دبي، الإمارات العربية المتحدة (أ ب) – ناقلة نفط تحمل العلم اليوناني تعرضت لهجوم متكرر من قبل المتمردون الحوثيون في اليمن قالت قيادة البحرية التابعة للاتحاد الأوروبي يوم الاثنين إن النفط الخام في البحر الأحمر لا يزال مشتعلا لكن لم يحدث تسرب نفطي كبير في الممر المائي.
ويمثل الهجوم على السفينة سونيون أخطر هجوم منذ أسابيع من جانب المتمردين الذين يواصلون استهداف الشحن عبر ممر البحر الأحمر بسبب الحرب بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة. وقد أدت الهجمات إلى تعطيل التجارة التي تبلغ قيمتها تريليون دولار والتي تمر عادة عبر المنطقة، فضلاً عن توقف بعض شحنات المساعدات إلى السودان واليمن المتضررين من الصراع.
وأظهرت صور نشرتها عملية أسبيدس التابعة للاتحاد الأوروبي، والتي تتمثل مهمتها في حماية الشحن في المنطقة، تصاعد الدخان من عدة نقاط على طول سطح الناقلة سونيون وجسرها يوم الأحد. ويمكن رؤية النيران مشتعلة في تسعة مواقع مختلفة على الأقل على سطح السفينة، التي كانت محملة بـ 150 ألف طن من النفط الخام العراقي – ما يقرب من مليون برميل. وظهرت بعض النيران بالقرب من فتحات خزانات النفط في الناقلة.
وقالت بعثة الاتحاد الأوروبي: “حتى الآن لا توجد علامات واضحة على تسرب النفط”. وأضافت أن “السفينة سونيون تشكل خطرا ملاحياً وبيئيا وشيكاً. ويؤكد هذا الوضع أن مثل هذه الهجمات لا تشكل تهديدا لحرية الملاحة فحسب، بل وأيضا لحياة البحارة والبيئة، وبالتالي حياة جميع المواطنين الذين يعيشون في تلك المنطقة”.
وحذرت وزارة الخارجية الأميركية أيضا من الخطر البيئي الذي يهدد البحر الأحمر، موطن الشعاب المرجانية وغيرها من الموائل الطبيعية والحياة البرية. لقطات تظهر الانفجارات على متن السفينة سونيون نشرها الحوثيون في وقت سابق وفي وقت لاحق، أشارت تحليلات وكالة أسوشيتد برس إلى أن المتمردين صعدوا مرة أخرى على متن سفينة مهجورة وزودوها بالمتفجرات في محاولة لإغراقها.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر في بيان يوم السبت: “بينما تم إجلاء الطاقم، يبدو أن الحوثيين عازمون على إغراق السفينة وحمولتها في البحر”. وأضاف: “من خلال هذه الهجمات، أوضح الحوثيون أنهم على استعداد لتدمير صناعة صيد الأسماك والنظم البيئية الإقليمية التي يعتمد عليها اليمنيون وغيرهم من المجتمعات في المنطقة في معيشتهم، تمامًا كما قوضوا تسليم المساعدات الإنسانية الحيوية إلى المنطقة من خلال هجماتهم المتهورة”.
من جهتها، سلطت قناة المسيرة التابعة للحوثيين الضوء على صور الاتحاد الأوروبي ووصفت السفينة بأنها مستهدفة “معاقبة للشركة المالكة للسفينة لانتهاكها قرار منع الوصول إلى موانئ” إسرائيل.
وتعرضت السفينة سونيون لهجمات متكررة الأسبوع الماضي من قبل الحوثيين. وفي وقت لاحق، أنقذت مدمرة فرنسية تعمل كجزء من عملية أسبيد طاقم السفينة سونيون المكون من 25 فلبينيًا وروسيًا، بالإضافة إلى أربعة أفراد من أفراد الأمن الخاص، ونقلتهم إلى جيبوتي القريبة.
استهدف الحوثيون أكثر من 80 سفينة بالصواريخ والطائرات المسيرة منذ بدء الحرب في غزة في أكتوبر/تشرين الأول. تم الاستيلاء على سفينة واحدة و غرقت اثنتان في الحملة كما أسفر الهجوم عن مقتل أربعة بحارة. كما اعترضت قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة صواريخ وطائرات مسيرة أخرى في البحر الأحمر أو فشلت في الوصول إلى أهدافها.
ويؤكد المتمردون أنهم يستهدفون السفن المرتبطة بإسرائيل أو الولايات المتحدة أو المملكة المتحدة لإجبار إسرائيل على إنهاء حملتها ضد حماس في غزة. ولكن العديد من السفن التي تعرضت للهجوم لا علاقة لها بالصراع، بما في ذلك بعض السفن المتجهة إلى إيران.

