سانتا في، نيو مكسيكو – في خطوة تاريخية للحفاظ على المناظر الطبيعية الخلابة التي ألهمت الفنانة العظيمة جورجيا أوكيفي، تم الإعلان عن اتفاقية حفظ جديدة تهدف إلى حماية حوالي 26 كيلومترًا مربعًا من الأراضي قرب قرية أبيكيو. تضمن هذه الاتفاقية الحفاظ على هذه البقعة الفريدة من نوعها، وتأمين وصول الزوار إلى مركز جوست رانش التعليمي، ودعم التقاليد المحلية، وذلك عبر إنشاء حقوق ارتفاق للحفظ. حماية المناظر الطبيعية هي جوهر هذه المبادرة التي تجمع بين جهود الحفاظ على البيئة والفنون والثقافة في نيو مكسيكو.

اتفاقية الحفظ: حماية إرث جورجيا أوكيفي وموطنها الطبيعي

تأتي هذه المبادرة كثمرة تعاون بين عدة جهات، بما في ذلك الكنيسة المشيخية (الولايات المتحدة الأمريكية)، ومنظمة الحفاظ على الأراضي في نيو مكسيكو، ومتحف جورجيا أوكيفي، بالإضافة إلى دعم حكومة ولاية نيو مكسيكو. والهدف الأساسي هو حماية الأراضي التي كانت مصدر إلهام لا يضاهى لأعمال جورجيا أوكيفي، وتحديدًا تلك المناظر الصحراوية المتميزة التي اشتهرت بها لوحاتها.

تشمل المرحلة الأولى من الخطة حقوق ارتفاق للحفظ عبر مساحة واسعة من الأراضي، تمتد من واجهة خزان المياه إلى الأراضي العشبية المحلية وصولًا إلى عتبة أحد المنازل التي كانت مملوكة للفنانة أوكيفي. على الرغم من أن هذا المنزل، إلى جانب منزلها واستديوها الرئيسيين في أبيكيو، يقعان خارج منطقة الحفظ المحددة، إلا أن الاتفاقية تضمن الحفاظ على المنظر الطبيعي المحيط بهما، وهو جزء لا يتجزأ من إرث الفنانة. يعد هذا المنظر، بمساراته الصحراوية، ومنحدرات الحجر الرملي، وقمة سيرو بيدرنال البعيدة، من أبرز معالم نيو مكسيكو.

القيمة البيئية والثقافية للمنطقة

صرح جوناثان هايدن، المدير التنفيذي لمنظمة الحفاظ على الأراضي في نيو مكسيكو، بأن المنطقة تتمتع بقيمة بيئية هائلة، وذلك بفضل “الجيولوجيا الملونة الصارخة والمراعي الخضراء التي تمتد مباشرة إلى نهر تشاما وبحيرة أبيكيو”. تعد هذه المنطقة موطنًا لتنوع بيولوجي فريد، كما أنها ذات أهمية ثقافية كبيرة، حيث تتبع العديد من مجتمعات الأمريكيين الأصليين جذورها إلى هذه البقعة من شمال نيو مكسيكو. الحفاظ على التراث الثقافي جنبًا إلى جنب مع حماية البيئة هو أحد أهم الأهداف التي تسعى إليها هذه الاتفاقية.

دعم المخاطر البرامج الحالية والحفاظ على التقاليد

إن اتفاقية الحفظ لا تهدف فقط إلى منع التنمية الحديثة المحتملة التي قد تؤدي إلى تغيير ملامح المنطقة، بل تهدف أيضًا إلى دعم البرامج الحالية والحفاظ على التقاليد المحلية. فقد كانت هذه الأراضي تستخدم على مر السنين كمواقع لتصوير الأفلام، بما في ذلك تصوير فيلم “أوبنهايمر” الناجح عام 2024، حيث تم استخدامها لإعادة تمثيل مختبرات لوس ألاموس خلال فترة الحرب العالمية الثانية. وتضمن الاتفاقية استمرار السماح بالتصوير السينمائي.

بالإضافة إلى ذلك، تحافظ الاتفاقية على ممارسة الرعي الشتوي التقليدية التي يقوم بها المزارعون المحليون الذين يرعون قطعانهم الصغيرة من الجبال مع حلول فصل الشتاء. هذا الدعم للأنشطة التقليدية يضمن استدامة المنطقة وحماية سبل عيش المجتمعات المحلية، مما يعزز السياحة المستدامة ويحافظ على الطابع الأصيل للمنطقة.

تمويل حكومي ودعم متزايد للخطة

تستفيد الخطة من دعم كبير من ولاية نيو مكسيكو، من خلال صندوق أنشأه مشرعو الولاية عام 2023. ويوفر هذا الصندوق منحة حكومية قدرها 920 ألف دولار أمريكي، والتي ستستخدم في تمويل مسوحات حقوق الارتفاق وتكاليف المعاملات، بالإضافة إلى توفير الدعم المالي لمؤسسة الكنيسة المشيخية. ستستخدم المؤسسة هذا الدعم للحفاظ على العقارات وتطوير البرامج التعليمية والترفيهية في مركز جوست رانش التعليمي والسياحي المجاور.

يهدف مركز جوست رانش إلى استضافة حوالي 10,000 زائر سنويًا للمشاركة في الخلوات الروحية والفنية والأدبية، بالإضافة إلى ضعف هذا العدد من الزوار النهاريين. تشكل هاتان المرحلتان الأوليتان من خطة الحفظ جزءًا من مبادرة أوسع نطاقًا تهدف إلى حماية أكثر من 78 كيلومترًا مربعًا من المنطقة من خلال حقوق ارتفاق للحفظ ونقل الأراضي العامة، بدعم من مؤسسة واحدة على الأقل للحياة البرية. ويطمح القائمون على المشروع إلى توسيع نطاق الحماية ليشمل ضفاف نهر تشاما والحفاظ على المزيد من موائل الحياة البرية.

مستقبل واعد لحماية المناظر الطبيعية في نيو مكسيكو

تمثل هذه الاتفاقية نقطة تحول في جهود الحفاظ على البيئة في نيو مكسيكو، وتظهر التزامًا قويًا بحماية المناظر الطبيعية الفريدة من نوعها التي تجعل هذه الولاية محط إعجاب العالم. وبالنظر إلى أهمية هذه المنطقة للفنانة جورجيا أوكيفي، ولتاريخ وثقافة المنطقة، فإن هذه المبادرة تضمن الحفاظ على هذا الإرث للأجيال القادمة.

نشجع القراء على زيارة متحف جورجيا أوكيفي في سانتا في، ومعرفة المزيد عن عملها، واستكشاف المناظر الطبيعية الخلابة التي ألهمتها. كما ندعوكم إلى دعم منظمات الحفاظ على الأراضي التي تعمل بلا كلل لحماية البيئة والتراث الثقافي في نيو مكسيكو. من خلال العمل معًا، يمكننا ضمان مستقبل مستدام لهذه البقعة الفريدة من العالم.

شاركها.
Exit mobile version