كانت الأسهم العالمية متباينة، متتبعة سلسلة مكاسب وول ستريت، مع إغلاق الأسواق الأمريكية بمناسبة عيد الشكر

الأسواق المالية العالمية تشهد تباينات، وتتطلع لعيد الشكر وترقب قرارات الفائدة

تشهد الأسواق المالية العالمية حالة من التباين في الأداء، حيث تراجعت بعض المؤشرات الأوروبية في ظل تفاؤل نسبي في الأسواق الآسيوية، بينما استقرت العقود الآجلة للأسهم الأمريكية قبل عطلة عيد الشكر. هذا التذبذب يعكس حالة من الحذر والترقب في انتظار بيانات اقتصادية جديدة، وتقديرات حول مستقبل السياسة النقدية، وخاصةً قرارات بنك الاحتياطي الفيدرالي. تُظهر هذه التقلبات أهمية الأسهم العالمية للمستثمرين الذين يسعون لتحقيق التوازن في محافظهم الاستثمارية.

أداء الأسواق الأوروبية: تباين بين الارتفاع والانخفاض

في بداية تعاملات اليوم، سجل مؤشر داكس الألماني ارتفاعًا طفيفًا بنسبة 0.2% ليصل إلى 17,381.53 نقطة، مدفوعًا ببعض الأسهم القيادية. بينما واجه مؤشر FTSE 100 البريطاني ضغوطًا بيعية، مما أدى إلى انخفاضه بنسبة 0.2% إلى 7,677.14 نقطة. أما مؤشر CAC 40 في باريس فقد انخفض بشكل طفيف أقل من 0.1% ليغلق عند 8,096.41 نقطة. هذا التباين يعكس اختلاف الظروف الاقتصادية والسياسية في كل دولة أوروبية، بالإضافة إلى ردود فعل المستثمرين تجاه التطورات الأخيرة. العديد من المحللين يركزون على تأثير ارتفاع أسعار الطاقة وتوقعات التضخم على أداء الأسهم الأوروبية.

تفاؤل في الأسواق الآسيوية مدفوعًا بتوقعات خفض الفائدة

على النقيض من أوروبا، حققت معظم الأسواق الآسيوية تقدمًا ملحوظًا. قفز مؤشر نيكي 225 الياباني بنسبة 1.2% ليصل إلى 33,016.74 نقطة، إثر تزايد الرهانات على أن بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي قد يبدأ في خفض أسعار الفائدة خلال اجتماعه المرتقب في 10 ديسمبر. هذا التوقع ساهم في تعزيز الثقة في الأسواق، وجذب المستثمرين إلى الأسهم. بالإضافة إلى ذلك، أعلنت الحكومة اليابانية عن خطط لإصدار سندات جديدة بقيمة 11 تريليون ين (حوالي 70.5 مليار دولار) لتمويل حزمة تحفيز اقتصادي جديدة.

وفي الصين، ارتفع مؤشر هانغ سنغ في هونغ كونغ بنسبة 0.1% تقريبًا، في حين ارتفع مؤشر شنغهاي المركب بنسبة 0.3%. لكن المكاسب كانت محدودة بسبب بيانات أرباح الشركات الصينية التي أشارت إلى تباطؤ النمو، حيث ارتفعت أرباح الأشهر العشرة الأولى من عام 2024 بنسبة 1.9% فقط، مقارنة بنمو 3.2% في الفترة السابقة. هذا التباطؤ يثير مخاوف بشأن قدرة الاقتصاد الصيني على الحفاظ على زخمه الحالي.

أداء الأسواق الكورية والتايوانية والأسترالية والهندية

أضاف مؤشر كوسبي في كوريا الجنوبية 0.7% إلى رصيده، مدعومًا بقرار البنك المركزي الكوري الإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير عند 2.5%، بهدف دعم الاستقرار المالي في ظل ضعف العملة المحلية ومخاوف ارتفاع أسعار المساكن. كما ارتفع مؤشر ASX 200 الأسترالي بنسبة 0.1%، فيما ارتفع مؤشر Taiex التايواني بنسبة 0.5% ومؤشر BSE Sensex الهندي بنسبة 0.3%. هذا التنوع في الأداء يؤكد على أن الأسواق الناشئة تتأثر بعوامل مختلفة، مثل السياسات النقدية المحلية والظروف الاقتصادية العالمية.

الأسواق الأمريكية في انتظار عيد الشكر وبيانات الفائدة

أنهت الأسهم الأمريكية جلسة الأربعاء على مكاسب واسعة النطاق، حيث ارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 0.7% ومؤشر داو جونز بنسبة مماثلة. وشهد مؤشر ناسداك المركب ارتفاعًا بنسبة 0.8%. هذه المكاسب جاءت مدفوعة بتصريحات مسؤولين في بنك الاحتياطي الفيدرالي، والتي عززت توقعات المتداولين بأن البنك المركزي قد يخفض أسعار الفائدة في اجتماعه القادم في ديسمبر. تشير البيانات إلى أن الاحتمالية الحالية لخفض الفائدة الشهر المقبل تبلغ حوالي 83%، وفقًا لمجموعة CME.

كان قطاع التكنولوجيا هو المحرك الرئيسي للارتفاع في الأسهم الأمريكية، على الرغم من أن معظم القطاعات الرئيسية في مؤشر S&P 500 سجلت مكاسب. وقد ساهم انتعاش السوق الأخير، وموقفه الإيجابي، في تعويض معظم الخسائر التي تكبدتها المؤشرات الرئيسية بعد موجة البيع التي شهدتها في بداية الشهر. تجدر الإشارة إلى أن الأسواق الأمريكية تشهد أسبوع تداول قصير بسبب عطلة عيد الشكر، حيث تغلق يوم الخميس وتفتح لساعات أقصر يوم الجمعة. قراءة تحليل الأسهم الأمريكية يساهم في فهم أعمق لديناميكيات السوق و توقعات المستقبل.

أسعار النفط والدولار: استقرار مع ميل للارتفاع

في تعاملات مبكرة من صباح اليوم، أضاف خام برنت القياسي 6 سنتات ليصل إلى 58.71 دولارًا للبرميل. واستقر خام برنت، المعيار الدولي، عند حوالي 62.54 دولارًا للبرميل. أما الدولار الأمريكي فقد تراجع إلى 156.29 ين ياباني مقابل 156.47 ين، في حين انخفض اليورو إلى 1.1585 دولار مقابل 1.1595 دولار. هذا الاستقرار النسبي في أسعار النفط والدولار قد يوفر بعض الدعم للأسواق المالية العالمية في المدى القصير.

في الختام، تشهد الأسواق العالمية حالة من التباين والترقب، مع تركيز المستثمرين على بيانات اقتصادية جديدة وتوقعات تغيير السياسة النقدية. من المتوقع أن يستمر هذا الاتجاه في الأيام القادمة، خاصةً مع اقتراب عطلة عيد الشكر. يفضل على المستثمرين الحذر ومراجعة محافظهم الاستثمارية بشكل دوري، والبحث عن فرص استثمارية واعدة. يمكنك متابعة آخر أخبار الأسواق العالمية من خلال مصادر موثوقة مثل (AP).