يواجه لويجي مانجيوني، المتهم بقتل الرئيس التنفيذي لشركة UnitedHealthcare، بريان طومسون، تطورات جديدة في قضيته، حيث يزعم محاموه أن المدعية العامة بام بوندي كانت متحيزة بسبب علاقاتها السابقة بشركة Ballard Partners، وهي شركة ضغط مرتبطة بمجموعة UnitedHealth. هذه الادعاءات الجدية تلقي بظلال من الشك على نزاهة الإجراءات القانونية وتثير تساؤلات حول حق المتهم في محاكمة عادلة، وتُركز بشكل خاص على المطالبة بعقوبة الإعدام.

مزاعم التحيز وتضارب المصالح في قضية لويجي مانجيوني

يدعي محامو مانجيوني أن المدعية العامة بوندي لم تلتزم بواجب الحياد المهني الواجب عليها. فقبل توليها منصبها الحالي في وزارة العدل، كانت بوندي شريكة في شركة Ballard Partners، التي تمثل بشكل مباشر مجموعة UnitedHealth، الشركة الأم لشركة التأمين UnitedHealthcare. ويشير المحامون إلى أن هذا الارتباط يخلق “تضاربًا عميقًا في المصالح” يمس بحقوق موكلهم في الإجراءات القانونية الواجبة.

ويركز الدفاع على نقطة رئيسية: بوندي، بعد أن تولت قيادة مهمة وزارة العدل المتمثلة في تحويل محاكمة مانجيوني الفيدرالية إلى قضية حكم بالإعدام، لم تلتزم بتعهدها بالانسحاب من أي قضايا تتعلق بعملاء Ballard Partners لمدة عام. ويؤكدون أن استمرارها في الاستفادة من عملها السابق، من خلال ترتيب تقاسم الأرباح مع الشركة وخطة المساهمة المحددة التي تديرها، يشكل انتهاكًا للأخلاقيات المهنية.

تصريحات عامة وتأثيرها على هيئة المحلفين

لم يقتصر الأمر على العلاقات المالية، بل يرى محامو مانجيوني أن تصريحات بوندي العلنية، التي أبدت فيها رأيها في استحقاق مانجيوني لعقوبة الإعدام، قد أضرت بعملية اختيار هيئة المحلفين. فبعد إعلانها في أبريل نيسان أنها أمرت المدعين الفيدراليين بالسعي لعقوبة الإعدام، تبعه ذلك بمشاركات على إنستغرام وظهور تلفزيوني، مما عزز انطباعًا بأن القرار لم يكن مبنيًا على الجدارة القانونية بل على اعتبارات سياسية.

ويشيرون إلى أن هذه التصريحات العلنية، بالإضافة إلى إجراءات أخرى مثل “مسيرة الإجرام” المصممة بعناية والتي تضمنت قيادة مانجيوني إلى المحكمة من قبل ضباط مسلحين، قد “انتهكت الحقوق الدستورية والقانونية للسيد مانجيوني وأضرت بشكل قاتل بقضية عقوبة الإعدام هذه”. التركيز على قضية الإعدام يعكس مدى خطورة هذه المزاعم.

رد الادعاء والمطالبات القانونية

وزارة العدل وشركة Ballard Partners لم تصدرا أي تعليق رسمي حتى الآن على هذه الاتهامات. في المقابل، قدم المدعون الفيدراليون حجة مضادة، مؤكدين أن “الدعاية السابقة للمحاكمة، حتى عندما تكون مكثفة، ليست في حد ذاتها عيبًا دستوريًا”. وهم يقترحون أن أفضل طريقة للتعامل مع هذه المخاوف هي استجواب المحلفين المحتملين بعناية للتأكد من أنهم لم يتأثروا بالتغطية الإعلامية.

ويؤكد الادعاء أن ما يعتبره الدفاع “أزمة دستورية” هو مجرد إعادة صياغة للحجج التي سبق رفضها في قضايا مماثلة. ويصرون على أنه لا يوجد سبب لرفض لائحة الاتهام أو منع الحكومة من المطالبة بعقوبة الإعدام، وهي العقوبة التي أقرها الكونجرس.

وبالتوازي مع ذلك، يطالب محامو مانجيوني بمنع المدعين العامين من المطالبة بعقوبة الإعدام، وإسقاط بعض التهم الموجهة إليه، والتحقيق في علاقات بوندي بشركة Ballard Partners وعلاقة الشركة مع UnitedHealth Group. سيطلبون أيضًا وثائق تفصيلية حول تعويضات بوندي من الشركة وأي توجيهات قدمتها لموظفي وزارة العدل فيما يتعلق بالقضية. أمر كهذا يُعدّ خطوة حاسمة في الدفاع عن موكلهم، ويهدف إلى إظهار وجود تضارب في المصالح يستدعي إعادة النظر في الإجراءات القانونية.

تفاصيل واقعة القتل وقبض مانجيوني

تعود تفاصيل القضية إلى 4 ديسمبر 2024، عندما قُتل بريان طومسون، الرئيس التنفيذي لشركة UnitedHealthcare، بطلقات نارية في مدينة مانهاتن. أظهرت لقطات المراقبة مسلحًا ملثمًا يطلق النار عليه من الخلف. وتم العثور على ذخيرة مكتوب عليها كلمات “التأخير” و”الرفض” و”الإيداع”، في إشارة إلى التعقيدات التي تواجهها شركات التأمين في التعامل مع مطالبات الرعاية الصحية.

تم القبض على لويجي مانجيوني، البالغ من العمر 27 عامًا، بعد خمسة أيام من وقوع الجريمة في مطعم ماكدونالدز في ألتونا، بنسلفانيا. وقد دفع ببراءته في تهم القتل الفيدرالية وعلى مستوى الولاية. في الوقت الحالي، لم يتم تحديد موعد للمحاكمة، ومن المقرر عقد جلسة استماع في 9 يناير بشأن طلبات الدفاع. التحقيقات الأولى كشفت عن أن مانجيوني ينتمي إلى عائلة ثرية ويحمل شهادة من إحدى جامعات رابطة الدول المستقلة (Ivy League)، مما زاد من الاهتمام الإعلامي بالقضية. التحقيق يتركز الآن على الدافع وراء الجريمة، مع التركيز على احتمال وجود صلة بينها وبين مطالبات التأمين المعلقة أو المرفوضة.

في الختام، تمثل هذه المزاعم حول تضارب المصالح تهديدًا كبيرًا لجهود الادعاء، وتزيد من تعقيد قضية قتل بريان طومسون. النتائج المحتملة، بما في ذلك إسقاط التهم أو منع عقوبة الإعدام، قد تغير مسار القضية بشكل جذري. تبقى القضية قيد المتابعة الدقيقة، وسيكون من المهم مراقبة التطورات المستقبلية لتحديد ما إذا كانت هذه الادعاءات ستؤدي إلى تحقيق العدالة الكاملة لجميع الأطراف المعنية.

شاركها.
Exit mobile version