تقلبات وول ستريت تتراجع و الأسهم الأمريكية تغلق على مكاسب

شهدت وول ستريت يوم الجمعة تقلبات حادة، لكنها أنهت اليوم على ارتفاع، في مشهد يعكس حالة عدم اليقين التي تخيم على الأسواق المالية. بعد تذبذب خلال ساعات التداول، ارتفع مؤشر S&P 500 بنسبة 1%، مدفوعًا بتصريحات إيجابية من مسؤول في الاحتياطي الفيدرالي، بينما صعد مؤشر داو جونز الصناعي 1.1% وناسداك المركب 0.9%. يأتي هذا الارتفاع بعد أسبوع مضطرب، شهد تقلبات عنيفة لم تشهدها الأسواق منذ أبريل الماضي.

تقلبات الأسهم و أسئلة معلقة

أثارت هذه التحركات المتناقضة تساؤلات حول مدى استمرار الارتفاع الذي شهدته الأسهم الأمريكية في الأشهر الأخيرة. هل وصلت أسعار شركات التكنولوجيا العملاقة مثل نفيديا وبيتكوين إلى مستويات مبالغ فيها؟ وهل وصل بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى نهاية دورة رفع أسعار الفائدة؟ هذه الأسئلة لم تجد إجابات قاطعة حتى الآن، وتساهم في زيادة حالة عدم اليقين في السوق.

تأثير تصريحات الاحتياطي الفيدرالي

أعطت تصريحات رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك، جون ويليامز، دفعة إيجابية للأسواق. وأشار ويليامز إلى وجود “مجال لمزيد من التعديل” في أسعار الفائدة، مما أثار توقعات بحدوث تخفيض إضافي في ديسمبر. هذه التصريحات جاءت في وقت تحتاج فيه الأسواق المالية إلى إشارات مطمئنة، خاصة وأن أسعار الأسهم قد وصلت إلى مستويات قياسية جزئيًا بسبب توقعات التخفيضات.

خلافات داخل الاحتياطي الفيدرالي و تأثيرها على السوق

على الرغم من تصريحات ويليامز، إلا أن مسؤولين آخرين في بنك الاحتياطي الفيدرالي أعربوا عن تحفظاتهم بشأن خفض أسعار الفائدة في ديسمبر، مشيرين إلى ارتفاع معدلات التضخم. هذا الخلاف الحاد داخل البنك المركزي ساهم في زيادة التقلبات في الأسهم، حيث شهدت الأسواق تقلبات حادة في الاتجاهات خلال يوم واحد.

يوم الخميس: مثال على التقلبات الشديدة

بلغت التقلبات ذروتها يوم الخميس، حيث ارتفعت الأسهم في البداية بعد تقرير أرباح قوي من شركة نفيديا، مما أثار تفاؤلاً بشأن قطاع الذكاء الاصطناعي. لكن سرعان ما تحول الاتجاه، وانخفضت الأسواق بشكل حاد، مسجلة أكبر خسارة يومية منذ أبريل، عندما أعلن الرئيس السابق دونالد ترامب عن فرض رسوم جمركية جديدة.

مخاوف بشأن الذكاء الاصطناعي و البيتكوين

على الرغم من الأداء القوي لشركة نفيديا، لا تزال هناك مخاوف بشأن الاستدامة طويلة الأجل للاستثمارات في قطاع الذكاء الاصطناعي. يتساءل المستثمرون عما إذا كانت الشركات التي تستثمر بكثافة في رقائق الذكاء الاصطناعي، مثل أمازون وميتا، ستحقق عوائد كافية لتبرير هذه الاستثمارات.

بالإضافة إلى ذلك، شهدت عملة البيتكوين تقلبات حادة، حيث انخفضت لفترة وجيزة إلى ما دون 81000 دولار قبل أن تتعافى إلى حوالي 85000 دولار. هذا الانخفاض أعاد البيتكوين إلى مستويات أبريل، عندما تأثرت الأسواق برسوم ترامب الجمركية.

أداء قطاعات مختلفة و الشركات الرابحة

على الرغم من هذه التقلبات، ارتفعت الغالبية العظمى من الأسهم في وول ستريت، حيث ارتفع حوالي 90% من الأسهم في مؤشر ستاندرد آند بورز 500. غالبًا ما تخفي هذه التحركات الأداء الضعيف لبعض الأسهم الكبرى مثل نفيديا، والتي لها تأثير كبير على المؤشر بسبب حجمها الهائل.

برز قطاع التجزئة كأحد القطاعات الرابحة، حيث قفزت أسهم Gap و Ross Stores بعد الإعلان عن أرباح قوية. كما أظهرت شركات بناء المنازل أداءً جيدًا، متأثرة بتوقعات انخفاض أسعار الفائدة.

نظرة عامة على أداء المؤشرات و سوق السندات

في نهاية المطاف، ارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بمقدار 64.23 نقطة إلى 6602.99، وارتفع مؤشر داو جونز الصناعي 493.15 نقطة إلى 46245.41، في حين ارتفع مؤشر ناسداك المجمع 195.03 نقطة إلى 22273.08.

في سوق السندات، تراجعت عوائد سندات الخزانة وسط آمال بتخفيضات من بنك الاحتياطي الفيدرالي. يراهن المتداولون الآن على احتمال بنسبة 72% تقريبًا لخفض أسعار الفائدة في ديسمبر.

الأسواق العالمية و توقعات مستقبلية

كانت المؤشرات في الأسواق الأوروبية مختلطة، بعد تراجعها في آسيا. انخفض مؤشر Nikkei 225 الياباني بنسبة 2.4%، وانخفض مؤشر Kospi في كوريا الجنوبية بنسبة 3.8%.

بشكل عام، تشير هذه التطورات إلى أن الأسواق المالية لا تزال في حالة تقلب، وأن المستثمرين بحاجة إلى توخي الحذر ومراقبة التطورات الاقتصادية والسياسية عن كثب. مستقبل الاستثمار في الأسهم يعتمد بشكل كبير على قرارات بنك الاحتياطي الفيدرالي وتطورات قطاع التكنولوجيا.

شاركها.
Exit mobile version