في تطور مفاجئ يعيد تشكيل معركة الاستحواذ على شركة Warner Bros. Discovery، أعلنت شركة أسهم خاصة تابعة لجاريد كوشنر، صهر الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، عن انسحابها من دعم عرض شركة باراماونت المنافس. هذا التحول يأتي بعد أيام من اتفاق Netflix المبدئي للاستحواذ على Warner، ويضيف طبقة جديدة من التعقيد إلى هذه الصفقة الضخمة التي قد تعيد رسم خريطة صناعة الترفيه. وتتصاعد التوقعات حول مستقبل الاستحواذ على Warner Bros. Discovery، مع احتمالات إعادة تشكيل المنافسة في عالم البث التدفقي.
باراماونت تتراجع عن منافسة Netflix في صفقة مربحة
كانت شركة باراماونت قد أطلقت عرضًا منافسًا جريئًا للاستحواذ على Warner Bros. Discovery، بقيمة 30 دولارًا أمريكيًا لكل سهم، متجاوزةً عرض Netflix الذي كان يبلغ 27.75 دولارًا أمريكيًا للسهم. هذا العرض، الذي يهدف إلى الوصول مباشرةً إلى مساهمي Warner، كان يعتمد جزئيًا على الدعم المالي من Affinity Partners، الشركة التابعة لكوشنر.
وتبحث باراماونت، التي تعد أصغر من عمالقة البث مثل Netflix و Disney، عن فرصة لتعزيز مكانتها في السوق. الاستحواذ على Warner، التي تمتلك استوديوهات Warner Bros. Pictures و HBO، بالإضافة إلى امتيازات مثل DC Comics و Harry Potter، يُنظر إليه على أنه قفزة هائلة إلى الأمام.
انسحاب كوشنر وتداعياته على عرض باراماونت
قرار Affinity Partners بالانسحاب يمثل ضربة لباراماونت، حيث يزيل مصدرًا محتملاً للدعم المالي الذي كان يمكن أن يميز عرضها. في بيان رسمي، أوضحت الشركة أن “ديناميكيات الاستثمار قد تغيرت بشكل كبير منذ مشاركتنا الأولية في أكتوبر.” ومع ذلك، أكدت Affinity Partners أنها لا تزال ترى “مبررًا استراتيجيًا قويًا” لعرض باراماونت.
لم يتم الكشف عن المبلغ المحدد الذي كانت Affinity Partners على استعداد لتقديمه، لكن انسحابها يثير تساؤلات حول قدرة باراماونت على إتمام الصفقة. يُذكر أن شركة Warner Bros. Discovery تعد من أهم أصول هوليوود، والسيطرة عليها ستمنح الشركة الفائزة نفوذًا كبيرًا في صناعة الترفيه.
ترامب يلقي بظلاله على الصفقة
إضافةً إلى الانسحاب المالي، يلقي الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بظلاله على هذه الصفقة. فقد أعرب ترامب عن مخاوفه بشأن الصفقة الممكنة بين Netflix و Warner، مشيرًا إلى أنها “قد تكون مشكلة” نظرًا لحجم حصة السوق التي ستنتج عنها.
وبشكل غير متوقع، انتقد ترامب أيضًا عائلة إليسون، التي ترأس شركة باراماونت حاليًا، بسبب الطريقة التي تعامل بها برنامج “60 دقيقة” على شبكة CBS News مع بعض القضايا المثيرة للجدل. هذه التصريحات المتناقضة تضيف المزيد من الضبابية إلى المشهد العام للصفقة.
دعم الخليج المستمر لباراماونت
على الرغم من انسحاب Affinity Partners، لا يزال عرض باراماونت مدعومًا بشكل كبير من صناديق الثروة السيادية التي تديرها ثلاث حكومات في الخليج العربي: المملكة العربية السعودية وأبوظبي وقطر. هذا الدعم المالي يمنح باراماونت فرصة لمواصلة الضغط على Warner وإقناع مساهميها بقبول عرضها.
هذا التمويل الأجنبي يبرز الأهمية المتزايدة للاستثمارات من منطقة الشرق الأوسط في صناعة الترفيه العالمية. كما يُظهر أيضًا التصميم الذي تبديه باراماونت على التنافس مع عمالقة البث الآخرين.
مراجعة Warner للعرضين ومستقبل Media Conglomerates
تقوم Warner Bros. Discovery حاليًا بمراجعة عرض باراماونت، ومن المتوقع أن تعلن قريبًا عن توصياتها للمساهمين. من المحتمل أن تقارن الشركة بين العرضين من حيث القيمة المالية والآثار التنظيمية والمزايا الاستراتيجية.
يتوقع الخبراء أن صفقات دمج الإعلام ستستمر في التطور بوتيرة سريعة، مدفوعةً بالحاجة إلى تحقيق وفورات الحجم والتكيف مع التغيرات في سلوك المستهلك. الاستحواذ على Warner Bros. Discovery هو مثال بارز على هذه الديناميكية، ومن المرجح أن يكون له تأثير كبير على مستقبل صناعة الترفيه. كما أن مسألة التدقيق التنظيمي، خاصة في ظل المشهد السياسي الحالي، تلعب دورًا حاسمًا في تحديد مسار هذه الصفقة.
الخلاصة
إن تطورات الاستحواذ على Warner Bros. Discovery تُظهر مدى التقلب والتعقيد في سوق الإعلام الحالية. انسحاب كوشنر، إلى جانب تصريحات ترامب، يشير إلى أن هناك قوى متعددة تلعب دورًا في هذه المعركة. ومع ذلك، فإن الدعم المستمر من صناديق الثروة الخليجية قد يمنح باراماونت فرصةً للمنافسة، وعرضًا يجذب الانتباه. ستكون الخطوات التالية لـ Warner Bros. Discovery حاسمة في تحديد مستقبل هذه الصفقة الملحمية، وستراقب الصناعة عن كثب لمعرفة ما إذا كانت ستؤدي إلى تغيير كبير في ميزان القوى في عالم البث التدفقي.

