في تطور مثير للجدل، فرضت شرطة لوس أنجلوس حظرًا أمنيًا يمنع مكتب الطبيب الشرعي في مقاطعة لوس أنجلوس من الكشف عن تفاصيل تتعلق بوفاة سيليست ريفاس هيرنانديز، وهي فتاة مراهقة تبلغ من العمر 15 عامًا، والتي عُثر على جثتها في سيارة تيسلا مسجلة باسم المغني الصاعد d4vd. يأتي هذا الإجراء في الوقت الذي تتزايد فيه التكهنات حول ظروف وفاتها، وتتركز الشكوك حول المغني الشاب. هذا الحظر يثير تساؤلات حول الشفافية في التحقيقات وتأثيرها على الرأي العام، ويهدد بإعاقة الوصول إلى المعلومات الأساسية حول هذه القضية المأساوية.

تفاصيل القضية وحظر النشر

عُثر على جثة ريفاس هيرنانديز في الثامن من سبتمبر داخل سيارة تيسلا في لوس أنجلوس، بعد أيام قليلة من عيد ميلادها الخامس عشر. ووفقًا لتقارير إعلامية متعددة، فإن السيارة مملوكة لـ d4vd، واسمه الحقيقي ديفيد أنتوني بيرك، وهو مغني بوب بديل يبلغ من العمر 20 عامًا. سرعان ما أعلنت عدة محطات تلفزيونية في لوس أنجلوس أن الشرطة تعتبر d4vd “شخصًا مهتمًا” بالتحقيق، مستندةً إلى مصادر لم يتم الكشف عن هويتها.

لكن، في تطور مفاجئ، أصدر مكتب الفحص الطبي بيانًا رسميًا يوم الاثنين، يؤكد تلقيه “أمرًا من المحكمة، بمبادرة من إدارة شرطة لوس أنجلوس، لوضع حجز أمني” على القضية. وبموجب هذا الأمر، يُمنع المكتب من نشر أو الكشف عن أي معلومات تتعلق بالقضية، بما في ذلك سبب الوفاة وطريقة حدوثها، وأي تفاصيل موجودة في تقرير الطبيب الشرعي، سواء على موقعه الإلكتروني أو لأي جهة أخرى، حتى إشعار آخر.

دوافع الشرطة وراء حظر النشر

أكد الكابتن مايك بلاند من شرطة لوس أنجلوس أن الهدف من هذا الإجراء الأمني ليس تقويض الشفافية، بل الحفاظ على نزاهة التحقيق الجاري. أوضح بلاند أن الحجز الأمني يهدف إلى منع تسرب المعلومات إلى وسائل الإعلام والجمهور قبل أن يتمكن المحققون من جمع كافة الأدلة وتجميع الحقائق بشكل كامل.

“نريد أن يتمكن محققونا في قسم جرائم القتل والسرقة من الحصول على المعلومات بشكل كامل ودقيق، دون أي تأثير من الضغط الإعلامي أو الرأي العام” كما صرح بلاند. هذا التأكيد يعكس قلق الشرطة من إمكانية تلوث الأدلة أو التأثير على شهادات الشهود في حال تم الكشف عن تفاصيل التحقيق.

ردود فعل مكتب الطبيب الشرعي والمجتمع

أعرب الدكتور أودي أوكبو، كبير الفاحصين الطبيين، عن دهشته من هذا الإجراء، مشيرًا إلى أنه “لم يُسمع به فعليًا في مقاطعات أخرى” في كاليفورنيا. وأكد أوكبو التزام مكتبه بالشفافية الكاملة في خدمة المجتمع، ولكنه أوضح أن القانون يمنعهم من الامتثال لأي طلب للكشف عن المعلومات طالما أن أمر المحكمة ساري المفعول.

في بيان سابق صدر في سبتمبر، ذكر مكتب الطبيب الشرعي أن جثة ريفاس هيرنانديز كانت “متحللة بشدة”، مما يشير إلى أنها “ماتت داخل السيارة لفترة طويلة قبل العثور عليها”. هذه التفاصيل الأولية زادت من حجم الغموض والإثارة حول القضية.

وضع d4vd وتأثير القضية على مسيرته الفنية

كما ذكرنا سابقًا، تُعتبر d4vd شخصًا مهتمًا بالتحقيق، ولكن لم يتم تأكيد ذلك رسميًا من قبل الشرطة. محاميه، بلير بيرك، لم يرد بعد على طلبات التعليق حول هذا الأمر.

أصبح d4vd معروفًا على نطاق واسع بفضل أغنيته “Romantic Homicide” التي حققت نجاحًا كبيرًا على تطبيق TikTok في عام 2022، ووصلت إلى المرتبة الرابعة في قائمة Billboard لأفضل أغاني الروك والبديل. وقد تمكن من توقيع عقد مع شركتي Darkroom وInterscope Records، وإطلاق ألبوميه الأولين “Petals to Thorns” و “The Lost Petals” في عام 2023.

إلا أن القضية الحالية أثرت بشكل كبير على مسيرته الفنية. فقد تم إلغاء آخر عرضين له في أمريكا الشمالية، بالإضافة إلى عرضه المقرر في متحف جرامي في لوس أنجلوس. كما تم تأجيل جولته الأوروبية التي كان من المفترض أن تبدأ في النرويج في الأول من أكتوبر. هذا التأجيل يعكس مدى حساسية الوضع وتأثيره على جدول أعمال الفنان.

مستقبل التحقيق وآثار القضية

تظل قضية وفاة سيليست ريفاس هيرنانديز محط اهتمام كبير من قبل وسائل الإعلام والجمهور. ويترقب الجميع نتائج التحقيق، والكشف عن الحقيقة الكاملة لما حدث.

حظر النشر الذي فرضته الشرطة يثير أيضًا تساؤلات حول التوازن بين حق الشرطة في إجراء تحقيق سليم وحق الجمهور في الوصول إلى المعلومات. من جهة، يمكن أن يساعد الحظر في حماية نزاهة التحقيق ومنع تضليل الرأي العام. ومن جهة أخرى، يمكن أن يؤدي إلى الشكوك وعدم الثقة في عمل الشرطة.

التحقيق في وفاة سيليست ريفاس هيرنانديز يمثل تحديًا كبيرًا لإدارة شرطة لوس أنجلوس، ويتطلب منهم التعامل بحذر وشفافية مع جميع جوانب القضية. من المرجح أن يستمر هذا التحقيق لبعض الوقت، وأن يشهد تطورات جديدة ومفاجئة. ومن الضروري أن يتابع الجمهور هذه القضية عن كثب، وأن يطالب بالكشف عن الحقيقة الكاملة. التطورات المتعلقة بقضية d4vd ستكون بالتأكيد موضع متابعة مستمرة.

من المهم الإشارة إلى أن هذه القضية تسلط الضوء على المخاطر التي تواجهها المراهقات، وأهمية توفير بيئة آمنة وداعمة لهم. كما تؤكد على ضرورة التعاون بين الشرطة والمجتمع للكشف عن الجرائم وتقديم الجناة إلى العدالة.

شاركها.
Exit mobile version