في حادث مأساوي يثير تساؤلات حول سلامة سيارات تسلا، توفيت امرأة وأصيب زوجها بجروح خطيرة بعد أن خرجت سيارتهما من طراز موديل 3 عن السيطرة واصطدمت بعمود كهرباء واشتعلت فيها النيران. هذه الحادثة، التي وقعت في تاكوما بولاية واشنطن، دفعت عائلة الضحية إلى رفع دعوى قضائية ضد شركة تسلا، متهمة إياها بعيوب في التصميم ساهمت في وقوع الكارثة. هذه القضية تلقي الضوء على المخاوف المتزايدة بشأن عيوب سيارات تسلا وتأثيرها على سلامة الركاب.
تفاصيل الحادثة والدعوى القضائية
في السابع من يناير 2023، كان جيف وويندي دينيس يقومان ببعض المهمات الروتينية عندما تسارعت سيارتهما تسلا موديل 3 بشكل مفاجئ وغير متوقع. وفقًا للدعوى القضائية، استمر التسارع لمدة خمس ثوانٍ على الأقل، مما أدى إلى فقدان جيف دينيس السيطرة على السيارة. حاول تفادي الاصطدام بالمركبات الأخرى، لكنه اصطدم في النهاية بعمود كهرباء، مما أدى إلى اشتعال النيران في السيارة.
لسوء الحظ، توفيت ويندي دينيس على الفور في الحادث، بينما أصيب زوجها جيف بحروق شديدة في ساقه وإصابات أخرى خطيرة. تزعم الدعوى أن نظام المكابح الطارئة الأوتوماتيكي في السيارة فشل في العمل قبل الاصطدام، على الرغم من أنه مصمم للتفعيل في مثل هذه الحالات.
عيوب التصميم التي أدت إلى الكارثة
لا يقتصر الأمر على فشل نظام المكابح، بل تشير الدعوى القضائية إلى وجود عيوب أخرى في تصميم سيارة تسلا موديل 3 ساهمت في تفاقم الوضع. أحد هذه العيوب يتعلق بمقابض الأبواب، التي تعتمد على الطاقة الكهربائية للعمل من الخارج. في أعقاب الاصطدام وانقطاع التيار الكهربائي، لم يتمكن المارة الذين حاولوا إنقاذ جيف وويندي من فتح الأبواب، مما أدى إلى تأخير جهود الإنقاذ.
بالإضافة إلى ذلك، تشير الدعوى إلى صعوبة العثور على زر التجاوز اليدوي لفتح الأبواب، حتى من الداخل، بسبب انطفاء البطارية وتعقيد النظام. كما أن حرارة الحريق الشديدة منعت المارة من الاقتراب بدرجة كافية لكسر النوافذ. هذه العوامل مجتمعة جعلت من المستحيل تقريبًا إخراج الضحايا من السيارة المحترقة.
مشاكل الأبواب في سيارات تسلا: نمط متكرر؟
هذه ليست المرة الأولى التي تظهر فيها مشاكل تتعلق بأبواب سيارات تسلا. في الشهر الماضي، توفي والدا طالبين جامعيين في كاليفورنيا في حادث مماثل، حيث حوصر الطلاب داخل سيارة تسلا اشتعلت فيها النيران بسبب عيب في التصميم منعهم من فتح الأبواب. وقد أدى هذا الحادث إلى رفع دعوى قضائية أخرى ضد شركة تسلا.
في سبتمبر الماضي، فتحت الجهات التنظيمية الفيدرالية تحقيقًا في شكاوى متعددة من سائقي تسلا حول مشاكل الأبواب العالقة، مما يشير إلى أن هذه المشكلة قد تكون أكثر انتشارًا مما يعتقد. هذه التحقيقات والدعاوى القضائية تثير تساؤلات جدية حول معايير السلامة في سيارات تسلا.
المطالبات القانونية والتعويضات المطلوبة
تطالب الدعوى القضائية المقدمة من عائلة دينيس بتعويضات عقابية ضد شركة تسلا، معتبرة أن السيارة تم تصميمها وتصنيعها في كاليفورنيا، حيث كان المقر الرئيسي للشركة في ذلك الوقت. بالإضافة إلى ذلك، تسعى الدعوى للحصول على تعويضات عن الوفاة غير المشروعة لكل من جيف دينيس وممتلكات زوجته الراحلة ويندي. ويطالب المدعون بمحاكمة أمام هيئة محلفين لتحديد المسؤولية والتعويضات المناسبة.
كما تتهم الدعوى شركة تسلا باستخدام كيمياء بطارية معيبة وتصميم حزمة بطارية يزيد من خطر نشوب حريق كارثي بعد الاصطدام. هذه الادعاءات، إذا ثبتت، يمكن أن يكون لها تداعيات كبيرة على مستقبل شركة تسلا وسمعتها.
المخاوف المتزايدة حول سلامة سيارات تسلا
تأتي هذه الحادثة في وقت تزداد فيه المخاوف بشأن سلامة سيارات تسلا، خاصة فيما يتعلق بأنظمة القيادة الذاتية والبطاريات. على الرغم من أن تسلا تعتبر رائدة في مجال السيارات الكهربائية والتكنولوجيا المتقدمة، إلا أن هذه الحوادث تذكرنا بأهمية السلامة والموثوقية. من الضروري أن تولي الشركة اهتمامًا خاصًا لمعالجة هذه العيوب في التصميم وضمان سلامة عملائها.
بالإضافة إلى ذلك، يجب على الجهات التنظيمية إجراء فحوصات أكثر صرامة لسيارات تسلا والتأكد من أنها تلبي جميع معايير السلامة اللازمة. إن حياة الناس هي الأهم، ولا يمكن التضحية بالسلامة من أجل الابتكار أو الربح.
الخلاصة
إن حادثة وفاة ويندي دينيس وإصابة زوجها جيف هي تذكير مأساوي بأهمية السلامة في السيارات. تثير الدعوى القضائية المرفوعة ضد تسلا أسئلة مهمة حول عيوب سيارات تسلا وتأثيرها على سلامة الركاب. من الضروري أن تولي الشركة والجهات التنظيمية اهتمامًا خاصًا لمعالجة هذه المشاكل وضمان سلامة جميع سائقي سيارات تسلا. هذه القضية قد تكون نقطة تحول في طريقة تقييم وتنظيم سلامة السيارات الكهربائية في المستقبل.

