بالم سبرينغز، كاليفورنيا (أ ف ب) – رحل عن عالمنا أودو كير، الممثل الألماني ذو النظرة الثاقبة والجاذبية الفريدة التي جعلته أيقونة سينمائية محببة لدى كبار المخرجين، عن عمر يناهز 81 عامًا. الخبر نُشر يوم الأحد، وأكد شريكه الفنان ديلبرت ماكبرايد الوفاة في بالم سبرينغز، كاليفورنيا. لم يقتصر تأثير كير على السينما الفنية، بل امتد ليشمل أفلامًا هوليوودية ناجحة، مما جعله شخصية متعددة الأوجه في عالم الفن والتمثيل.
مسيرة أودو كير الفنية: من آندي وارهول إلى هوليوود
بدأ أودو كير مسيرته الفنية كوجه مفضل في عالم الفن، قبل أن يقتحم عالم السينما. تعاون مع شخصيات بارزة مثل آندي وارهول، وجوس فان سانت، ولارس فون ترير، تاركًا بصمة لا تُمحى في أعمالهم. كانت نظرته المميزة وحضوره القوي على الشاشة هي ما لفت انتباه هؤلاء المخرجين، وجعلته عنصرًا أساسيًا في رؤاهم الفنية.
بدايات مبكرة مع وارهول وفان سانت
حقق كير شهرة واسعة من خلال مشاركته في فيلمين من إنتاج آندي وارهول وإخراج بول موريسي: “Flesh for Frankenstein” (1973) و “Blood for Dracula” (1974). هذان الفيلمان، اللذان يتميزان بجمالياتهما الفريدة وجرأتهما، ساهمت في ترسيخ مكانة كير كشخصية مثيرة للجدل وموهوبة في الوقت ذاته. لاحقًا، قدمه المخرج جوس فان سانت إلى جمهور أوسع من خلال فيلمه “My Own Private Idaho” (1991)، الذي شارك فيه كل من ريفر فينيكس وكيانو ريفز.
التعاون مع لارس فون ترير
لم يتوقف تأثير فون سانت عند هذا الحد، فقد ساهم أيضًا في حصول كير على تصريح عمل أمريكي وعضوية في نقابة ممثلي الشاشة. هذا الأمر فتح له الأبواب للمشاركة في العديد من الأفلام الهوليوودية الناجحة في التسعينيات. لكن ربما كان أكثر التعاونات تأثيرًا هي تلك التي جمعته بالمخرج الدنماركي لارس فون ترير، حيث شارك في فيلمه التلفزيوني الشهير “The Kingdom” بالإضافة إلى أفلام أخرى مثل “Dancer in the Dark” و “Dogville” و “Melancholia”. هذه الأعمال أظهرت قدرة أودو كير على التكيف مع مختلف الأساليب الإخراجية والتعبير عن مجموعة واسعة من المشاعر.
أودو كير في هوليوود: مفاجأة لطيفة
لم يكن دخول أودو كير إلى عالم هوليوود أمرًا متوقعًا بالنظر إلى مسيرته الفنية السابقة. لكن بفضل المخرج جوس فان سانت الذي مهد له الطريق، تمكن كير من الحصول على فرصة لعرض موهبته أمام جمهور جديد. شارك في عدد من الأفلام الهوليوودية الرائجة في التسعينيات، بما في ذلك “Armageddon” (1998) و “Blade” (1998) و “Barb Wire” (1996) و “Johnny Mnemonic” (1995). على الرغم من أن هذه الأدوار لم تكن دائمًا رئيسية، إلا أنها ساهمت في تعزيز شهرته وتقديره كممثل موهوب.
مشاركة غير متوقعة في “Ace Ventura”
من بين الأدوار التي لفتت الانتباه بشكل خاص، دوره في فيلم “Ace Ventura: Pet Detective” (1994) مع جيم كاري. على الرغم من أن دوره كان صغيرًا، إلا أنه تميز بشخصيته الغريبة والمميزة، وترك انطباعًا لا يُنسى لدى المشاهدين. هذا الفيلم أثبت أن كير قادر على المزج بين الكوميديا والدراما، وأن لديه القدرة على جذب الانتباه مهما كان حجم الدور.
آخر أعماله والإرث الذي تركه
كان آخر أعمال أودو كير هو فيلم الإثارة السياسي البرازيلي “The Bureau” (2023)، والذي يُشاع أنه قد يتنافس على جوائز الأوسكار الموسم المقبل. يبقى هذا الفيلم بمثابة شهادة على استمراریة موهبته وتألقه حتى آخر لحظة.
ولد كير في كولونيا بألمانيا عام 1944، وهاجر إلى لندن في سن 18 عامًا، حيث اكتشفه المغني والمخرج السينمائي مايكل سارن. عاش كير في بالم سبرينغز منذ أوائل التسعينيات، وكان شخصية محبوبة ومشاركة في الحياة المحلية، حيث استضاف الحفلات السنوية لمهرجان الفيلم في المنطقة.
رحل أودو كير تاركًا وراءه إرثًا فنيًا غنيًا ومتنوعًا. سيظل يُذكر كواحد من أكثر الممثلين تميزًا وإثارة للفضول في جيله، وكشخصية ساهمت في تشكيل ملامح السينما الفنية والتجارية على حد سواء. كما سيظل حضوره الفريد وقدرته على جذب الانتباه مصدر إلهام للأجيال القادمة من الممثلين والفنانين.
The following code snippet does not belong to the article and used as a marker.
window.fbAsyncInit = function() {
FB.init({
appId : '870613919693099',
xfbml : true,
version : 'v2.9'
});
};
(function(d, s, id){
var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)(0);
if (d.getElementById(id)) {return;}
js = d.createElement(s); js.id = id;
js.src = “https://connect.facebook.net/en_US/sdk.js“;
fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs);
}(document, ‘script’, ‘facebook-jssdk’));

