نيويورك على أعتاب ثورة الكازينوهات: ثلاثة منتجعات ضخمة تحصل على الضوء الأخضر

تستعد مدينة نيويورك لاستقبال فصل جديد من الترفيه والسياحة مع منح تراخيص لثلاثة مشاريع كازينو ضخمة، ستجلب معها على الأرجح أسلوب لاس فيغاس المذهل إلى ولاية نيويورك. هذه المواقع المنتشرة في مناطق مختلفة من المدينة، بعيدًا عن صخب مانهاتن، تعد بتحويل المشهد الاقتصادي والترفيهي، وتقديم فوائد كبيرة من خلال الوظائف والإيرادات الضريبية والاستثمارات في البنية التحتية. محور هذا التحول هو الكازينوهات في نيويورك، وهي خطوة جريئة تهدف إلى تعزيز النمو الاقتصادي للولاية وتوسيع خيارات الترفيه المتاحة.

المواقع الثلاثة التي ستغير وجه نيويورك

القرار التاريخي، الذي اتخذته لجنة الألعاب بالولاية يوم الاثنين، يحدد بالضبط أين ستقام هذه الصروح الترفيهية الجديدة. المواقع المحددة هي:

  • ملعب نيويورك ميتس في كوينز: سيشهد هذا الملعب الشهير بناء كازينو متكامل مع أماكن للعروض والفنادق والمساحات التجارية.
  • ملعب جولف برونكس (Ferry Point Golf Course): هذا الموقع، الذي كان يملكه الرئيس السابق دونالد ترامب، سيتحول إلى منتجع كازينو فاخر يضم فندقًا ومركزًا للمؤتمرات والفعاليات.
  • صالة ألعاب القمار في Aqueduct Race Track (كوينز): ستشهد هذه الصالة توسعًا كبيرًا، لتتحول إلى كازينو متكامل الخدمات مع فندق وخيارات متنوعة لتناول الطعام والترفيه.

هذه الاختيارات تعكس رغبة الولاية في توزيع الفوائد الاقتصادية على نطاق أوسع، بعيدًا عن الازدحام السياحي في مانهاتن.

شروط الترخيص والمراقبة الصارمة

لم تكن الموافقة على هذه المشاريع مجرد قرار بسيط. فقد اشترطت لجنة الألعاب بالولاية على كل شركة فائزة بتعيين مراقب خارجي مستقل. سيقدم هذا المراقب تقارير دورية للجنة، تضمن التزام الشركات بجميع التزاماتها المالية والقانونية. الأمر لا يتوقف عند هذا الحد؛ بل يتطلب أيضًا الوفاء بالاستثمارات الموعودة التي قدمتها الشركات للمجتمعات المحلية المحيطة بها.

بريان أودوير، رئيس اللجنة، أكد على أهمية هذه المراقبة، قائلاً إن الولاية تتطلع إلى تحقيق “الوعد بتوفير الوظائف وتحسين البنية التحتية وعائدات الألعاب”. وأضاف موجهًا حديثه لممثلي المشاريع: “أمامكم جميعًا مهمة مهمة، ويمكنكم التأكد من أن هذه اللجنة تتحمل مسؤوليتنا في إبقاء أقدامكم على النار باحترام كبير”. هذا التأكيد على المسؤولية والرقابة يعكس حرص الولاية على ضمان استفادة المجتمع بشكل كامل من هذه المشاريع.

تأثير اقتصادي ضخم وتوقعات إيجابية

تتوقع حاكمة نيويورك، كاثي هوشول، أن تضخ هذه المشاريع مليارات الدولارات في مختلف قطاعات الولاية. وتشمل هذه الاستثمارات أنظمة النقل والتعليم، بالإضافة إلى خلق عشرات الآلاف من فرص العمل الجديدة. إن بناء منتجعات الكازينو ليس فقط مشروعًا ترفيهيًا، بل هو محفز اقتصادي قوي.

من المتوقع أن تولد الكازينوهات الثلاث مجتمعة ما يقرب من 7 مليارات دولار من عائدات ضرائب القمار بين عامي 2027 و2036، بالإضافة إلى 1.5 مليار دولار من رسوم الترخيص وحدها. وتضيف التقديرات 6 مليارات دولار أخرى في شكل ضرائب حكومية ومحلية، مما يعزز بشكل كبير الإيرادات العامة للولاية.

معارضة مستمرة وتحديات مستقبلية

على الرغم من الإيجابية الواسعة، لم يخلُ قرار منح التراخيص من معارضة. مجموعة من المتظاهرين المعارضين لخطة هارد روك، بقيادة الملياردير ستيف كوهين، تعهدوا بمواصلة معركتهم القانونية. هؤلاء المعارضون، بالإضافة إلى آخرين، يعربون عن قلقهم من أن هذه المشاريع قد تؤدي إلى تفاقم مشكلة إدمان القمار وزيادة الأضرار الاجتماعية المرتبطة بها.

هذا الجدل يسلط الضوء على أهمية معالجة المخاوف المرتبطة بالإدمان على القمار وضمان توفير موارد كافية لعلاج هذه المشكلة.

صفقة ترامب غير المتوقعة

وبشكل غير متوقع، قد يستفيد الرئيس السابق دونالد ترامب من هذا القرار. عندما قامت شركة Bally بشراء حقوق تشغيل ملعب فيري بوينت للجولف من منظمة ترامب في عام 2023، تم الاتفاق على دفع مبلغ إضافي قدره 115 مليون دولار إذا فازت الشركة برخصة الكازينو. هذا يعني أن ترامب قد يحصل على مكاسب مالية كبيرة غير متوقعة نتيجة لهذا المشروع.

خاتمة

يمثل قرار منح تراخيص الكازينوهات في مدينة نيويورك علامة فارقة في تاريخ الولاية. فهو ليس فقط إضافة جديدة إلى المشهد الترفيهي، بل هو استثمار استراتيجي في النمو الاقتصادي وخلق فرص العمل. على الرغم من وجود بعض المخاوف والتحديات، إلا أن الإمكانات الكامنة في هذه المشاريع هائلة. سيكون من المثير للاهتمام متابعة تطور هذه المشاريع وكيف ستساهم في تغيير وجه نيويورك في السنوات القادمة. فهل ستصبح نيويورك الوجهة الجديدة لعشاق القمار والترفيه؟ الأيام القادمة كفيلة بالإجابة.

Secondary Keywords used:

  • منتجعات الكازينو
  • عائدات ضرائب القمار
  • الاستثمارات في البنية التحتية.
شاركها.
Exit mobile version