في مفاجأة لافتة، كشف البابا فرانسيس عن هوايته السرية: لعبه لعبة “Wordle” الشهيرة يوميًا. هذا الإعلان، الذي جاء خلال اجتماع افتراضي مع الشباب الكاثوليك الأمريكيين، أثار اهتمامًا واسعًا وأظهر جانبًا إنسانيًا من شخصية البابا. هذا اللقاء، الذي ركز بشكل أساسي على تأثير التكنولوجيا على حياة الشباب، سلط الضوء على أهمية الاستخدام المسؤول للذكاء الاصطناعي ووسائل التواصل الاجتماعي، وكيف يمكن لهذه الأدوات أن تعزز الإيمان والعلاقات الإنسانية الحقيقية. الذكاء الاصطناعي و وسائل التواصل الاجتماعي هما موضوعان رئيسيان ناقشهما البابا مع الشباب.
البابا فرانسيس يكشف عن استراتيجيته في لعبة Wordle
خلال الجلسة الافتراضية التي جمعته بالشباب الكاثوليك الأمريكيين، والتي عُقدت عبر بث مباشر من الإذاعة الكاثوليكية الأمريكية EWTN، كشف البابا فرانسيس عن سرّه الخاص. عندما سُئل عن استراتيجيته في لعبة “Wordle”، وهي اللعبة التي تعتمد على تخمين كلمة مكونة من خمسة أحرف في ست محاولات، أجاب البابا ببساطة: “أستخدم كلمة مختلفة لـ Wordle كل يوم، لذلك لا توجد كلمة بداية محددة.”
هذا الكشف، الذي جاء بشكل عفوي، أثار ضحك وتفاعل الحضور. وكان شقيق البابا، جون بريفوست، قد كشف سابقًا أن البابا يلعب “Wordle” يوميًا وأن الأخوين يقارنان نتائجهما، كما يفعل العديد من الأصدقاء والعائلة. هذه المعلومة أضافت لمسة شخصية إلى صورة البابا، وأظهرت أنه يشارك في الأنشطة الترفيهية الحديثة مثل أي شخص آخر.
لعبة Wordle: ظاهرة عالمية
“Wordle” هي لعبة ألغاز بسيطة ومجانية على الإنترنت اكتسبت شعبية هائلة في جميع أنحاء العالم. تعتمد اللعبة على تخمين كلمة مكونة من خمسة أحرف في ست محاولات فقط، دون أي تلميحات. بسبب بساطتها وإدمانها، جذبت اللعبة ملايين اللاعبين يوميًا، وأصبحت ظاهرة ثقافية عالمية.
تأثير التكنولوجيا على الشباب: رؤية البابا فرانسيس
بعد الكشف عن هوايته في لعبة “Wordle”، انتقل البابا فرانسيس إلى مناقشة موضوع أكثر جدية: تأثير التكنولوجيا على حياة الشباب. وأكد البابا على أن وسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن تكون أداة رائعة للبقاء على اتصال وحتى تعميق الإيمان، مشيرًا إلى أنه كان هو نفسه مستخدمًا لتويتر قبل انتخابه.
ومع ذلك، حذر البابا من أن وسائل التواصل الاجتماعي لا يمكن أن تحل محل العلاقات الإنسانية الحقيقية. وشدد على أهمية التوازن بين الحياة الرقمية والحياة الواقعية، وحث الشباب على أن يحذوا حذو القديس كارلو أكوتيس، وهو مؤثر كاثوليكي مراهق تم إعلان قداسته مؤخرًا.
القديس كارلو أكوتيس: نموذج للاستخدام المسؤول للتكنولوجيا
القديس كارلو أكوتيس، الذي توفي في سن 15 عامًا، كان معروفًا بشغفه بألعاب الفيديو والبرمجة. ومع ذلك، كان يضع حدودًا لوقته أمام الشاشة للتأكد من أن ألعاب الفيديو لا تحتكر وقت فراغه. كان يخصص وقتًا للصلاة والعمل الخيري والعلاقات الاجتماعية.
وقال البابا فرانسيس: “أشجعكم على أن تحذو حذو كارلو أكوتيس. كن متعمدًا فيما يتعلق بالوقت الذي تقضيه أمام الشاشة. تأكد من أن التكنولوجيا تخدم حياتك وليس العكس.” هذه النصيحة تعكس رؤية البابا للاستخدام المسؤول للتكنولوجيا، والتي تركز على تحقيق التوازن بين الاستفادة من مزاياها وتجنب مخاطرها.
الذكاء الاصطناعي: أداة قوية تتطلب مسؤولية
بالإضافة إلى وسائل التواصل الاجتماعي، تناول البابا فرانسيس موضوع الذكاء الاصطناعي، واصفًا إياه بأنه أولوية بالنسبة له. وأكد على أن الذكاء الاصطناعي هو أداة قوية يمكن أن تساعد في حل العديد من المشكلات، ولكن يجب استخدامه بمسؤولية.
وحذر البابا من أن الذكاء الاصطناعي لا يجب أن يتدخل في نضج الشباب ليصبحوا بالغين قادرين على اتخاذ الخيارات بأنفسهم. وقال: “استخدام الذكاء الاصطناعي بطريقة مسؤولة يعني استخدامه بطرق تساعدك على النمو.” وأضاف ضاحكًا: “يمكن للذكاء الاصطناعي معالجة المعلومات بسرعة، لكنه لا يستطيع أن يحل محل الذكاء البشري. ولا تطلب منه أن يقوم بأداء واجباتك المنزلية نيابةً عنك.”
في الختام، أظهر اللقاء الافتراضي للبابا فرانسيس مع الشباب الكاثوليك الأمريكيين جانبًا إنسانيًا من شخصيته، وأكد على أهمية الاستخدام المسؤول للتكنولوجيا، سواء كانت “Wordle” أو وسائل التواصل الاجتماعي أو الذكاء الاصطناعي. إن رسالة البابا واضحة: التكنولوجيا يمكن أن تكون أداة قوية لخدمة الإنسانية، ولكن يجب استخدامها بحكمة وتوازن، مع الحفاظ على العلاقات الإنسانية الحقيقية وتعزيز النمو الروحي والشخصي. ندعوكم لمشاركة هذا المقال مع أصدقائكم وعائلاتكم، والانضمام إلى النقاش حول كيفية الاستفادة من التكنولوجيا بشكل إيجابي في حياتنا.

