروها تجاوزاً لسلطة المجلس. هذه القضية، التي تتعلق بـ إعادة تسمية مركز كينيدي، تبرز الصراع السياسي المستمر حول دور ترامب وتأثيره حتى بعد انتهاء فترة ولايته الرئاسية.

خلفية القرار وتصعيد الخلاف

قرار إعادة التسمية جاء مفاجئاً للكثيرين، خاصةً وأن الكونجرس الأمريكي هو الذي أطلق اسم جون كينيدي على المركز في عام 1964 بعد اغتياله. يؤكد خبراء قانونيون، مثل مؤرخ مجلس الشيوخ السابق دونالد أ. ريتشي، أن أي تغيير لاسم المركز يجب أن يتم من خلال تشريع جديد من الكونجرس، وأن القرار الحالي من مجلس الإدارة قد لا يكون قانونيًا. ومع ذلك، لم ينتظر مجلس الإدارة أي نقاش قانوني، وقام على الفور بتحديث العلامة التجارية للمركز على موقعه الإلكتروني لتعكس الاسم الجديد.

يأتي هذا القرار في سياق استمرار ترامب في مهاجمة ما يسميه بـ”الثقافة الأمريكية المستيقظة” ويدعي أنها معادية للقيم التقليدية. منذ عودته إلى المشهد السياسي، سعى ترامب إلى جعل مركز كينيدي جزءًا من هذا الصراع، وقام بتعيين حلفائه في مجلس الإدارة.

ردود الفعل السياسية العنيفة

أثار الإعلان عن إعادة تسمية مركز كينيدي غضبًا عارمًا بين الديمقراطيين. الزعيم الديمقراطي في مجلس النواب، حكيم جيفريز، صرح بأن تغيير الاسم يتطلب تصويتًا تشريعيًا من الكونجرس، وأن المجلس وحده هو الذي يملك هذه الصلاحية. وأضاف أن الإجراء الحالي هو محاولة للتحايل على القانون.

كما عبر العديد من المشرعين الديمقراطيين الآخرين عن رفضهم للقرار، واعتبروه محاولة لتقويض إرث الرئيس كينيدي. بينما أيد الجمهوريون في الكونجرس القرار، واصفين إياه بأنه “شرف مستحق” للرئيس ترامب، ومبررين ذلك بالعمل الذي قام به في تجديد وتنشيط المركز.

موقف عائلة كينيدي

لم يقتصر الرفض على الديمقراطيين في الكونجرس، بل امتد ليشمل أفراد عائلة كينيدي. ماريا شرايفر، ابنة أخت جون إف كينيدي، عبرت عن صدمتها وغضبها من سعي ترامب لإضافة اسمه إلى النصب التذكاري لعمها، واعتبرته أمرًا “يتجاوز الفهم” و”غير مقبول”. وتساءلت ما إذا كان ترامب قد يفكر في إعادة تسمية مطار جون إف كينيدي الدولي أو غيره من النصب التذكارية للرؤساء. وشقيقها، تيم شرايفر، وصف القرار بأنه “إهانة لرئيس عظيم”. على الرغم من ذلك، يُذكر أن كينيدي جونيور، أحد أبناء عمومة عائلة شرايفر، يشغل منصبًا في حكومة ترامب كوزير لوزارة الصحة والخدمات الإنسانية.

الاهتمام المتزايد بمركز كينيدي في عهد ترامب

من اللافت أن ترامب لم يبد اهتمامًا كبيرًا بمركز كينيدي خلال فترة رئاسته الأولى. لكن منذ عودته إلى السلطة، أصبح المركز محور اهتمامه. قام باستبدال أعضاء مجلس الإدارة الذين عينهم الرؤساء الديمقراطيون بمؤيديه المتحمسين، وانتخب لاحقًا رئيسًا لمجلس الإدارة.

علاوة على ذلك، انتقد ترامب البرامج السابقة للمركز واعتبرها “ليبرالية وحديثة للغاية”، وتعهد بإصلاحها. وقد حصل على أكثر من 250 مليون دولار من الكونجرس الذي يسيطر عليه الجمهوريون لتجديدات المبنى، بما في ذلك طلاء جديد ومقاعد جديدة وترقيات أخرى. وقد حضر مؤخرًا حفل افتتاح المسرحية الموسيقية “Les Misérables” واستضاف حفلًا في المركز، بعد أن تغيب عن حضور عروض سابقة خلال فترة ولايته الأولى.

وتشير التقارير إلى أن بعض العروض السياحية، بما في ذلك عرض “هاميلتون”، قد ألغيت بسبب قرار إعادة تسمية مركز كينيدي، وأن مبيعات الاشتراكات قد انخفضت. كما أن عددًا من الفنانين، مثل عيسى راي وريانون جيدينز، قد ألغوا عروضهم المقررة. (الفنون المسرحية تأثرت بشكل كبير)

المستقبل القانوني والسياسي

مستقبل هذا القرار معلق بالنتائج القانونية والسياسية المتوقعة. من المرجح أن يشهد الكونجرس نقاشات حادة، سيكون محورها تحديد ما إذا كان مجلس الإدارة قد تجاوز سلطته أم لا. في الوقت الحالي، يوجد مشروع قانون معروض على مجلس النواب، إذا تم إقراره، فسيمنح ترامب الحق في إعادة تسمية المركز. ( السياسة الأمريكية تترقب التطورات)

في الختام، قضية إعادة تسمية مركز كينيدي ليست مجرد خلاف حول اسم مبنى، بل هي رمز للصراع السياسي المستمر في الولايات المتحدة، وأداة يستخدمها ترامب لتعزيز مكانته والتأثير في الثقافة الأمريكية. من المؤكد أن هذه القضية ستستمر في إثارة الجدل والانقسام في الأسابيع والأشهر القادمة. سنتابع التطورات ونقدم لكم كافة التفاصيل.

شاركها.
Exit mobile version