على الرغم من شهرته الواسعة في الآونة الأخيرة بصوته المميز في برنامج “Monday Night Football” على قناة ESPN، إلا أن مسيرة جو باك الإذاعية العريقة بدأت في عالم البيسبول، وشملت تغطية معظم مباريات بطولة العالم على شاشة التلفزيون. هذا الإنجاز التاريخي تجسد يوم الأربعاء عندما تلقى باك مكالمة هاتفية أعلنت حصوله على جائزة Ford C. Frick للتميز في البث من قاعة مشاهير البيسبول، وهي جائزة طالما حلم بها. هذا التكريم ليس مجرد اعتراف بمسيرته المهنية فحسب، بل هو أيضاً إرث عائلي يزداد تألقاً.
تكريم تاريخي: جو باك ينضم إلى والده في قاعة المشاهير
جو باك ليس فقط الحائز رقم 50 على جائزة فريك المرموقة، بل هو أيضاً يشارك والده، جاك باك، هذا الشرف الفريد، ليصبحا أول ثنائي أب وابن يفوزان بهذه الجائزة. جاك باك، الذي كان صوتاً أيقونياً لفريق سانت لويس كاردينالز من عام 1954 حتى 2001، وشغل منصب المذيع الرئيسي لبرنامج البيسبول على شبكة CBS في عامي 1990 و1991، حصل على الجائزة في عام 1987.
باك عبّر عن دهشته وسعادته العميقة بهذا التكريم، قائلاً: “لقد صدمت من نواحٍ عديدة. لم أكن أعتقد أن هذا سيأتي الآن.” وأضاف، مسترجعاً ذكرياته مع والده: “أفضل ذكرياتي عن والدي كمذيع رئيسي لدوري البيسبول كانت في عام 1987 في كوبرستاون، نيويورك، وما يعنيه ذلك بالنسبة له، وما يعنيه لعائلتنا أن نراه يحصل على الجائزة. أن نرى الفرحة والفخر الذي كان يشعر به لما فعله.”
مسيرة مهنية حافلة بالإنجازات في عالم الرياضة
سيتم تكريم جو باك خلال حفل توزيع الجوائز الذي سيقام في 25 يوليو 2026 في كوبرستاون، قبيل الاحتفالات التعريفية بيوم واحد. في سن 56 عاماً، يصبح باك ثاني أصغر فائز بجائزة فريك، متفوقاً على فين سكالي بفارق بسيط.
نشأ باك في سانت لويس، حيث بدأ شغفه بالرياضة، وتحديداً الرياضات البثية. بعد تخرجه من جامعة إنديانا، عمل في تغطية مباريات Triple-A لفريق Louisville Redbirds في عامي 1989 و1990. ثم انضم إلى والده في برنامج Cardinals الإذاعي في عام 1991، واستمر في هذا الدور حتى عام 2007. رحيل جاك باك في يونيو 2002 كان خسارة كبيرة، لكن إرثه استمر في إلهام جو.
إرث عائلي وشغف لا ينتهي بالبيسبول
باك يصف والده بأنه “أبي وصديقي الأفضل”، ويعبر عن امتنانه لوالده ولأمه، كارول باك، على الدعم الذي قدموه له طوال مسيرته. ويقول: “أعتقد أن أعظم هدية قدمها لي والدي هي السماح لي بأن أكون في الغرفة معه.” ويضيف: “أنا سعيد لأنني عندما كنت طفلاً اهتممت به وأردت أن أكون معه.”
على الرغم من نجاحه في كرة القدم الأمريكية مع ESPN، إلا أن باك يؤكد أن البيسبول يظل في صميم قلبه. “أعتقد أن نفسي مذيع في لعبة البيسبول ربما أولاً لأن هذا هو أكثر ما كنت أتواجد فيه. أحب اللعبة. أنا من محبي اللعبة.” ويستمر في الحلم بأن يكون مذيعاً للبيسبول، حتى في أحلامه.
جائزة فريك: تقدير لمسيرة طويلة في البث الرياضي
بالإضافة إلى جائزة فريك، أصبح باك المذيع السادس الذي يفوز أيضاً بجائزة بيت روزيل للراديو والتلفزيون التي تقدمها قاعة مشاهير كرة القدم المحترفة. هذا الإنجاز يضعه في مصاف العمالقة في عالم البث الرياضي.
للتأهل لجائزة فريك، يجب أن يكون المذيع قد أمضى 10 سنوات متواصلة في البث مع شبكة أو فريق. يتم اختيار المرشحين من قبل لجنة فرعية تضم فائزين سابقين ومؤرخين في مجال البث. من بين المرشحين الجدد هذا العام كان جون روني من سانت لويس كاردينالز وبريان أندرسون من ميلووكي برويرز.
أرقام قياسية في تغطية بطولة العالم
تغطية جو باك لـ 135 مباراة في بطولة العالم تجعله واحداً من ستة مذيعين أمريكيين في لعبة تلو الأخرى يصلون إلى علامة القرن في تغطية البطولات الكبرى، بما في ذلك بطولة العالم، ونهائيات الدوري الاميركي للمحترفين، ونهائيات كأس ستانلي. هذا الإنجاز يعكس تفانيه وشغفه بالبث الرياضي على مدى عقود.
الخلاصة
فوز جو باك بجائزة Ford C. Frick هو تتويج لمسيرة مهنية استثنائية في عالم الرياضة، وخاصة البيسبول. إنه اعتراف بموهبته وتفانيه وشغفه باللعبة، وإرث عائلي يزداد فخراً. باك يمثل نموذجاً للمذيع الرياضي المتميز، الذي يجمع بين المعرفة والمهارة والشخصية الجذابة. نتمنى له المزيد من النجاح والتألق في مسيرته المهنية، ونتطلع إلى الاستماع إلى صوته المميز في عالم الرياضة لسنوات قادمة.

