تصارع الملياردير السابق والسيناتور الحالي عن ولاية فرجينيا الغربية، جيم جاستيس، مع سلسلة من المشاكل المالية المتراكمة منذ أكثر من عقد، وآخر فصول هذه الملحمة هو تسوية ديونه الضريبية المتأخرة. فقد وافق جاستيس وزوجته كاثي مؤخرًا على دفع ما يقرب من 5.2 مليون دولار كضرائب شخصية مستحقة، في خطوة تأتي بعد دعوى قضائية رفعتها الحكومة الفيدرالية تطالب بتسديد هذه المستحقات التي يعود تاريخها إلى عام 2009. هذه القضية تلقي الضوء على الوضع المالي المعقد للسيناتور، وتثير تساؤلات حول إدارته لثروته المتضائلة.
جيم جاستيس والديون الضريبية المتراكمة
في بداية العقد الماضي، كانت مجلة فوربس تقدر ثروة جاستيس بنحو 1.9 مليار دولار، مما جعله أحد الأثرياء البارزين في الولايات المتحدة. ومع ذلك، بدأت هذه الثروة في التآكل تدريجيًا، وفقد جاستيس لقب الملياردير في عام 2021، حيث انخفضت ثروته إلى 513 مليون دولار. ووصل الأمر إلى ذروته في وقت سابق من هذا العام، حيث قدرت فوربس صافي ثروته بـ “أقل من الصفر” بسبب الالتزامات المالية التي تفوق أصوله بكثير.
هذه التسوية الأخيرة للضرائب الشخصية ليست سوى جزء من الصورة الأكبر. ففي الشهر الماضي، قدمت دائرة الإيرادات الداخلية (IRS) مطالبات ضريبية ضد جاستيس وزوجته بقيمة تزيد عن 8 ملايين دولار. بالإضافة إلى ذلك، هناك مطالبات ضريبية غير مدفوعة بقيمة 1.4 مليون دولار ضد فندق جرينبرير التاريخي، وهو أحد أبرز الأصول التي تملكها عائلة جاستيس. هذه التحديات المالية المتعددة تضع جاستيس تحت ضغط كبير، وتثير الشكوك حول مستقبل إمبراطوريته التجارية.
فندق جرينبرير والضغوط المالية
فندق جرينبرير، الذي اشترته عائلة جاستيس من الإفلاس في عام 2009 مقابل 20.1 مليون دولار، لطالما كان رمزًا للرفاهية والتاريخ في ولاية فرجينيا الغربية. استضاف الفندق رؤساء الولايات المتحدة والملوك والكونجرس، ويضم كازينو ومنتجعًا صحيًا وعشرات المرافق الأخرى، ويعمل به حوالي 2000 شخص. ومع ذلك، فقد واجه الفندق صعوبات مالية كبيرة في السنوات الأخيرة، مما أدى إلى تراكم الديون والتهديد بالمزاد العلني.
في العام الماضي، تجنبت عائلة جاستيس حبس الرهن على فندق جرينبرير من خلال تسوية الديون مع بنك جيه بي مورجان تشيس. لكن التحديات لم تتوقف عند هذا الحد، حيث أعلنت جمعية أصحاب العقارات في قرية جليد سبرينغز عن نزاع مع شركة جاستيس هولدينغز حول الرسوم غير المدفوعة، مما أدى إلى محاولة إيقاف مزاد حبس الرهن على مئات قطع الأراضي المملوكة للعائلة في المنتجع. المحكمة العليا في الولاية ستنظر في هذه القضية عن كثب.
مشاكل مالية أخرى تواجه جاستيس
بالإضافة إلى الديون الضريبية وفندق جرينبرير، تواجه عائلة جاستيس مشاكل مالية أخرى. فقد اتُهمت العائلة بتأخير دفعات لصندوق التأمين الصحي للموظفين في جرينبرير، مما عرض تغطية العمال للخطر. كما تم بيع العشرات من العقارات المملوكة للعائلة في ثلاث مقاطعات بالمزاد العلني لسداد الضرائب العقارية المتأخرة.
علاوة على ذلك، يسعى آخرون إلى استرداد الملايين من الغرامات بسبب قضايا بيئية وظروف عمل غير آمنة في مناجم الفحم التابعة لشركة جاستيس. هذه القضايا تلقي بظلالها على سمعة جاستيس، وتزيد من تعقيد وضعه المالي.
ردود الفعل والتفسيرات
خلال إحاطة مع وسائل الإعلام المحلية في أكتوبر، أكد جاستيس أن شركاته “معقدة ومعقدة” وأن أولاده “يقومون بعمل رائع” في إدارتها. كما كرر تأكيده السابق بأن جهود التحصيل ضده كانت ذات دوافع سياسية. جيم جاستيس يمتلك العديد من الشركات في مجالات الفحم والزراعة، وقد تولى منصب السيناتور بعد فوزه في انتخابات نوفمبر الماضي، ليحل محل جو مانشين الذي أصبح مستقلاً.
من جانبه، وصف الحزب الديمقراطي في الولاية جهود الاستيلاء على فندق جرينبرير بأنها “نتيجة مباشرة لعدم كفاءته المالية”. هذه التصريحات تعكس الانقسام السياسي حول شخصية جاستيس، وتثير تساؤلات حول قدرته على إدارة شؤونه المالية والشؤون العامة في الوقت نفسه.
مستقبل جاستيس المالي والسياسي
تسوية الديون الضريبية الأخيرة هي خطوة إيجابية نحو حل المشاكل المالية التي تواجه جيم جاستيس. ومع ذلك، لا تزال هناك العديد من التحديات الأخرى التي يتعين عليه التغلب عليها. مستقبل إمبراطوريته التجارية، بما في ذلك فندق جرينبرير، لا يزال غير مؤكد.
هذا الوضع المالي المعقد قد يؤثر على مسيرته السياسية كسيناتور عن ولاية فرجينيا الغربية. فمن المتوقع أن يواجه جاستيس تدقيقًا مكثفًا من قبل وسائل الإعلام والمنافسين السياسيين، وقد يُطلب منه تقديم تفسيرات مفصلة حول مصادر تمويله وإدارته لثروته. التعامل مع هذه القضايا بحكمة وشفافية سيكون أمرًا بالغ الأهمية لنجاحه في مجلس الشيوخ. الوضع المالي للسيناتور سيظل بالتأكيد موضوعًا يثير اهتمامًا كبيرًا في الأيام والأسابيع والشهور القادمة.

